التيار السلفي.. ودوره في ثورة شباب التغيير في اليمن
بقلم/ حسن الحاشدي
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 13 يوماً
الأحد 05 يونيو-حزيران 2011 04:25 م

قال العربي الأول ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين ... كأي عمل مؤسسي ناجح لا بد له من مخاضات تؤدي إلى ثمار يانعة ,ولعل السلفيون في اليمن مروا بأطوار ليصلوا إلى تلك الثمار اليانعة حيث ابتدأوا في أعمالهم في المجتمع اليمني من الدرس المسجدي موراً بالعمل الدعوي حتى وصلوا إلى المؤسسة التنموية الفاعلة ولعلي في هذه التناولة أوضح بأن السلفيين في اليمن قد تناولهم العديد من المراقبين والمحللين على وجهين : وجه معادٍ لهم يحاول غمط دورهم في الحياة العامة وآخر محلل وباحث يحاول التأني والنظر بغرض الإنصاف, ولعل خصوم السلفيين في تناولهم للشأن السلفي يخلطون الأوراق فلا يفرقون بين السلفية المؤسسية ونعني بها هنا المؤسسات التي انبثقت وخرجت من عباءة مركز دماج العلمي الذي أسسه فضيلة الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله تعالى وتتمثل في جمعية الحكمة اليمانية الخيرية وجمعية الإحسان الخيرية , والسلفية الأخرى وهي التي لا تؤمن بالعمل وفق إطار تنظيمي مؤسسي وتتمثل في بعض المراكز الدعوية والمشائخ الذين يتحركون كدعاة إلى الله عز وجل في طول البلاد وعرضها.

وقد لعبت السلفية المؤسسية منذ نشأتها قبل في عام 1990م أدواراً رائدة في شتى مجالات الحياة وعلى وجه أخص المجالات الدعوية والخيرية والتنموية .

كما اهتمت السلفية المؤسسية بقضايا المجتمع بمختلف مسمياتها حيث أبدت وجهة النظر الشرعية حول تلك القضايا وعبرت عنها عبر مسارب مختلفة الإعلامية منها و البحثية وتبلور كل ذلك بإنشاء كيان للتعبير عن قضايا المجتمع وفق السياسة الشرعية عبر إطار سلفي تحت مسمى الملتقى السلفي العام الذي عقد مؤتمره الأول في العام 2009م ومؤتمره الثاني عام 2011م.

دور شباب السلفية المؤسسية في ثورة شباب التغيير

كغيرهم من الشباب في العالم العربي ظل شباب التيار السلفي المؤسسي يرقبون امتداد الحريق الكبير الذي أحدثه محمد البوعزيزي رحمه الله والذي امتد من جسده ليحرق ويدك عروش الطغاة في العالم العربي الذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم تجاه أوطانهم وشعوبهم فنهبوا الخيرات والمقدرات وتحولوا إلى أنظمة عائلية تحوطها برجوازية نفعية أنانية مستخفة وصار هذا الاستخفاف وقوداً للثورة السلمية العربية الكبرى التي ابتدأت بتونس مروراً بمصر ولم تهدأ حتى كتابة هذه السطور .

ولقد بدأت الاعتمالات داخل التيار السلفي المؤسسي بمطالبات من الشباب السلفي بأنه يجب أن يكون لنا دور فيما حدث ويحدث – كان ذلك بعد سقوط حسني مبارك وزادت المطالبات عندما بدأت تباشير ثورة الشباب العربي ضد الظلم يبزغ فجرها في بلدنا اليمن التي ظلت 33 عاماً تحت نير الفساد الذي أتى على كل جميل في بلد الإيمان والحكمة وهو بدوره ما جعل المؤسسات الدولية تصنف اليمن على أنها دولة فاشلة مروراً بقضية التوريث والعائلية وتصفير العداد وكل ذلك أحدث مخاضات وتباينات داخل المؤسسات السلفية .. حيث تباينت آراء علماء التيار السلفي المؤسسي إلى رأيين :

الرأي الأول : وهم الذين يرون أن ما يحدث سواء على مستوى العالم العربي عامة أو اليمن خاصة على أنه نوع من الفتن ويرون أن واجبهم يحتم عليهم الدعوة إلى حقن الدماء وتجنيب البلاد كوارث قد لا تحمد عقباها ويرون السعي للمناصحة لدى مختلف الأطراف مع إقرارهم بأن هناك فساد عريض في شتى مؤسسات الدولة يجب محاربته والوقوف في وجهه .

الرأي الآخر : وهو محور حديثنا وهو الرأي المؤيد للثورة الشبابية فقد ظهر العديد من رموز التيار السلفي المؤسسي المناصر للثورة الشبابية ومطالبها ويطلق عليهم مشايخ الثورة الشبابية .

