غارات امريكية في الحديدة احزاب تعز تقترح حلا لمواجهة الوضع الاقتصادي المتأزم وتطالب الرئاسة والحكومة بسرعة انقاذ العملة العليمي يبحث مع سفير واشنطن الدعم الإقتصادي المطلوب وموقف اليمن من انتهاكات إسرائيل في فلسطين مسئول كبير في الشرعية يكاشف الجميع حول قضايا وملفات مهمة: سبب التراجع عن قرارات البنك المركزي ومصير التوقيع على خارطة الطريق وخيار الحسم العسكري كوريا الشمالية تختبر صاروخاً باليستياً يمكنه الوصول الى أمريكا الإعلام الأمني ينشر أسماء ضحايا حادث التصادم الأليم في طريق شحن بمحافظة المهرة موسكو هربت قيادي ايراني من ميناء الحديدة.. تورط متزايد لروسيا مع الحوثيين في اليمن وامريكا تدرس كيفية الرد اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية إعادة فتح طريق مطار عدن بعد سنوات من الإغلاق
تقدم المهندس فيصل بن شملان علينا جميعاً. تقدم بن شملان في الزمن وعلى اليمن.
تقدم على نفسه، وعلى منافسيه، وعلى أنصاره ومحبيه، وانهزم أمامه مرشح المؤتمر الشعبي لرئاسة الجمهورية، وانهزمت خلفه أحزاب اللقاء المشترك التي توحدت عليه وفيه ورشحته لمنصب الرئاسة ونأى بنفسه عن مقبره الفرص الضائعة كإشراقة مجنحة لطائر يغمره الافتتان بغياب الأفعى، ويتوهج بالتغريد بعيداً عن «عالم البلهاء وعديمي الاحساس والمهيجين» وعن السكارى الغرقى في طبقات الغبار والقذارة الطافية على سطح انعدام التغيير.. وعن المفتقرين لهمة غسل مصيرهم، وتغيير حياتهم، كما يغيرون ملابسهم، وذلك لانقاذ الحياة وتكريس احترام النظافة -بحسب فرناندو بيسوا.
.. لقد تقدم علينا بن شملان وهو السبعيني الطالع من بين ظهرانينا بهيئة تجلت بعنوانها المفارق، من اول وهلة، لما اعتدناه وألفناه واعتلفناه في حضيرة السياسة اليمنية من وجوه وخطابات متخبطة في مجازات مراوحة الكل في واحد.
.. ولما كان بن شملان حالة مفارقة فقد كان من شأن زلة اللسان او خيانة اللغة أن تدفع بمنافسه الرئيس إلى وصفه بـ«المرشح المستأجر».
والحال ان وقع المفارقة المباغت قد ولد مزيجاً من المشاعر والتصورات والآراء المتناقضة والمتضاربة بشأن بن شملان وهو الذي لم يهبط علينا من كوكب آخر بقدر ما جاء من زمن قادم واختلف الفرقاء حوله، بين هارب اليه ومستجير به وبأطياف مانديلا وغاندي التي قدمت معه، وبين هارب منه ومذعور من وعد التغيير، وقد كانت ومازالت هذه النقطة جديرة بالقراءة المفتوحة على بساط القادم من الأيام والأعوام التي ستطل علينا بإعلان يقول بأن الفائز الاكبر في هذه الانتخابات كان فيصل بن شملان وإن لم تعلن عن ذلك اللجنة العليا لانتخابات!
لقد جاء بن شملان ليخترقنا كشهاب، وكان لحظة اختراق لرؤوسنا بمواكب من الاحاسيس والافكار إلى أن دقت ساعة «الصندوق الاسود» وصندوق العجائب وبدا أن الديمقراطية «ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن» وتركز حزن اليمن كله في لحظة، وتكثفنا بشتى التهديدات ذات الالوان المغيّبة، وارتطمنا بجدار الحقيقة القائلة بأن «الموت هو الوجه الآخر للسياسة في اليمن» وارتكسنا إلى نقطة التأسي والاتكاء على عكازة الفعل الماضي الناقص: كان.. وكان بن شملان.. وبن شملان يتقدم علينا في الزمان ولا يلتفت إلينا ونحن نتجذر في الخراب، ونجدد توقيع عقدنا مع النسيان.. النسيان بما هو استراتيجية حكيمة للعيش والخلاص من أثقال ذاكرة منهكة، و مشبعة بالعنف والموت. وتقدم بن شملان وهو يبتسم في وجه من تورثوا ما تهدم واستأنفوا شحذ الحراب ليتحاربوا على ارض الخراب، وسلطة العطن والعفن، وفي وجه من استأنفوا التسبيح بحمد خالق الظلام وتكرار ما نطقت به لسان حقب الانحطاط من حديث يقول: «من اشتدت وطأته وجبت طاعته»!
.. وكما يمر بنا الزمن ولا نمر فيه، مر في ايامنا بن شملان، وربما كان من حسن حظه ان لا يخوض في الانقاض ويمضي ولسان حاله يقول: سأمضي ببعضي.
ويردف بما قال شاعر اسباني:
«لانني بحجم ما أراه
لا بحجم قامتي»...