آخر الاخبار

عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة

القضية ( الإصلاحية )
بقلم/ أحمد هادي باحارثة
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 15 يوماً
الجمعة 10 ديسمبر-كانون الأول 2010 02:51 م

تخبطت مواقف إصلاح حضرموت منذ نشأته بتأثير من تخبط المركز الصنعاني الذي يدور في فلكه وهو المؤلف من جوقة شمألية لا تعرف عن الجنوب سوى أنه حديث عهد بنطق الشهادتين ، فبينما إصلاح حضرموت يتحفز للانقضاض على الاشتراكيين ( غرماء رموز إصلاحيي الجنوب قبل الوحدة ) أينما وجدوا سواء من انضم للمؤتمر أو بقي في الاشتراكي إذا به يضطر لمداهنة ثم مصادقة من ائتمروا منهم اتباعًا لسياسة إصلاح المركز الذي تجاهل اختلاف أحوال الفريقين ، ومع ذلك كظم إصلاحيو حضرموت غيظهم واشتركوا في لعبة التحالف والتنسيق مع المؤتمر وعناصره الاشتراكية .

 ثم تحولت الموجة وإذا هو عدو لدود لنظيره المؤتمري لا لشيء إلا لأن المركز الشمالي استحسن تلك العداوة لحسابات ليس من بينها أي اعتبار لأذياله الجنوبية ، وإذا به يتحالف مع الاشتراكي لتسارع تلك الأذيال بالالتواء على بقايا الاشتراكيين في الجنوب محتضنة لها لتنتقل من مصادقة من ائتمروا إلى من بقي على وضعه بعد أن كانوا قريبًا وقريبًا جدًا في خصومة سياسية ودينية معهم قد خصوهم بها دون المؤتمرين ، ولا ننسى هنا دورهم الوطني جدًا جدًا في إفشال مؤامرة مقاطعة الانتخابات في ربيع 97م وهي الانتخابات التي اكتسحها إصلاح حضرموت فلم تزده إلا كساحًا .

 ومع أن معظم أصوات حضرموت ذهبت لحزب الإصلاح ومع أن مجموعة نواب إصلاح حضرموت شكلت نسبة كبيرة من الكتلة البرلمانية للإصلاح إلا أن حضرموت ظلت أهون شيء لدى إصلاح المركز المشمأل هي وأبناؤها ومن بينهم فرع إصلاحها وتذكروا هنا تنسيقات انتخابات 97 ، وظلت في منظوره مجرد غنيمة يجب أن تقهر وتذكروا هنا تصريحات أمينه العام الذي لا أدري كم مرة زار حضرموت ، وأن تستباح أراضيها وتذكروا هنا البرتقالة الشهيرة ، وكل ذلك يجري وجماعة فرع حضرموت لسان حالها جل من لا يسهو . 

 وعندما سقط في أيديها في انتخابات ربيع 2003 انكشف لها أنها مغدور بها من قبل قطبها الشمالي الذي أصابه الشلل واحترقت رموزه وشيوخه الذين كانوا -وما زالوا- ( طارفين ) ، ولأن الفرع الحضرمي وغيره من فروع الجنوب الإصلاحية متكلين تمامًا على الوحي المركزي فقد دخل جراء ذلك الفشل في غيبوبة سياسية حتى استفاق على صيحات الحراك الشعبي الغاضب الذي شمل محافظاتها .

 وهنا انكشف عوار ساسة إصلاح حضرموت في تفسير ما يحدث واتخاذ موقف واضح وصائب منه ، تفسير شابه نقمة أريد لها ألا تظهر على السطح من المركز الشمالي ، وبكل جدارة لم يتمكنوا في توصيف ما يحدث فضلاً عن توجيهه وأنى لهم ذلك وهم الذين شابوا على التلقين والتحكم عن بعد ، ومن ثم غلبت عليهم عادتهم في الانجراف والتبعية فإذا بهم يرددون ما يقال من اصطلاحات وشعارات سياسية دون أن يدركوا فقهها ومغزاها فضلاً عن أن يدركوا وسائلها وغاياتها .

 وما الذي يفهمه إصلاحيو حضرموت عن مصطلح القضية الجنوبية الذي ظهر فجأة على أدبياتهم عن تقليد لا عن أصالة ، وأين كان موقعهم هم في ذلك الجنوب الذي يقضقضون له ؟ وأي جنوب يعنونه الجنوب العربي أم الجنوب اليمني ، بل هل هم يعرفون أين تقع حضرموت نفسها هل في الجنوب أو في الشرق أو ربما هي في الشمال ، أليست لديها حدودًا ومنفذًا مع السعودية مثلها مثل صعدة وحجة وهما طبعًا ليستا محافظتين جنوبيتين لا جغرافيًا ولا سياسيًا .

 وما تقييمهم لمكونات ورموز وأنشطة ما يسمى بالحراك الجنوبي ، وما موقفهم من تعامل النظام الحاكم معهم وما يطلقه عليهم من نعوت ، ثم ما موقفهم السياسي بوضوح من دعوات رنانة من مثل فك الارتباط واستعادة الدولة .

 لعله من الجدير بإصلاحيي حضرموت قبل أن يعالجوا الشأن العام أن يعالجوا ما بأنفسهم ويعيدوا صياغة أدبياتهم وأن يتحسسوا خطواتهم السياسية ما سبق منها وما تأخر ، أن يضعوا لقضيتهم الداخلية خريطة طريق واضحة نستطيع بها أن نعرف لهم موقعًا ظاهرًا ، وعنوانًا بارزًا يهتدي به إليهم أشياعهم قبل خصومهم .

دعاء

اللهم أصلح من في صلاحه صلاح ( لإصلاح حضرموت ) .

*باحث دكتوراه بجامعة القاهرة - مصر