فقد ظهر العديد من مشايخ التيار السلفي المؤسسي المؤيدين للثورة الشبابية بفعاليات عديدة منها الإعلامية بمختلف مسمياتها حيث أبدى العديد منهم رأيه في ثورة الشباب معتبرين أنها من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

1- فقد أثارت المقابلة التي أجرتها صحيفة الأهالي بتاريخ : 2/3/2011م مع فضيلة الشيخ الدكتور / عقيل المقطري دوياً هائلاً في أوساط التيار السلفي المؤسسي وشبابه.

حيث حرر العديد من القضايا الإشكالية لدى الشباب السلفي فقد عبر في تلك المقابلة على أن المظاهرات خاضعة للمصلحة وهي ما سكت عنه الشرع فإن كان فيها مصلحة راجحة فُعِلت وإلا تُرِكت يضاف إلى هذا – الكلام له – أن المظاهرات السلمية والاعتصامات للمطالبة بالحقوق كفلها الدستور وأذن بها الحاكم ومن الخطأ أن يصبح البعض ملكين أكثر من الملك فيصدرون الفتاوى جزافاً ويعتبرون ذلك خروجاً على الحاكم فالخروج يقصد به أن تخرج جماعة ذات شوكة بالسلاح وتمنع من طاعة الحاكم المسلم الذي ينطلق من تحكيم الشريعة مما يطلب منها شرعاً كأداء الزكاة على سبيل المثال فهذا هو الخروج .

وفي صدد حديثه عن موقف السلفية مما يحدث في العالم الإسلامي أشار إلى أن ما يحدث هو ناتج عن تنحية الشريعة الإسلامية وأن خروج الشعوب السلمي للمطالبة بحقوقها خروج مشروع كفلته الدساتير ورأينا ثمار ذلك بأعيننا وأن هذه إرهاصات لتغيير كبير في المنطقة لكن المسألة تحتاج إلى وقت .

وحول مفهوم طاعة ولي الأمر أشار إلى أن الطاعة تكون بالمعروف وولي الأمر بينه وبين شعبه عقد يجب عليه أن يوفي به فإذا أخل بهذا العقد فبحسب القوانين والتشريعات التي تنظم ذلك والتي بمقتضاها ينفسخ العقد وتسقط شرعيته وتبقى قضية تنحيه خاضعة للمصلحة والمفسدة ولا يصلح لأحد القول بل يبقى طيلة عمره .

وفي مقابلة أخرى نشرها موقع مأرب برس بتاريخ 27/3/2011م وبعد تمادي النظام على أبناء شعبه قتلاً وسفكاً للدماء .. قال عن تمسك الرئيس بالسلطة «وأما تمسك الرئيس بالسلطة فهكذا عود حكام العرب شعوبهم أنهم يقدمون مصالحهم ومصالح من حولهم الشخصية على مصلحة الوطن ومصلحة الشعب وكم كذبوا على شعوبهم بأنهم لن يترشحوا لفترة أخرى ثم يخرجون مرتزقتهم تتظاهر في الشوارع بأجر مدفوع مسبقاً يطالبون ببقاء الرئيس في الحكم فيخرج ليقول للعالم نزولاً عند رغبة الشعب قررت البقاء وهكذا يخالفون دساتيرهم ويصادمون أنظمتهم» .

وعن تلميحات الرئيس بحرب أهلية أجاب ... «إن نشأت لا قدر الله فلن ينشئها إلا الحزب الحاكم» .

كما يعد الدكتور عقيل المقطري من أول المناصرين لشباب الثورة والتغيير من بدايتها ولكن الخروج إلى الإعلام كان استجابة لكثير من المطالب الشبابية السلفية .

2- كما يُعد العلامة الشيخ أحمد بن حسن المعلم حكيم السلفية المؤسسية ذا مواقف ناصحة لكافة الأطراف منذ بداية الثورة الشبابية إلا أنه وبعد تمادي النظام الحاكم في غيه وتقتيل أبناء الشعب الذين واجهوه بصدور عارية كان موقفه الحاسم في خطبة الجمعة بتاريخ 22/4/2011م التي وجه فيه عدة رسائل كان من ضمنها رسالة للرئيس علي عبد الله صالح مما جاء فيها: ( فر إلى الله من ذنوبك الخاصة ومن ذنوبك العامة المتعلقة بالأمة وبالشعب وبالوطن , قف وقفة صادقة مع نفسك مع بطانتك السيئة التي تنوب عن الشيطان فتزين لك سوء أعمالك قف عند مؤامرتهم ومخططاتهم الجهنمية التي يحيكونها لمن ليس معهم ويجرون بها البلاد والعباد إلى الفتنة العمياء والفوضى الصارمة وإلى القتل وإراقة الدماء والقضاء على الأخضر واليابس فإنهم وإن كانوا هم المجرمين إلا أنك أنت المسؤول الأول لأنك أنت صاحب القرار وصاحب القسط الأوفر من الإثم والوزر في الدنيا والآخرة ولئن أفلت من محاكمة الدنيا فلن تفلت من محاكمة الآخرة كفاك ما تحملت وما أثقلت به ظهرك من ذنوب وأوزار من دماء ومآسي ومن ظلم في طول البلاد وعرضها فإن كل ذلك ولو لم تفعله أنت فأنت المسؤول الأول عنه اغتنم الفرصة المعروضة عليك لتخرج بها وتخرج البلاد مما هي فيه ) .

