ثالثة الرباعيات القوة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 15 سنة و أسبوعين
الأحد 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 05:11 م

هي أمور أربعة إن توفرت في الحاكم المسلم فقد توفر بعون الله أمنا وحبا وسلاما .. وغيرها مما يحتاجه أي شعب ليعيش حياة هانئة رغيدة ... وان غابت هذه الأربع فان بقاء الحاكم على كرسي الحكم إنما هو من باب التسلط والدكتاتورية منه .. وهو الاستدراج له من الله العلي القدير حتى يأتي يومه الموعود فلا يفلته الله من الخزي والعذاب .. وهي : التقوى والعدل والقوة والرحمة ..

ثالثة الرباعيات ـ القوة

بأن يكون الحاكم قويا في تطبيق أحكام الشريعة والقانون على كل من تسول له نفسه بجلب ضرر للناس أو مفسدة أكان ذلك في أموالهم وأعراضهم أو دمائهم سواء كان الفاعل قريبا أو غريبا ؟

ـ ‏روى ابن هشام عن أبي عون‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، وحينئذ عِيلَ صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار بجنود الله إلى بني قينقاع، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا‏.‏

ـ واليوم دارت دولة الايام وأصبح اليهود هم من يحاصرنا وهم من يأتي الى ارضنا وديارنا .. وننزل خاضعين لما يطلبونه منا .. ونكتف ابنائنا لهم ونزج بهم في المعتقلات و السجون .. إن لم نقم بذبحهم ترضية للسيدة الحاكمة هيلاري كلينتون.

ـ واليهود الأنجاس لا يريدون للمرأة المسلمة العفاف والكبرياء .. فراودوها على كشف وجهها .. واليوم يراودونها بشكل اكثر عصرية .. افلام ومهرجانات وغناء ومسابقات للجمال وغيرها من أنواع الغزو الفكري, والأدهى والآمر لقد أصدرت مرجعيات إسلامية بمنع النقاب الشرعي عن فتيات مسلمات يطلبن علما نافعا أو رزقا حلالا .. فأي نكبة حلت بنا في زمان العالِم الدعي ــ ويأتي خبر الواقعة الى رسول الله ... فكيف العمل ؟ أتطلب اجتماعا للعرب من غطفان وبكر وعبس وغيرهم ؟! لتناقشوا ما حصل من هتك عرض واستباحة كرامة في قمة عربية .. ام ستطلب من القوى العظمى في زمانك الفرس والروم ان يعقدوا اجتماعا لمجلس أمنهم ليعيدوا لكم عزتكم .. يفعل ذلك رؤساء المذلة اليوم ...عبدة الكراسي والسلطة .. اما الحاكم الحبيب فلا وألف لا ... يسطر لمن خلفه كيف تكون العزة والكبرياء ... أفي امرأة راودوها على كشف وجهها ونفس مسلمة قتلت ؟! تجهز الجيش وتخرج لهم بنفسك ويكون ردك العملي حربا عليهم ــ واليوم اغتصبت فتياتنا الأبكار وهتك العرض والشرف وقتل الطفل الرضيع والشيخ القعيد وكان رد حكامنا الأبطال شجبا واستنكارا وتنديدا ومد أيادي الذل إلى مجلس أمن لا يدافع الا عن دولة اليهود والى أمم اتحدت على دعم الشر وقتل المزيد .. وما خبر غزة ببعيد !!!

ـ سار الجيش بسلاح قليل ... ولكنهم حققوا النصر بسلاح العقيدة ... واليوم لمن هذه الصواريخ والدبابات والطائرات ؟! لمن تشترونها وتستعرضونها في أعيادكم؟! إن لم تكن لنصرة الاسلام وأهله الكرام ... فلمن هي اذن؟! أجيبوا يا حكام الضعف والانهزام !!

