إسرائيل تنقل المعركة الضفة .. دبابات تدخل حيز المواجهات للإجهاز على السلطة
سوريا تعلن افتتاح بئر غاز جديد بطاقة 130 ألف متر مكعب
بعد الإمتناع عن اخراجهم ..رسالة إسرائيلية جديدة بشأن الإفراج عن 620 أسيرا فلسطينيا وهذه شروطها التي لا تصدق
الجيش السوداني يعلن السيطرة على المدخل الشرقي لجسر سوبا وفك الحصار جزئيا عن الخرطوم
مجلس الأمن يعتمد مشروع قرار أمريكي لإنهاء الحرب بأوكرانيا
النفط يقفز بشكل مفاجئ وسط مخاوف الإمدادات بعد عقوبات أميركية جديدة على إيران
حالة هرمونية نادرة تجعل رجلاً أربعينياً يبدو شاباً إلى الأبد
عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني
استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة
حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها
تخلق الحروب الأهلية توجهاتها المتعرجة بدون منطق مستقر ومن غير مسار، بل إنها عادة - إذا طال أمدها - تسير في منحنيات صعودا وهبوطا، إلى حين اقتناع أطرافها بأن القوة وحدها لن تتمكن من وقف المعارك أو الوصول إلى حالة من الإنهاك المادي والمعنوي، ما سيجبرها على البحث عن حلول تخرج الوضع من حال المراوحة والجمود، وإما بقدرة طرف على حسمها بحسب خياراته والنتائج المرجوة.
تشكل الحروب الأهلية الطويلة مصالح تصبح معها القيادات من كل الأطراف منشغلة بالعمل على استمرارها ليتواصل معه جني المكاسب المادية، دون التفات إلى الآثار الإنسانية المباشرة والمجتمعية التي تعصف بالنسيج الوطني على كل المستويات، ولا يمكن التنبؤ بنتائجها النهائية وفي أغلب الأحيان تنهار كافة المؤسسات ويصبح من الصعب إعادتها لممارسة نشاطها إلا بكلفة مادية باهظة لا تقوى أغلب الدول على تحملها، وهكذا تمتد حالات الصراع على استمرار النفوذ وجمع الثروة على حساب التوصل إلى تسوية تضع حدا للنزيف.
يقول تاريخ الحروب الأهلية إن الحسم العسكري لصالح المتمردين يساهم في إنجاز سلام أسرع، ولكنه لا يعني سلاما دائما، والسبب أن المتمردين يستطيعون التحكم في المواطنين في المناطق التي تخضع لهم وكذا احتواء أي تحركات ضد حكومتهم، لكنهم لا يمكن أن يحظوا بالرضا والاعتراف الكاملين داخليا وخارجيا، وفي المجمل فإن ما يترتب على توقف الحرب الأهلية يعتمد على القيادات وقدرتها على إدارة المراحل التالية لنهاياتها وكذا امتلاكها لخيال سياسي وتفكير ناضج ورؤية وطنية تمكنها من استعادة السلم الاجتماعي أولا وتثبيت المواطنة المتساوية بكافة حقوقها السياسية والمدنية، ولعل الأهم هو تأسيس النظام القضائي الذي يكفل حقوق الناس بكافة انتماءاتهم المذهبية.
إن أصعب ما يمكن تجاوزه في حالات الحروب الأهلية هو الدمار النفسي الذي يلحق بالمتضررين منها وحجم الخسائر الاقتصادية التي تلحق بالناس والمنشآت، ولا تستطيع أي دولة محدودة الموارد تدارك الأمر بالسرعة المطلوبة التي تساعدها على استعادة سيطرتها ولا تقوى على تلبية احتياجات المواطنين، وهو ما يجعل من توقف العمليات العسكرية مرحلة هي الأكثر حرجا تواجهها أي حكومة. يستدعي هذا أن يقوم المجتمع الدولي بالإسهام في عملية بناء سريعة وضخ أموال طائلة تنهض بعجلة الحياة المتوقفة مرة أخرى.
يظل وقود الحرب الأهلية في كل الأحوال هو المواطن الذي لا تعنيه مباشرة أسباب الصراع ولا يهمه إلا توقفها بما يعيد له أملا في بدء يوم جديد بعيدا عن أصوات الدمار والقتل والنزيف، ولعل ما حدث في لبنان درس يجب استيعابه، إذ إنه بعد سنوات الحرب الطويلة ورغم انتهائها منذ أمد طويل إلا أن آثارها الاقتصادية والاجتماعية والفرز الطائفي كلها شواهد ثابتة على مرارات الحرب الأهلية التي تشكل مساراتها الذاتية التي تؤدي إلى ثراء أشخاص بعينهم، بينما تعيش الغالبية في حالة اقتصادية صعبة.