وفي رسالته للشباب المعتصمين في الساحات أوصاهم بالتوكل على الله عز وجل والصبر والدعاء وأوصاهم بتحديد أصل الإصلاح وقاعدته ومنطلقه ألا وهو تحكيم شرع الله وتفعيل ذلك وتعميمه , كما حذهم قائلاً: «إياكم والاستفزاز الذي يؤدي إلى الفتنة فكل قول أو تصرف يؤدي إلى الفتنة والتعجيل بالانفجار للأوضاع إياكم والوقوع فيه فإن الله أرشد في هذا الحال إلى الحلم والصبر والمصابرة والمرابطة إلا أن يفتح الله بينكم وبن خصومكم , قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)[آل عمران:200]».

3- كما يُعد كلاً من الدكتور محمد بن موسى العامري والشيخ مراد القدسي من المناصرين للثورة الشبابية فقد كانوا ممثلين عن التيار السلفي المؤسسي ولو بطريقة غير مباشرة وذلك في الأدوار التي أداها (العلماء مع مشايخ القبائل) وحضروا عدة لقاءات حول تدارس الأوضاع والتي انعقدت خلال فترات الثورة – ولا زالت – وهي اللقاءات التي كانت تعقد في منزل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله ونتج عنها زيارات عديدة لجهات عليا في الدولة ومنها لقاءات مع رئيس الجمهورية محاولين الوصول إلى حل قد يؤدي إلى تجنب إراقة الدماء وأصدروا بيانات عدة حول ذلك وانتهى بهم المطاف بإعلان الشيخ صادق الأحمر في زيارته الأولى لساحة التغيير بأنهم مع شباب الثورة ومن الداعمين لها .

4- يُعد الشيخ الشاب عبد الوهاب الحميقاني وهو من أوائل الرموز التيار السلفي المؤسسي الذين ناصروا الشباب عملياً عبر تشجيع الشباب ودعمهم بإقامة خيم الاعتصام سواء في صنعاء أو في البيضاء كما أنه أصبح مؤخراً مستهدفاً وخصوصاً في وقوفه وآل حميقان في وجه اعتداءات الحرس الجمهورية على أبناء منطقة الحد بيافع حيث ألصقت به وسائل الإعلام الرسمية تهمة الإرهاب. 

وإجمالاً لدور الرموز السلفية المؤسسية أستطيع القول إن التيار السلفي المؤسسي بلور موقفه وذلك بالمشاركة بصياغة بيان هيئة علماء اليمن وكانوا من جملة من وقعوا عليه وشارك بعظهم في لجان المتابعة التي انبثقت عن البيان الصادر في 21/2/2011م وهو الذي نص على التالي :

أولاً : حسن الصلة بالله تعالى والتوبة من الذنوب كبيرها وصغيرها والعمل على إزالة المنكرات في جميع المجالات ، وإشاعة الأخوة الإيمانية فيما بينهم وتعظيم حرمات الله تعالى وحرمات المسلمين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم .

ثانياً: الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة ، واحتكام جميع أبناء اليمن حكومة وشعباً في كل شئ يتنازعون أو يختلفون فيه إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لقوله تعالى (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت واليه أنيب)(الشورى :10) وقوله تعالى :(يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً)(النساء 59) فالكتاب والسنة هما المرجعية لكل المسلمين حكاماً ومحكومين عن التنازع والاختلاف ، والتمسك بهما والتحاكم إليهما وتطبيقهما في كل المجالات هو دليل اليمن وشرطة ، قال تعالى : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) (النساء 65) وهو الضمان الحقي قي للحفاظ على وحدة الصف والأمن والاستقرار لقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيمن يترك الاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : «وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم» رواه ابن ماجه .

