آخر الاخبار

مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية الامين العام لمؤتمر مأرب الجامع: مأرب لن تقبل ان تهمش كما همشت من قبل ونتطلع لمستقبل يحقق لمارب مكانتها ووضعها الصحيح قيادي حوثي استولى على مدرسة اهلية في إب يهدد ثلاث معلمات بإرسال ''زينبيات'' لاختطافهن الهيئة العليا لـ مؤتمر مأرب الجامع تعلن عن قيادة المؤتمر الجديدة.. مارب برس ينشر قائمة بالأسماء والمناصب الذهب يرتفع بعد خسائر حادة سجلها الأسبوع الماضي رئيس الحكومة يعلن من عدن اطلاق عملية اصلاح شاملة تتضمن 5 محاور ويبدأ بهيكلة رئاسة الوزراء.. تفاصيل الكشف عن كهوف سرية للحوثيين طالها قصف الطيران الأميركي في محافظة عمران انفجاران بالقرب من سفن تجارية قبالة سواحل اليمن محكمة في عدن تستدعي وزير موالي للإنتقالي استخدم نفوذه ومنصبه في ظلم مواطن العليمي يضع الإمارات أمام ما تعانيه اليمن من أزمة اقتصادية

الشعب يريد إسقاط النظام
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الأربعاء 16 مارس - آذار 2011 09:16 ص
 
 

جملةٌ أصبحت تؤرق حكام عالمنا العربي ، أولئك الذين تعودوا على صمتِ الشعوب وإذلالها وكبت حرياتها .

جملةٌ انفجرت بركان ثورةٍ في تونس الحرة, وأصبحت فيما بعد شعار لكلٍ حر ولكل مغلوبٍ على أمره, عانى ولا زال يعاني من أنظمةِ الاستبداد والقهر .

جملةٌ حروفها الغاضبةُ من نّار, وصرختها المدويةُ بركانُ حريةٍ وانتصار .

انتشار هذه الجملة " الشعب يريد إسقاط النظام " في كل أنحاء عالمنا العربي, وبكل هذه القوة الرافضةٍ لكلِ أشكال القهر والقمع والاستبداد والاستعباد ، ماهو إلا دليلٌ على أن هذه الشعوب المقهورة, عاشت عقوداً من عمرها تعاني من ذلِ الذل, ومن صمتِ الصمت, كما قالها الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : ( الناس من خوفِ الذلِ في ذل ) .

اليوم انكسرت كلُّ قيود الخوف, وتحررت كل تماثيل الشمع من ذل الصمتِ والخوف الأعمى, الذي حجب عنها ضوئها المباح وحقها المتاح .

الشعوبُ العربيةُ اليوم لم تعد قادرةً على الطاعةِ والولاء المطلق لجحافلِ الطاغوت والجبروت والظلم ، لقد أصبحتْ أكثر وعياً وإدراكاً لحقوقها ووجباتها تجاه أوطانها المسلوبةِ والمنهوبة, وحين تتحرر الشعوب من قيودِ السلبيةِ والتبعيةِ والصمتِ المهين, وتفتحُ على النّور عينيها, فتتذوق طعم الحريةِ الذي لطالما حلمت به وهي مغمضةُ العينين ، فمن الصعب عليكم أيها الحكامُ المبجلون أن تطلبوا منها إغماض عينيها مرةً أخرى والبقاء على حريتها حلماً مسلوباً يراودها عن نفسها جيلاً تلو جيل .

(( الشعب يريد إسقاط النظام )) ...

جملةٌ هي أكبرُ من كونها مجرد صرخة ثورية، هي صرخةٌ وثورةٌ للكرامةِ وللكبرياء والحريةِ والحياة, بعد عقودٍ من الموت, ومع كل حنجرةٍ هتفت بهذه الجملة النووية _ حسب مفهوم الملتصقين بكراسي الحكم - تابع حكامنا الملطخون بدماءِ الأرض والشعوب سياسة القمع والقتل والإبادة الجماعية .

مستخدمين سيناريو يكرر نفسه في كل مكان وزمان, بالأمس في تونس ومصر واليوم في اليمن وليبيا وغيرها كثير من بلداننا العربية.

وبالرغم من أن هذا السيناريو الدموي والإجرامي, أثبت عدم فعاليته وعدم قدرته على كبحِ رغبة الشعوب في التحررِ من سجونِ الطغاة, والحياة في وطنٍ يحترم إنسانيته وكرامته كإنسانٍ حر ، منحهُ الله عز وجل نعمة الكبرياء والكرامة الحرة, إلا أنهم لازالوا يطبقوه بحذافيره و بتواطؤ غبي وغريب, متسلسل في أحداثه المتشابهة المتفرقةِ, بين السلخ ثم الذبح ثم الإنكار وطلب فتح تحقيقات عاجلة لما يحدث دون أن يكون لهم يدٌ فيه ، كأنّما نحن قطعانٌ من النعاج لا نحملُ فكراً ولا هويةً ولا عقولاً نفكر فيها, ولا بصائر نميز بها الحق من الباطل, وهذا بحدّ ذاته استفزاز للمشاعر وانتقاص لإدراك الشعوب ووعيها يجب أن يدفعوا ثمنه غالياً ..

 فمتى يدركُ هؤلاء الدمويين أنه ما من شيء يسوق الناس إلى الحرية بعنفٍ وشراسة مثل الظلم والطغيان وكثرة إراقةِ الدماء, وأن الحريةَ أثمنُ من كل مغرياتِ الأمن والأمان ، تلكَـ الورقة الخاسرة التي يلاعبون بها الشعوب ويراهنون عليها عودتهم للصمتِ والخذلان .

 رحم الله القائل :" حريتي من الله فإن فقدتها فأنا وحدي المسئول عن ذلك "، نعم نحن المسئولون عن فقدنا وافتقادنا لها طول هذه السنين والعقود العتيقة, ونحنُ من سنعيدها إلينا لأننا فهمنا الدرس جيداً أيها الطغاة وآن لكم أن تفهموا أيضاً ...

آن لكم أن تفهموا,آن لكم أن تتعلموا, دروساً في قوةِ الحق لا حق القوة, أيها المنسلخونَ من إنسانيتكم, أيها الفاقدون للكبرياء..كم من عقودٍ لوثتم فيها أنفسنا؟ قتلتم فيها أحلامنا..خنقتم فيها أصواتنا..محوتم فيها كرامتنا,وحرمتمونا فيها من نعمةِ الإنسانيةكم من عقودٍ اغتصبتم فيها الأرض وخيراتها,حتى امتلأت بعفونتكم.. اليوم تنبذكم.. اليوم ترفضكم الأرضُ والسماء,وكل من فيهما فنحنُ قد فهمنا بأننا أحرارا, وأننا للوطنِ نوراً ونّارا ...