شرطة تعز تعتقل قاتل أربعة من أفراد أسرته في صنعاء اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة بعداغتيال وزير الإعلام في حزب الله..مصادر تكشف تفاصيل لن تكن معروفة وغامضه احذروه…. القاتل الصامت يعيش في مطابخكم قرارات جديدة وصارمة… .اليمن يطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
ليس هناك شك بأن إقامة خليجي 20 في اليمن، يمثل حدثاً رياضياً وثقافياً وسياسياً هاماً بالنسبة للجماهير اليمنية والخليجية بشكل عام، وبالنسبة لرجال السياسة أيضاً، والتي أصبحت الرياضة تمثل ملمحاً من ملامحها وأداة من أدواتها..
ورغم الضجيج الإعلامي الرسمي فقد كان يفترض أن تكون فعالية حفل الافتتاح منسجمة مع معطيات الحدث وأهدافه، وبما يخدم مستقبل العلاقات الأخوية بين بلادنا وبلدان الجزيرة والخليج، بحيث تكون العروض المقدمة تحمل في مضامينها الملامح الحضارية والثقافية للتاريخ المشترك بين بلدان الجزيرة العربية والخليج وكيف كانت اليمن في كل المراحل تمثل مرتكز التفاعلات سواء في إطار الهجرات العامة أو في إطار تأمين طرق التجارة والملاحة التي تربط بين منطقة الجزيرة والقارة الهندية من جهة ومنطقة الجزيرة والقارة الإفريقية من جهة أخرى. وكان بإمكان القائمين على إعداد الحفل استلهام تجارب الآخرين كما هو الحال بالنسبة للتجربة القطرية في افتتاح دورة الألعاب الاولمبية الآسيوية عام 2006م.
ومع الأسف فقد جاءت فعاليات اللوحة الثقافية في افتتاح خليجي 20 عكس ما قرأنا عنها تماماً، فبدلاً من تقديم الصورة المشرقة لتاريخ اليمن وفنونه وثقافته، كانت هذه اللوحة عبارة عن مُخَضّرية، مملوئة بمشاهد الكآبة، وغلب عليها الطابع السياسي الشطري، وبدا أن كل المشاركين في حالة من الارتباك وعدم الانسجام، ولم تظهر عليهم ملامح التفاعل مع الأدوار التي يؤدونها، وكأنهم أُحضروا على عجل دون بروفات سابقة وتدريب كاف، وكأن معدي الحفل أرادوا إحراج الرئيس أمام الضيوف الحاضرين، وإحراج اليمن أمام جماهير دول مجلس التعاون الخليجي وأمام العالم الذي كان يتابع مجريات الافتتاح في تلك اللحظة.
وإذا كان هناك من يرى أن الكثير من اللجان المشابهة اعتادوا أن يعملوا بشكل مختلف في حالة وجود إشراف مباشر من قبل الرئيس كما حدث في عيد الوحدة العاشر 2000م، فإن المتمعن لتفاصيل حفل افتتاح (خليجي 20) سيجد أن القائمين على الإعداد، بتلك الأخطاء، لم يكونوا مستوعبين أهمية أن يضعوا الحسابات الضيقة جانباً، وأن يتعاملوا مع الحدث بروح رياضية، فهذا وزير الشباب -مثلاً- في كلمته الترحيبية ظهر كمسعر حرب ومشعل فتن، وبدلاً من أن يكون اهتمام الوزير في الحديث عن الرياضة ودورها الإيجابي المحايد في تجميع الأشقاء وتجاوز كل الحساسيات، راحت الكلمة تنبش الأحقاد وتطلق العنان للتوصيفات غير اللائقة والتي ليس لها من هدف سوى التأكيد لكل المراقبين أن السلطة الحاكمة في اليمن -برغم ما ترفعه من شعارات- هي الآن في لحظات استراحة محارب، وأن هذا التسفيه والتهديد والوعيد الذي يطلقه أحد أعضاء الحكومة له ما بعده.
وأعتقد أن الوزير بذكائه المعروف يعي جيداً أن مثل هذا الكلام بقدر ما يُحرج الرئيس ويقدمه كعدو وخصم لدود وليس رجل سلام ومحبة، فإن هذا الكلام سيعمل أيضاً على إثارة حفيظة أناس آخرين، حتى من داخل تركيبة النظام. وبإمكان الوزير أن يعيد استعراض شريط الحفل ويلاحظ ملامح بعض المسئولين أثناء إلقائه للكلمة.
وفي كل الأحوال، وبغض النظر عمن أدار حفل الافتتاح وعمل على توجيهه بهذه الصورة المريبة، فإن كل الرسائل الخاطئة التي تم بثها تعكس بجلاء ضعف التفكير السياسي وبدائيته، وتؤكد جدلية الارتباط الوثيق بين فساد أي سلطة وحالة التعثرات الدائمة لها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.