ثالثاً: جمع كلمة أبناء اليمن وتوحيد صفوفهم والحفاظ على أمن البلاد واستقراها،وترك كل ما يؤدي إلى أحداث الفرقة والنزاع وإثارة الفتنة وإيقاع العداوة والبغضاء ، وإثارة النعرات الجاهلية والعصبيات الطائفية والمناطقية ،مذكرين بأن اليمن شعب واحد ، ربهم واحد ودينهم واحد، لا تفرقهم طوائف ولا أعراق وإنما تجمعهم إخوة الإيمان والإسلام قال تعالى :(إنما المؤمنون إخوة)(الحجرات:10) وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا التقوى هاهنا ـــ ويشير إلى صدره (ثلاث مرات) بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله»رواه مسلم .

رابعاً : دعوة جميع أبناء اليمن من سائر القيادات والزعامات والقوى والفعاليات من جميع المحافظات والمناطق والقبائل اليمنية لعقد مؤتمر وطني جامع لتدارس أوضاع اليمن الحاضرة والاتفاق على الحلول لمشاكلنا الراهنة و التوافق على تشكيل حكومة إجماع وطني مؤقتة من أهل الكفاءات بحيث تكون متوازنة توزع فيها الحقائب الوزارية السيادية بين الكفاءات من أبناء المجتمع اليمني حتى لا يكون فيها هيمنة لطرف على آخر وذلك لتسيير أعمال البلاد وتقوم بالأشراف على تمكين الشعب من اختيار نوابه وحكامه برضاه وفي أجواء حرة ونزيهة وآمنة ، واتخاذ الإجراءات والضمانات التي تحقق ذلك خاصة وقد تضمنت خطابات رئيس الجمهورية مما يؤيد مضمون ذلك ورفضه مبدأ التوريث والتمديد .

خامساً : أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالضوابط الشرعية واجب شرعي سواء مورس بطريقة فردية أو جماعية كالتجمعات والاعتصامات وسائر الفعاليات الجماعية والمظاهرات السلمية التي لا اعتداء فيها على مال أحد أو عرضه أودمه أو أي ممتلكات عامة أو خاصة ، ويجب على الدولة أن تقوم بواجبها في حماية هذا الحق وضمان ممارسته ، ولا يجوز لها أن تمنع أحداً ممن ممارسة هذا الحق فضلاً عن الاعتداء عليه أو اعتقاله ، وكل اعتداء بالضرب أو القتل أو غيره هو جريمة عمديه لاتسقط بالتقادم يعاقب عليها الآمر والمنفذ، وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حرمة الدماء بقوله :(لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) رواه البخاري ، وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم» أخرجه الترمذي ولا يجوز الطاعة لأحد يأمر بهذه المعصية لقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» رواه الترمذي ، كما ينبه علماء اليمن بأنه لا يحق لأي مظاهرة أخرى مخالفة أن تتجه إلى نفس مكان المظاهرة الأولى منعاً للفتنة وصيانة للدماء ، وكذلك يحرم أي اعتداء بالضرب أو القتل أو غيره على القوات المسلحة والأمن فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .

سادساً : إصلاح القضاء وفق أحكام الشريعة الإسلامية وسرعة اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المبدأ الدستوري الذي ينص على استقلاله كما نصت على ذلك المادة (149) من الدستور «القضاء سلطة مستقلة قضائياً ومالياً وإدارياً ويمكن القضاة من الاختيار الحر لمجلس القضاء الأعلى».

سابعاً : منع أي توقيف أو اعتقال تعسفي ، وحظر تعذيب السجناء جسدياً أو نفسياً أو معنوياً اتقاء للظلم ودعوة المظلوم كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" وقد نص الدستور في المادة (48) بأن الدولة تكفل للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وأمنهم وتحظر التعذيب بكافة صورة وأشكاله ، ووجوب إطلاق سراح جمع المعتقلين والسجناء خارج القضاء .

ثامناً : محاسبة من باشر و تسبب بضرب أو قتل المتظاهرين سلمياً أو الصحفيين والإعلاميين، وكذا محاسبة كل من ثبت قضاءً اعتداؤه على الممتلكات الخاصة والعامة في الأحداث الأخيرة، أو اعتدى بضرب أو قتل على أفراد الشرطة والجيش، وسرعة إطلاق سراح المعتقلين على ذمة المظاهرات والاعتصامات السلمية .

تاسعاً : ضرورة التعجيل بما يلي :

1-سحب وإلغاء جميع الإجراءات الانفرادية التي أدت إلى تأزيم الأوضاع .

2-إقالة كل الفاسدين والعابثين بمقدرات الأمة ومحاسبة من ثبت قضاء في حقهم وفق أحكام الشريعة الإسلامية .

3-تشكيل لجنة متفق عليها من العلماء والقضاة المشهود لهم بالنزاهة والصلاح يستعينون بمن يرونه من الخبراء والمختصين للبت في قضايا النزاع بين جميع الأطراف .

عاشراً : ضمان جميع الحقوق والواجبات والحريات للرجال والنساء في ضوء الشريعة الإسلامية .

