رئيس الإمارات يُبلغ أمريكا موقف بلاده من تهجير الفلسطينيين
السودان: الجيش يسيطر على محاور استراتيجية ويحاصر المليشيات في القصر الرئاسي
مدعوم من ترامب.. اليمني الأميركي أمير غالب يعلن ترشحه مجدداً لعمدة مدينة هامترامك
وزير النفط اليمني يربط استئناف تصدير الغاز المسال بوقف إيران دعمها للحوثيين
تصريحات جديدة للمبعوث الأممي حول السلام في اليمن ومعالجة الأزمة الإقتصادية
مدمر المدن يقترب.. ناسا ترفع احتمالات اصطدام الكويكب بالأرض
حماس تعلن عزمها الإفراج عن 6 رهائن إسرائيليين و4 جثامين
خطةعربية لإعمار غزة وبتكلفة تقديرية تصل إلى حوالي 20 مليار دولار
وزير الخارجية اليمني يؤكد بأنه لا يمكن ان تتخلي ايران عن الحوثيين الا بالعمل العسكري
أردوغان: سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها أمران لا جدال فيهما لأنقرة
يبدو ان صالح ترك تركة ثقيله على كاهل الحكومة الإنتقالية الجديدة ، تبرز في صراعات افرزتها ثلاثة عقود من الحكم الفاشل والتي ستشكل تحدياً كبيراً وعنواناً للمرحلة الراهنة كالقضية الجنوبية وقضية صعدة وقضايا الأمن والاستقرار و العدل و معالجة الأزمات الاقتصادية .
من الأرجح حدوث تغيرات حقيقية قادمة من خلال الحكومة الجديدة التي ستُرغم على صنع بيئة حرة " نوعا ما " مما سيسمح للشباب بإحداث تحولات متناغمة مع متطلباتهم حتى وإن كانت الحكومة عبارة عن قوى سياسية كلاسيكية يتشائم منها البعض .
لا نبالغ اذا قلنا ان شباب الثورة إستطاعوا أن يبسطوا فكرتهم الثورية المشتركة على شكل واقعي للمجتمع اليمني من ثم نشرها بشكل مقنع من خلال المواقع الإجتماعية التي تعتبر السلاح الإعلامي لدى جميع ثوار الربيع العربي ، فالقدرة هنا على إحتواء الأغلبيات وتفعيل مشاركتها الثورية ، فقد تم تكوين نواة بناء حقيقية في خضم الثورة لدى الشباب ، وإن لم يكن تفاعل النواة قد بدء حالياً ، فسيكون تفاعلها بلا شك في المستقبل القريب .
الثورة اليمنية تستحق الإحتفاء والفرح ، ليس فقط لأنها أزالت عقبات جاثمة ، وإنما أيضا لأنها اتخذت الإستمرارية مسار ولم تتوقف برغم القمع .
الثورة اليمنية " كتيار ثوري " مازالت تعاني من صعوبة في مرحلة إسقاط النظام وهدمه كلياً ، ففي حالة اليمن تزداد الصعوبات بحجم الفقر المدني والمؤسسي الموجود في هذا البلد ، حتى بعد الثورة سيظل يرزح تحت وطأة مشاكله ، وهيمنة نخب وسلطويات سابقة (غير السلطة السياسية) تجذرت فيه عبر إنسجامها مع نظامه السابق ، مثل نخبة رجال المال والقبائل ، أو النخبة العسكرية ، وهذه النخب متنوعة ، فبعضها لو كان الأمر بيدها لساندت النظام ، لكن الارجح أنها وجدت نفسها أمام غضب شبابي وشعبي قاهر ، لذا صارعت للبقاء تحت مظلة الثورة ، وتحاول التموضع في ذات المكان الذي يضمن استمرار مصالحها ، فالتخلص من هذه النخب ، ومؤسساتها ، والأوضاع التي أقامتها يتطلب سنوات .
من الاولويات التي تفرض نفسها على الساحة اليمنية ، ان نعتمد اسلوب البحث والتوازن في كافة الأمور والحلول مع الأخذ بالإعتبار معايير " العدل " ، كي تُكلل هذه المعالجات بمصالحة وطنية وتوافق اجتماعي وسياسي تنتج عنه حالة من العدالة الإجتماعية التي تعتبر الكفيل الوحيد لإخراج اليمن من صراع الفتنة الطائفية والمناطقية والسياسية ( فالعدل والفتنة نقيضان لا يجتمعان ) .. فكم اخشى على وطني التمزق وسوسة العنصرية والمناطقية والطائفية .
من الاولويات ايضا اهمية صناعة مصالحة وطنية مع التيارات السياسية والدينية ، فالعلمانيون و القومييون و الليبراليون و الحوثيون و السلفيون و الإسلاميون اخواة ، ولا إقصاء لأحد في الدولة الحديثة مهما كان الأنتصار الديمقراطي للأخر . فالمصالحة الوطنية مطلب مُلح ومهم في المرحلة القادمة وهناك أيضاً حاجة لوجود بنية ثقافية مساندة لهذه المرحلة المؤسسية .