ـ وفي شوال سنة 6 هـ قدم رهط من عُكَل وعُرَينَة أظهروا الإسلام، وأقاموا بالمدينة فاستوخموها، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذود في المراعي، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها، فلما صحوا قتلوا الراعي واستاقوا الإبل وكفروا بعد إسلامهم، فبعث في طلبهم كرزاً الفهري في عشرين من الصحابة فأدركوا، فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسَمُلَتْ أعينهم، جزاء وقصاصاً بما فعلوا، ثم تركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا .

ـ هلا قراء أحدكم هذا الحديث على رئيس بلدي الحبيب ( والصفة للموصوف البلد ) وعلى قادة الأمن الشجعان في بلد الحكمة والإيمان .. هلا كان لهم في رسول الله اسوة حسنة في التعامل مع قطاع الطرق المعتدين واللصوص المجرمين .. المروعين للآمنين من شعبنا الطيب المسكين ,, يا رسول الله أتأمر الرجال بالخروج في راعي قتلوه وابل سرقت؟! أما تسألت بطانتك المقربة منك : لماذا هذا التهور والمخاطرة ؟ فهم قد فروا الى الصحراء البعيدة وابتعدوا عن العاصمة الحبيبة .. قم بتعويض أهل الراعي بمال ...والابل نرسل من يفاوضهم عليها ونمنحهم مالا وهدايا ويعيدونها وتم المراد وانصلح الحال ... لا ورب الكعبة ماكان الذين حول رسول الله بطانة سوء ولا تخاذل ولا فساد ولا ضلال .... بل كانوا جيش عز وطاعة وإقدام ... أمر الرسول بخروج الرجال لأن هذه أمانة تحملها وحقوق ليؤدينها لأصحابها ... هذه هيبة دولة لأن لم يفعل لصار الأمر مهزلة .. ولأستبيحت المدينة من غد بالعابثين .. ولكن لتتحدثن العرب غدا أن في المدينة حاكما لا يخاف في الله لومة لائم .. يقطعن الأيادي والأرجل من خلاف ويسمل الأعين .. وفيما كل ذلك العقاب ... في راعي قُتل .. وابل سرقت .. فكيف في أكبر من ذلك وأكثر.. فليهنأ أهل المدينة عيشهم فقد زال الخطر .. يا رسول الله أتدري ما يحدث في بلدي ؟! أتدري ما أحدث الولاة من بعدك ؟ منحوا القتلة وقطاع الطرق والخاطفين وظائفا ورتبا واموالا من بيت مال المسلمين .. وما خرج الأمن في طلبهم وان فعل فقد عاد بخفي حنين .. بل هم كالتي خرجت استبراءً لشرفها فعادت من الزنا حبلى ..ولم يعد قتل الضعفاء اجتماعيا تشكل هاجسا لأحد فهو رخيص ديته مدفوعة بمباركة حكومية وتمويل ..وعند حدوث جريمة او قتال بين قبيلتين تخرج الجنود والأسلحة للمهام بالإيجار وبدفع المال ولاتفيد بخروجها في ردع طفل ضال .. والنهب والظلم مستمر نهارا جهارا وتتم السرقات والقتل على مرأى من الجنود فوق أطقمهم وقرب نقاطهم ولا يحركون ساكنا .. ولكنهم في نفس الوقت يكشرون أنيابهم ويستعرضون قوتهم على المسيرات السلمية وعلى المطالبين بحقوقهم القانونية والوطنية وأصحاب الاعتصامات الشعبية وكل صوت يطالب بدولة نظام وقانون والتهم جاهزة ومفصلة بإتقان .. انفصالي !! عميل !! عدو للثورة ودولة الإيمان !! وماذا بعد سأقول ؟ما ذلك إلا القليل وإلا فان ما خفي كان أعظم وأكثره لا يطاق ولا يحتمل .. ويبقى لنا في الله رجاء وأمل .. ثم في منهج الفهم والإخلاص والعمل.