أحد عشر : إعادة دعم السلع الأساسية والنفط ومشتقاته لرفع المعاناة عن أبناء الشعب، وعدم إثقال كاهل المواطن بالضرائب .

اثنا عشر : التعامل مع جميع المواطنين في كل أنحاء اليمن بالسوية وإزالة أي صورة من صور التميز الحزبية أو القبلية أو المناطقية أو أي عصبية جاهلية، وإقامة العدل وإزالة الظلم ورد الحقوق وإيصالها إلى أهلها، ومحاسبة المفسدين .

وختاماً فإن هيئة علماء اليمن تؤكد على ما يلي :

1-دعوة كافة القوى الخارجية إلى الالتزام باحترام السيادة اليمنية والالتزام بالقوانين الدولية التي تمنع التدخل في الشئون الداخلية للدول .

2-دعوة جميع أبناء الشعب اليمني المسلم الغيور حكاماً ومحكومين إلى الالتفاف حول ما جاء في هذا البيان والعمل على نشره وتبيينه وشرحه ، ودعوة الجميع لرفع أصواتهم بالمطالبة بما ورد في هذا البيان نصحاً للأمة وبراءة للذمة ورفع العرائض الموقعة من أبناء الشعب وتسليمها لهيئة علماء اليمن تأييداً لما جاء في هذا البيان وحثاً لميع القوى بالالتزام بما ورد فيه .

3-دعوة أخوانهم مشايخ القبائل اليمنية وجميع وجهاء واعيان أبناء الشعب اليمني لتأييد هذا البيان .

4-دعوة جميع أبناء الأمة الإسلامية وفي مقدمتهم العلماء والدعاة والهيئات والمنظمات والجمعيات الإسلامية لمساندة موقف علماء اليمن بالدعاء والتأييد .

وستظل هيئة علماء اليمن في متابعة دائمة لتطورات الأحداث على الساحة اليمنية .

سائلين الله تعالى أن يجنب اليمن وسائر بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يوفق الجميع لم يحبه ويرضاه .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

صادر عن هيئة علماء اليمن

صنعاء ، بتاريخ الاثنين 18 ربيع أول 1432هـ الموافق 21/2/2011م .

وقد أثار هذا البيان كما يعلم الجميع جدلا واسعا بين مختلف الأطراف ولم يقبل به رئيس الجمهورية الذي كان مصراً على أن تعترف هيئة العلماء بإضافة مادة إلغاء المسيرات والاعتصامات من الشارع وقد انتقل الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني عقب رفض هذا البيان إلى ساحة التغيير في صنعاء ليعلن لشباب الثورة بأنهم يستحقون على ما يفعلون على براعة اختراع .

مشايخ شباب الثورة .

تطلق هذه التسمية والتي فيها نوع من حرية اتخاذ القرار على المشايخ التيار السلفي المؤسسي الذين أيدوا الثورة وصاروا مرجعاً للشباب السلفي المؤسسي ومن أبرزهم :

- د. عقيل المقطري – د. محمد بن موسى العامري – الشيخ مراد القدسي – د . حسن شبالة – الشيخ عبد الرب السلامي – والشيخ عمار بن ناشر – والشيخ عبد الرحمن بن سعيد البريهي – والشيخ عبد الله بن غالب الحميري – والشيخ حسن الزومي – والشيخ صالح الوحيشي – والشيخ عبد الوهاب الحميقاني .

زفي الجانب الميداني والإعلامي تواجد مشايخ شباب الثورة في الساحات وحضر العديد منهم لإلقاء كلمات في المنصات في تعز وصنعاء وإب والحديدة وعدن والبيضاء وحضرموت كما كتب العديد منهم وغيرهم من الإعلاميين في التيار السلفي المؤسسي مقالات ولقاءات في وسائل الإعلام بمختلف مسمياتهم أصنفها على أنها ابتدأت ناصحة وموجهة وساعية إلى الإصلاح وتجنب حقن الدماء وانتهت إلى دعم شباب ثورة التغيير بمطالبهم وخصوصاً بعد التأكد أن النظام لا يقبل نصحاً ولا مشورة بل يسير في طريق القتل والاعتقالات .

الدور في الساحات

كل ما سبق ذكره آنفاً تبلور إلى واقع عملي فقد خرج شباب التيار السلفي المؤسسي إلى الساحات جنباً إلى جنب مع بقية إخوانهم الشباب من مختلف الاتجاهات يجمعهم الهدف الجمعي لكل شباب الثورة وهو رحيل النظام الفاسد .

وعلى مستوى ساحات التغيير وميادين الحرية في سائر المحافظات اليمنية تشكلت عدة مسميات مختلفة لائتلافات وحركات كان أهمها:

ائتلاف شباب التغيير الرائد - صنعاء .

