كما هطل المطر صباحاً على مدينة الحديدة تقاطر أبناءها رجالاً ونساءً - أغلبهم من شريحة الشباب- على ملعبها الرياضي ليتعانقوا في لوحة ديمقراطية رائعة مع مرشح أحزاب اللقاء المشترك المهندس فيصل بن شملان, مؤكدين أن المحافظة التي يقال أنها مغلقة لحزب واحد لم تعد كذلك.

وقالت إحدى ناشطات القطاع النسوي لحزب الإصلاح في كلمتها نيابة عن القطاعات النسوية للمشترك أن أبناء محافظة الحديدة جاءوا من كل أرجاءها ليؤكدوا ضرورة التداول السلمي للسلطة وإثبات زيف من يراهنون ويزعمون على أنها مغلقة لهم.

وأضافت ريم عباس: باسم نساء المشترك نؤكد دعمنا ومناصرتنا للمهندس القدير فيصل بن شملان رئيساً لمستقبل اليمن, ونؤكد دعمنا لمشروع اللقاء المشترك للإصلاح السياسي والوطني الشامل من اجل مستقبل اليمن ومن اجل اليمن السعيد من جديد.

وتابعت: عندما نطالب بتخصيص المرأة بالعناية لا نتحدث عن الحقوق المشروعة ولكن عن الواقع, فكم من امرأة يمنية تجوب الشوارع متسولة لا تأكل ما حصلت عليه ولكن لتقسمها بين أطفالها؟ وكم من طفلة في عمر الزهور حرمت من التعليم لعدم قدرة وليها على نفقة تعليمها؟.

وخاطبت بن شملان في ختام كلمتها: نأمل بمستقبل أفضل لنا ولأولادنا في عهدكم وتكون رئيساً من اجل اليمن وليس كما هو الحال يمن من اجل الرئيس.

وقال مسئول فرع التنظيم لوحدوي الناصري في كلمة فروع المشترك أن أبناء الحديدة يعانون من التسلط والفساد أكثر من غيرهم في بقية المحافظات, مشيراً إلى انتشار البطالة واتساع رقعة الفقر يوماً بعد يوم وتدني وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي.

وأضاف الدكتور حسن الحرد: حتى القضاء نتيجة للتدخل السافر للسلطة التنفيذية والفساد المستشري فيه فإن أبناء المحافظة هم النقطة الأضعف في قاعات ودوائره بمختلف درجاته فتضيع حقوقهم وتهدر كرامتهم.

وأشار إلى انه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها شعبنا جراء الممارسات والسياسات الخاطئة والإهدار المتعمد للموارد قد أوصلت البلاد إلى هذا الوضع المزري حيث تتفاقم المخاطر وتنتهك الحقوق وتزداد الحياة المعيشية للمواطنين, وأضاف: نضع أيدينا في أيديكم لصنع مستقبل يمن متحرر من الفساد والاستبداد.

ووسط عشرات الآلاف من الجماهير المكتظة التي امتلأ بها ملعب العلفي الرياضي قدم المهندس فيصل بن شملان الاعتذار لأبناء محافظة ريمة التي لم يستطع زيارتها بسبب التنسيق في البرنامج الذي أربكته العديد من العراقيل, مؤكداً على موافقته على ما وردفي الكلمتين بخصوص وضع المرأة ووضع أبناء محافظة الحديدة عموماً.

وخاطب الجماهير التي تدافعت للاقتراب منه في ساحة الملعب: جاءكم اللقاء المشترك بقياداته ليشد بعضنا بعضا في مواجهة هذه البلوى التي بلينا بها وبليتم وبلي الجميع بها, هذا الفساد الذي استشرى في كل مفاصل الدولة اليمنية, فهو يتغذى ويتعزز من النظام الأساسي الذي يحكمنا.

وأضاف: تعانون الفقر والفاقة وغلاء المعيشة ونعاني منها ويعاني منها كل اليمن وهي نتاج الفساد, تشكون البطالة وكثير من اليمنيين يعانونه وهو نتاج الفساد, وتشكون المرض وتألمون وكل ذلك نتاج للفساد, ومع ذلك يزداد الفساد قوة وجبروت بالرغم من الهيئات لتي وجدت لمكافحته.

وتساءل مرشح أحزاب اللقاء المشترك عما إذا كان ما فعله الفساد في اليمن يكفي أم لا فردت الجماهير بالإيجاب, وقال انه فوق تلك البطالة المتفشية في الحديدة وفي كثير من المحافظات وبينهم الصيادين والمزارعين والمهمشين وأصحاب الحرف الذين قصم ظهورهم التيار الكهربائي بالأسعار الباهظة والمتزايدة إلى جانب الاطفاءات المتكررة.

 وأشار إلى أن ما وصفه السياسة الاقتصادية الخرقاء التي اتبعتها الحكومة ورفعت أسعار البترول والديزل ما فاقم من حجم البطالة بين المزارعين والصيادين, مؤكداً انه كان بإمكان الحكومة تخفيض البترول على الصيادين الصغار والديزل على المزارعين الصغار.

وأضاف: الأراضي التي نهبها المتنفذون كان بإمكان الحكومة تجهيزها وإصلاحها وإعطائها لصغار المزارعين للمساعدة على القضاء على البطالة وترفع من حجم الإنتاج الزراعي الذي تراجع خلال السنوات الماضية في كل المحاصيل باستثناء القات.

وتابع: كان ذلك كله ممكناً ونحن إنشاء الله سنجعله حقيقة وواقعاً, واستدرك: ولكن الفساد صار هو السيد والسيد لا يطلب إلا الطاعة والصبر حتى تحين الساعة فهل انتم مستعدون للصبر أكثر من ذلك؟, اعرف إنكم أحراراً ولتصبروا عليه أكثر من ذلك.

وقال بن شملان إن أبناء الحديدة يشكلون عشر سكان اليمن ولأصواتكم اثر كبير ولابد ان تستفيدوا من ذلك للتغيير والانتقال من هذا الحاضر المزري إلى مستقبل أفضل كما تضمن مشروع اللقاء المشترك للإصلاح السياسي والوطني الشامل.

وتساءل: هذا النظام والفساد الذي أضاع مواردنا وجعلنا الغالبية العظمى تعيش في نكد والأقلية في رغد ألا ترون انه قد حان إزالته؟

وأوضح مرشح المشترك انه حتى رجال الأعمال الذين يريدون أن يفيدوا أنفسهم ويفيدوا الشعب يحاصرهم الفساد ويقاسمهم جهدهم وكدهم رغم انه لا يقوم بأي جهد, وأضاف: أطفالنا معرضون للاختطاف والتهريب ليعملوا متسولين في أماكن أخرى, ومغتربونا الذين يذوقون مرارة الاغتراب ويضايقون من نظام الفساد.

وتابع: لن نعدكم بان نجد لكم الأعمال من مليارات المانحين, نعدكم أننا سننهي كل بطالتكم بأموالنا التي كانت تذهب للفساد.