عاجل :مقاومة صنعاء تدعو المجلس الرئاسي الى إعلان معركة الحسم والخلاص
اليمن تفوز بعضوية المكتب التنفيذي للجمعية العامة لاتحاد المحاكم والمجالس الدستورية
سفراء الإتحاد الأوروبي يختتمون زيارة الى حضرموت وعدن
مدير عام الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب يستعرض مع المبعوث الأممي أبرز الاحتياجات الإنسانية والإغاثية للنازحين
أمير سعودي يدعو لإنشاء اتحاد خليجي أو جزيري جديد وضم اليمن إليه
أقدم أسير بالعالم.. البرغوثي يعانق الحرية بعد 4 عقود في سجون الاحتلال
أمريكا تحسم موقفها من اليمن.. ومصادر تكشف عن نقاشات مكثفة في واشنطن بشأن التعاطي مع الحوثيين
تصعيد إسرائيلي جديد وخطير ضد العرب المتضامنين مع غزة
فرصة ذهبية.. تركيا تترقب إعلانا تاريخيا
الملك محمد السادس يدعو المغاربة إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام
تمتلئ الصحف والمواقع الإلكترونية بالتحليلات المبنية على الرغبة الشخصية في توجيه الأحداث فتبتعد عن الواقع، ويغلب عليها التعاطي بخفة مع معطيات الأرض، وبهذا تخرج باستنتاجات سطحية. والإكثار من هذا التناول المستخف بعقلية القارئ والإفراط في محاولة التأثير على الرأى العام يكون له على الدوام مفعول سلبي ويجعل القرّاء يتوجهون إلى مواقع خارجية للحصول على المعلومة الأدق، وصارت الحرب الإعلامية بين الطرفين موسومة بعدم الدقة في الأخبار والإكثار من الهبوط في اللغة المستخدمة.
إن أهم السلبيات التي فرضت نفسها نتيجة لهذا المنتج الرديء هي زيادة الفجوة النفسية بين مناصري الطرفين، ولم يعد من الممكن أن ترى يمنيا يلتقي مع مخالف له في الرأي؛ وهي الميزة التي كانت تثير استغراب وإعجاب الجميع حين كانوا يرون اليمنيين الذين كانوا يتقاتلون يوما ما وقد تجمعوا تحت سقف واحد في اليوم التالي ويتناسون خلافاتهم وصراعاتهم لأنهم كانوا في أعماقهم يدركون القيم الأخلاقية والإنسانية التي يجب أن تجمع أبناء الوطن الواحد، وأذكر هنا بما كتبته في شهر مايو الماضي عن اختفاء البعد الإنساني عند ضيوف (قصر بيان) وعجبت أن أحدا منهم لم يبادر لدعوة زميله وصديقه للقاء بعيدا عن السياسة، وكان ذلك مؤشرا للفشل في إبرام أي صفقة تنقذ اليمنيين من مأساتهم.
لاحظت أخيراً ارتفاع النبرة الطائفية والمذهبية في وسائل الإعلام اليمنية، وأصبح التراشق بين الطرفين هو السائد في التخاطب، ومثل هذا العمل ستكون آثاره المنظورة والبعيدة مدمرة للبنى الاجتماعية، ولعلنا نتذكر ما حدث في العراق وسورية كمثالين حيين لما ستؤول إليه المجتمعات التي تصبح فيها الانتماءات للمذهب وسيلة للعبور والتسلق، ورغم أن اليمن كانت تعاني من هذا التفاوت إلا أن الأمر تجاوز كل الحدود المعقولة وصار قضية ستتعدى آثارها كل الدمار الذي سببته الحرب.
قد يكون من السهل نسبيا إعادة الإعمار وترميم البني التحتية، لكن بذرة الشقاق الطائفي والمذهبي الذي تسببت فيه الطبقة السياسية والحزبية والشعارات التي تكتسح خطابها الإعلامي والإصرار على نفي الآخر يجب أن تصبح القضية التي لا يجوز السكوت عنها، ونشاهد اليوم كيف تحول العراق وكيف أضحت سورية نموذجين فاضحين لمثل هذا الفشل السياسي الذي استبدل الوطن بالمذهب وأقحم تاريخ الصراع الديني القديم في نزاعات السلطة، وجعل كل طرف يستدعي الذاكرة التاريخية ويفسر أحداثها بما يخدم أهدافه الراهنة.
إن معاناة اليمنيين من الفشل الذي أصاب الطبقة السياسية والحزبية لا يجوز تحويله إلى صراع أدواته هي الماضي ورواياته، ومن الواجب عليها أن ترتقي بمنسوب أدائها الأخلاقي والوطني من الحضيض الذي وصلت إليه وأن تسعى لوقف هذا الخطاب المقيت المدمر.