حركة العدالة - تعز .

حركة شباب النهضة والتجديد - الحديدة .

حركة شباب النهضة للتغيير السلمي - عدن .

إئتلاف الشباب السلمي - إب.

 

ولعلي في هذه المتناولة أتوسع قليلاً بذكر نموذج تفصيلي لأحد هذه الائتلافات وهو ائتلاف شباب التغيير الرائد في العاصمة صنعاء كمدخل لمعرفة حجم وأداء الائتلافات السلفية في ساحات الاعتصام والتغيير بمختلف محافظات الجمهورية حيث يعمل ائتلاف شباب التغيير الرائد في صنعاء وفق آلية تنظيمية تتمثل في هيكل إداري تتفرع منه اللجان التالية :

1.  لجنة المعتصمين .

2.  لجنة المساندين .

3.  اللجنة الإعلامية .

4.  اللجنة الثقافية .

1-  لجنة المعتصمين : وهم المعتصمين في الخيمة فعلياً وعددهم 33 شخصاً يتوزعون على ثلاث خيم ( واحدة كبية وهي الخيمة الأم وخيمتين صغيرتين ) .. ولهم برنامج يومي يبدأ صباحاً وتفتح أوراق الخيمة وتقام مناشط تقافية توعوية عامة ويشاركون في المسيرات والفعاليات التي ينادى بها من منصة الساحة وقد أصيب من ائتلاف شباب التغيير الرائد خلال المسيرات ثلاثة معتصمين هم إبراهيم الصبري وعلي القاهري وعبد الله الهتاري .

2-  لجنة المساندين : وتتكون هذه اللجنة من الشباب السلفي المؤسسي ومناصريهم وشباب مستقلين وعدد يقارب 150 شاباً تحتفظ إدارة الائتلاف بأسمائهم وهواتفهم ويتم استدعائهم كمساندين يحضرون في مواقف مثل توقع اعتداء قوات أمن أو بلاطجة على المعتصمين في الساحة ويشاركون في المسرات ويحضرون جميعاً صلاة الجمعة في الموقع الذي تحدده اللجان التنظيمية للثورة كما يقومون بعملية المشاركة في إسعاف الجرحى في حال الاعتداء أو المشاركة في صيانة خيام الائتلاف والخيم المجاورة في حال نزول الأمطار كما يكلفون بحمل الشعارات في المسيرات وهي الشعارات التي يتبناها الائتلاف ومتوافقة مع الهدف العام لمطالب شباب الثورة .

3-  لجنة مساندة شباب ساحة التغيير : وتقوم هذه اللجنة بمهام المساندة للجنة التغذية في الساحات وكذلك المستشفى الميداني ... حيث تقوم بزيارة للمستشفى الميداني وطلب كشوفات الاحتياجات الطبية ومن ثم تقوم بعملية تنسيق مع بعض الخيرين لتجهيز القوافل الطبية أو الغذائية ... وقد تم توريد قافلتين طبيتين إلى المستشفى الميداني تقدر تكلفتها بحوالي 1.400.000 ريال وكذلك تم توريد قافلة عون غذائي سلمت إلى اللجنة المعنية بتكلفة تصل إلى 120.000 ريال ولا يزال العمل جار إلى كتابة هذه السطور في هذا الجانب .

4-  اللجنة الإعلامية : ولها متحدث إعلامي باسم الائتلاف ومساعد له ويتولون الأعمال الإعلامية وإصدار البرشورات التوعوية والتعريفية والتنسيق للائتلاف مع ائتلافات أخرى في الساحة وتجهيز شاشة العرض والبروجاكتر وتشغيلها كدور إعلامي توعوي بجوار الخيمة والتواصل مع وسائل الإعلام وغيرها من المهام الإعلامية .

5-  اللجنة الثقافية: وتقوم بدور تثقيفي يتمثل في عرض مجموع من مقاطع الفيديو الهادفة عبر شاشة العرض وكذا النشرات الإخبارية والتحليلات السياسية... إضافة إلى تجهيز اللوحات الإرشادية والشعارات ومتابعة طباعة البرشورات الدورية التي يصدر عن الائتلاف .

 رابطة شباب النهضة والتغيير ورؤيتها للمستقبل ونماذج من بياناتها :

وقد تدارس شباب الائتلافات والحركات السلفية المنتشرة في ساحات الاعتصامات مع مشايخ الثورة حول ضرورة وجود كيان يتولى ضم هذه المسميات في كيان واحد وتنسيق أعمالها والتحدث باسمها وحشد الدعم للثورة الشبابية السلمية وتحقيق مطالبها المشروعة بالتغيير والقضاء على الفساد بمختلف مسمياته وقد تم إشهار ذلك الكيان تحت مسمى "رابطة شباب النهضة والتغيير" وذلك يوم الأحد 44/4/2011م وقد نص بيان الإشهار الأول على التالي:

1-  التأكيد على شرعية الثورة القائمة في بلادنا ضد الظلم والطغيان والفساد والسعي لإزالته بكل الطرق المشروعة والسلمية.

