أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية بـ 21 قذيفة مدفعية.. أردوغان يستقبل أمير قطر في أنقرة تفاصيل من لقاء العليمي برئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش قمة المناخ 5 من نجوم الكرة اليمنية القدامى يشاركون في خليجي 26 بالكويت ماذا يعني قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن؟
يرى المراقبون أن الرئيس اليمنى على عبدالله صالح الذى لايزال يتجاهل مطالب شعبه، ويتحدى المواقف الدولية التى تحثه على التنحى ويستفز دول الإقليم برفضه التوقيع على مبادرتهم - لا يمكنه الدخول فى معركة «تكسير عظام» مع قبيلة حاشد التى ينتمى إليها وشكلت قطاره إلى السلطة فيما مثل هو واجهتها فى الحكم طيلة ٣٣عاما.
قبيلة حاشد التى يتزعمها الشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر تعد كبرى قبائل اليمن، وظل حضورها على مدى مراحل تاريخية إما حاكمة أو متزعمة جبهة المناوئين للحاكم.
التاريخ يكرر نفسه بالنظر إلى إرهاصات ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ ضد النظام الملكى «الإمامى» عندما وقف زعيم قبيلة حاشد الشيخ حسين الأحمر (جد صادق) إلى جانب ثورة الشعب، ودخل فى مواجهات قوية مع حاكم اليمن الإمام أحمد حميد الدين دفع معها حياته وحياة نجله الأكبر «حميد» ليحمل الراية نجله الثانى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الذى تولى حقيبة وزارة الداخلية بعد قيام الثورة واستمر فيها حتى ١٩٦٥ ولعب فى الوقت نفسه دورا فاعلا خلال سنوات الدفاع عن الثورة.
وعند بروز انقسام فى المعسكر الجمهورى بين تيار الجمهوريين المعتدلين الداعين إلى السلام والمصالحة مع بقايا الملكيين ومع الداعم الرئيسى لهم، السعودية، وبين تيار الجمهوريين المتشددين بزعامة الرئيس المشير عبدالله السلال، ومن خلفهم القيادة المصرية، والذين يدعون لحسم الصراع بالقوة والسلاح، انحاز الشيخ عبدالله الأحمر إلى صف التيار المعتدل ليضيف إلى قوته القبلية قوة أخرى عبر تحالفات مع تيارات سياسية أبرزهم «الإخوان المسلمين» ومع المملكة العربية السعودية التى أصبح الأحمر أبرز حلفائها فى اليمن.
ووفقا للمصادر السياسية فإن زعيم قبيلة حاشد أصبح هو صانع الرؤساء فى اليمن الشمالى حينها، حيث كان أبرز الزعامات التى خططت لإزاحة أول رئيس للجمهورية المشير عبدالله السلال ومباركة تولى القاضى عبدالرحمن الاريانى رئاسة البلاد فى ٥ يونيو ١٩٦٧ والذى فى عهده تولى الشيخ الأحمر رئاسة المجلس الوطنى ومن ثم مجلس الشورى وصياغة أول دستور للبلاد ثم المصالحة مع الملكيين وانتزاع اعتراف السعودية بالنظام الجمهورى.
ووفقا للمحلل السياسى كامل الشرعبى، فإن «الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وبعد تصاعد الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح والتصدى للفوضى والفساد الذى انتشر فى عهد الرئيس الاريانى فقد دعم تولى القائد العسكرى إبراهيم الحمدى مقاليد السلطة فى ١٣ يونيو ١٩٧٤، غير أن سياسات الحمدى الذى سعى إلى إقامة دولة نظام وقانون وتصدى لجماعات الضغط والقوى القبلية مثل الشيخ الأحمر الذى منعه الحمدى من دخول صنعاء بالسلاح فضلا عن محاولات الحمدى للتخلص من التدخل الإقليمى فى القرار اليمنى،
وعقده لمؤتمر دول جنوب البحر الأحمر فى تعز ١٩٧٧ ومن ثم تحركاته باتجاه الوحدة مع اليمن الجنوبى جعلت القوى القبلية وجماعات المصالح وبمباركة إقليمية ودولية تتحرك لوضع حد لحكمه واغتياله فى ١١ أكتوبر ١٩٧٧ ليخلفه فى الرئاسة نائبه المقدم أحمد الغشمى» الذى اغتيل هو الآخر فى ٢٤ يونيو ١٩٧٨.وفيما يقول أبناء آل الأحمر إن والدهم هو الذى جاء بصالح للحكم وهم سيخلعونه اليوم، يقول الباحث فى الدراسات الإستراتيجية محمد المطوع: «الرئيس صالح استفاد من تجربة الحمدى الذى حاول القفز على الواقع القبلى وسعى إلى بناء دولة نظام وقانون دون أن يأخذ فى الحسبان نفوذ الزعامات القبلية وتقاطع المصالح الإقليمية والدولية، وخصوصا السعودية التى تتمتع بحضور ونفوذ عبر زعامات قبلية وتيارات دينية فاعلة.
وبالتالى استطاع صالح أن يستمر فى الحكم لثلث قرن حتى الآن لأنه لم يتمرد على أصحاب النفوذ القبلى ولا على دول الإقليم التى لها حضور فى اليمن. وعندما بدأ يقوى نفوذ عائلته على حساب نفوذ زعماء قبيلة حاشد «آل الأحمر» ويتجه نحو تهيئة الوضع لتوريث ابنه أحمد الذى يتولى قيادة الحرس الجمهورى والقوات الخاصة، فضلا عن تولى ابنه الثانى خالد وأبناء أخيه وبعض أقاربه لأهم مفاصل المؤسسة العسكرية والأمنية، بدأ يواجه تحدى أولاد الشيخ الأحمر الذين كانوا يتوزعون الأدوار بعضهم فى المعارضة والبعض فى السلطة، لكنهم جميعا الآن صف واحد فى جانب الثورة الشبابية وإلى جانب مصالحهم ونفوذهم».
* المصري اليوم