2-  الإشادة بدور الشباب اليمني الحر في جميع ساحات التغيير والحرية في عموم المحافظات ونؤكد وقوفنا معهم ومع مطالبهم من أجل مستقبل أفضل لليمن كما نشيد بدور شباب التيار السلفي المشارك بفاعلية في ساحات التغيير منذ بداية ثورة الشباب.

3-  تأكيداً على ضرورة إبراز مشاركة التيار السلفي في الثورة بشكل فاعل وتوحيداً للرؤى والمواقف من المستجدات وتنسيقاً بين جهود الشباب السلفي المشارك في ساحات التغيير والحرية في عموم المحافظات تم تأسيس رابطة شباب النهضة والتغيير.

كما تشكلت للرابطة هيئة استشارية مكونة من عدد من مشايخ التيار السلفي المؤسسي أبرزهم:

د. عقيل المقطري – د. محمد بن موسى العامري – الشيخ مراد القدسي – د . حسن شبالة – الشيخ عبد الرب السلامي – والشيخ عمار بن ناشر – والشيخ عبد الرحمن بن سعيد البريهي – والشيخ عبد الله بن غالب الحميري– والشيخ عبد الوهاب الحميقاني – والشيخ حسن الزومي متحدثاً رسمياً والأستاذ محمد طاهر أنعم منسقاً للرابطة.

وجاء في البيان الثاني (حول مذبحة صنعاء في 27/4/2011م) جاء فيه ما يلي :

(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

يا أبناء شعبنا اليمني الحر الكريم: إننا ونحن نتابع هذه المجزرة الجديدة التي اقترفها النظام اليمني يوم الأربعاء 27/4/2011م في صنعاء وذهب ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى لنؤكد لجماهير شعبنا اليمني الشجاع أننا نستنكر وندين بكل شدة وألم هذه الجريمة البشعة التي تدل على أن النظام اليمني لم يعد له أدنى ذرة من الشرعية وأنه يعيش لحظاته الأخيرة قبل السقوط، وأنه لا يجوز تركه يمضي بدون محاكمة هو وجميع رموز حكمه على ما اقترفوا من الجرائم بحق الشعب اليمني الكريم، كما ونؤكد لكم أننا معكم على الدرب سائرون ولن نتراجع حتى نسقط ونحاكم هذا النظام، والله معكم ولن يتركم أعمالكم .

وفي البيان التالي الصادر في 23 / 5 / 2011م بشأن رفض الرئيس اليمني التوقيع على المبادرة الخليجية وآثار ذلك جاء فيه : «لقد تابعنا الأخبار المزعجة التي حملتها وكالات الأنباء والصحف والقنوات الفضائية يوم أمس الأحد وذلك برفض رئيس الجمهورية التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة بحجة واهية مفتعلة لا تدل على المصداقية في البحث عن حلول وإنما تدل على المراوغة والسعي إلى مزيد من الأزمات، كما تابعنا الأحداث الهزلية التي رافقت تلك الأحداث من انتشار العصابات المسلحة التابعة للرئيس صالح وأجهزته الأمنية في شوارع العاصمة وقطعها للطرق وافتعالها للأزمات، ومحاصرتها للسفارة الإماراتية ومن فيها من الوسطاء والسفراء والموظفين، واعتدائها على بعض المواطنين، وما تلى ذلك من تهديد الرئيس صالح بالحرب الأهلية، ثم ما يجري هذا اليوم من استهداف لمنزل الشيخ صادق الأحمر في منطقة الحصبة بصنعاء، ولساحة التغيير في حي الجامعة، ولبعض مؤسسات الدولة وغيرها من الأحداث المؤسفة .

وإننا إذ نستنكر وندين كل ما يحصل من آثار التعامل غير المسئول لرئيس الجمهورية وأجهزته الأمنية وأتباعه ونعتبره منكرا من المنكرات التي يجب النهي عنها شرعا وقانونا وعرفا، ويجب إيقاف أصحابها عند حدهم قبل جر البلد إلى ما لا تحمد عقباه، ويجب الأخذ على أيدي المفسدين والمخربين الذين يفتعلون هذه الأزمات ويطورونها من أجل التشبث بالحكم والاستمرار في الفساد والاستبداد .

وبناء عليه فإننا نحمل الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا هو ورجال نظامه الممسكون بزمام الأمور في الأجهزة الأمنية المسئولية الكاملة عما سيترتب على هذه السياسة المدمرة والمغامرات الطائشة التي يقومون بها .

كما نعلن تضامننا الكامل مع الأحرار والأكارم من أبناء الشعب اليمني الذين تصدوا ولا زالوا يتصدون لهذا النظام الظالم المتغطرس يرفضون الاستمرار في تركه يخرق سفينة الأمة بأفاعيله المنكرة من ظلم وفساد وإفساد في الأرض، وندعوا كافة أبناء اليمن الشرفاء من رجال القبائل والقوات المسلحة ووجهاء المجتمع إلى عدم الانجرار إلى الحرب الأهلية التي يتمناها صالح ونظامه .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

وفي البيان الصادر في 30 / 5 / 2011م حول اقتحام قوات صالح لساحة الحرية في تعز جاء فيه : « إننا ونحن نقف أمام المجزرة البشعة التي ارتكبها نظام علي عبد الله صالح في مدينة تعز الأبية لنتذكر قول الله عز وجل: (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المفسدين، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون).

لقد أقدمت قوات علي عبد الله صالح ليلة اليوم الاثنين على جريمة أخرى من جرائمها المتكررة متمثلة في اقتحامها ساحة الحرية في مدينة تعز بطريقة همجية ودموية أدت إلى نتائج مدمرة من قتل ما يزيد على عشرين مواطنا يمنيا مسلما معصوم الدم، وجرح المئات جروح بعضهم خطيرة، وحرق مئات الخيام وما بداخلها، وإتلاف المستشفى الميداني واعتقال الجرحى والأطباء والممرضين، والضرب بالأسلحة المختلفة على الساحة والفندق الذي يتوسطها وينزله الإعلاميون والصحفيون وغيرهم من المدنيين العزل، وتم تدمير الساحة واحتلالها من قبل قوات صالح .

ونتكر قول الله عز وجل : (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) إن الرئيس اليمني لما فشل في تحقيق نصر أمام القبائل الماجدة في صنعاء ونهم والحيمة وأرحب والجدعان وغيرها، توجه بقواته ليستعرض قوته أمام المدنيين العزل في تعز، ليقوم بتنفيس غضبه بالقتل والإحراق والإفساد في الأرض، وهذه طبيعة الأنذال الذين يواجهون السلم بالغطرسة والقوة، ويقابلون الصدور السلمية العارية بالرصاص والدبابات والآليات، وتلك القوات التي يستخدمها صالح من فلول الحرس الجمهوري والأمن القومي والبلاطجة لا يمثلون القوات الأمنية اليمنية ولا يجوز وصفهم بهذا، بل هم قوات علي عبدالله صالح الخاصة التي تحمي كرسيه فقط، وليس لها علاقة بالحفاظ على الأمن، أو الدفاع عن الوطن، وهم مجموعات من المجرمين الذين تجب محاكمتهم على ولوغهم في الدماء والقتل حسب الشريعة الإسلامية الغراء، ومهما طال الزمن .

وإننا إذ نستنكر وندين بشدة هذا الإجرام والتطرف الرسمي لقوات علي عبد الله صالح، لنؤكد أن هذا الطريق الذي سلكه هذا الرئيس هو نفس طريق المجرمين معمر القذافي وبشار الأسد، وهو طريق مسدود لا يوافق الشرع ولن يقبله الشعب أبدا، كما لن يؤدي إلى استقرار الأوضاع وهدوء الكرسي الذي يجلس عليه صالح ومن معه .

ونحن إذ نترحم على الشهداء الأبرار ونواسي الجرحى والمكلومين فإننا ندعو الشعب اليمني الكريم للتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع الصادق أن يزيح عنهم الغمة، ويرفع عنهم البلاء المتمثل بهذا الرئيس السفاح والميليشيات التابعة له، فالله عز وجل قريب مجيب، وقد أهلك الفراعنة الأولين، والطغاة المجرمين الذين كانوا يظنون أنهم آلهة لا يقهرهم أحد، وجبابرة لن يقف أمامهم قدر، فصاروا في مزابل التاريخ تلعنهم الأجيال، ولم ينفعهم ملكهم وأتباعهم .

كما ندعو جميع الشرفاء من أبناء القوات المسلحة والأمن والقبائل والقيادات السياسية في جميع الأحزاب للوقوف صفا واحدا وإحباط المؤامرة التي يسعى إليها صالح لجر البلاد إلى حرب أهلية .

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل».

 والله غالب على أمره ولو كره الطغاة المجرمون.

* المسؤول الإعلامي لائتلاف شباب التغيير الرائد .

ساحة التغيير صنعاء – عضو المركز الصحفي للثورة.

رئيس اللجنة الإعلامية للملتقى السلفي العام

نائب رئيس تحرير مجلة المنتدى .

Abuethaar2@yahoo.com