آخر الاخبار

الرئيس اللبناني مخاطباً وفدا ايرانيا رفيعا: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة الغارديان.. نتنياهو بات عبئاً على بايدن ولن يتحقق السلام حتى يرحل تيك توك يقوم بتسريح موظفين على مستوى العالم من فريق الثقة والأمان أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟ منظمة دولية تكشف عن تصفية 953 يمنياً.. الحوثيون في طليعة القتلة وفي مناطق الشرعية تتصدر عدن قائمة التصفيات الجسدية وحزب الإصلاح والمؤتمر في صدارة الضحايا معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح

رافقهم عزرائيل
بقلم/ زكريا الكمالي
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 28 يوماً
الثلاثاء 25 ديسمبر-كانون الأول 2007 06:22 م
مأرب برس - خاص
 
العائدون إلى مدنهم هذا العيد لم ترافقهم «السلامة» كالعادة «عزرائيل» كان رفيقهم الأول، استمتع برفقتهم إلى غرف مظلمة، أو مركزة إذا قدّرت لهم الحياة.
 
- في هذا العيد، الحدائق العامة والمتنفسات لم تعرف ازدحام الأعوام الماضية، والمستشفيات وغرفها المركزة نافستها بقوة، زوار الأخرى قاربت الأولى، وعائداتها فاقت بالتأكيد.
 
- يوم أمس زرت الزميلين فهيم العبسي ورفيق علي أحمد ـ شفاهما الله ـ اللذين تعرضا لحادث مروري مؤلم أثناء عودتهما إلى تعز لقضاء إجازة عيد الأضحى، وأصر «عزرائيل» ان يبعث برسائل تنبيهية - على أن يعودا إلى عدن، ويقضيا إجازة العيد في أحد مستشفياتها.
 
غرفة العناية المركزة زبائنها ضحايا طرق، وغرف الرقود والإسعاف والسكرتيرة أيضاً، نزلاؤها مسافرون، كانوا يودون أن يقضوا إجازة عيد الأضحى بين أهاليهم، لكنهم فشلوا، عزموا السفر بعد شراء جعالة العيد، وإخبار أهاليهم في قراهم بكلمتين على عجل: «احنا اتحركنا» لكن حركتهم تجمدت، وتوقفت في أول منعطفات الطريق، وعادوا إلى حيث كانوا.. إلى نقطة البداية.
 
في أيام الأعياد، تحقق المستشفيات الخاصة في بلادنا أعلى أرقام من حيث النزلاء، منافسة فنادق المحافظات السياحية والساحلية.
 
عزرائيل يتكفل بملء ما يوازي %90 من أسرّتها، والمستشفيات الحكومية تمدّها بالعون باستمرار، اتفاقية تبادل مرضى موقعة بينهما ربما تكتفي الأخيرة بعمل الإسعافات الأولية لهم وتصدرهم إليها، معتذرين للمصابين بأدب جم: «نأسف لعدم قدرتنا على خدمتكم».
 
خدماتنا سيئة.. وأطباؤنا أسوأ الكوادر التي أنجبتهم كليات الطب.. هذه هي المستشفيات الحكومية في بلادنا.. وجميعكم تعرفون ماذا تقدم!!.. أقصى ما تفعله هو احتجاز المصابين من ضحايا الطرقات أو غيرها، لساعات، وتسرحهم دون أن تقدم لهم أدنى الإسعافات سوى السؤال عن اسم المصاب، ومن أوصله، وأين وقع الحادث وكيف، وكم كانت السرعة التي كانت تسير بها السيارة، وما هو نوع «السكان»: عادي أو هواء؟!.
 
ببساطة تتحول مستشفياتنا الحكومية إلى نسخ مصغرة من أقسام الشرطة والمباحث الجنائية، وإن في الأخيرتين ملائكة رحمة أفضل منها.. فمتى سنعيد النظر في ذلك؟!.
 
إخراج مصاب من مستشفى حكومي تديره وزارة صحة ميزانيتها مليارات الريالات، إلى مستشفى خاص يملكه تاجر أعتقد ـ وكثيرون يوافقونني الاعتقاد بالتأكيد ـ أنه عار وخزي.. وفضييييحة.
 
اذكر الله..يا غافل !!
 
إضافة إلى سوء طرقاتنا، وتهور سائقي سيارات الأجرة والخاصة، يعتقد كثيرون أن اللوحات المثبتة على جانبي الطرقات في بلادنا، والعبارات المكتوبة على الجدران والأحجار السوداء طوال الطريق، تسهم بشكل كبير في إشعال أسهم الحوادث المرورية.
 
إذا قدر لك أن تسافر من مدينة إلى أخرى، أو من حارة إلى ثانية، وإن كان الأخير لا يدخل تحت مسمى «سفر» فإن عشرات اللوحات الزرقاء أو الـ «بدون لون وطعم ورائحة» ترتص على يمين ويسار الطريق، رافعة شعارات متطرفة: «اذكر الله يا غافل.. فإنك من الدنيا راحل» واحدة من عشراتها.. فعل أمر بليد للسائق الذي يرى نفسه وهو يقود «البيجو» بأنه مخترع «القطار الطلقة» ولا يؤمر من شخص مثله + شتيمة «يا غافل + إحباط وتحطيم شديد لمعنويات السائق والراكبين معاً بـ «انك من الدنيا راحل»!!، وكأن المرء لم يكن ناقصاً إلا لتلك اللافتة لتخبره بأنه «سارح بحين» راحل مع أول طائرة يقودها عزرائيل إلى الآخرة!!.
 
«اللافتات المتطرفة» التي اكتسحت الطرقات السريعة والبطيئة ومنعطفاتها، أقصت اللافتات الضرورية التي تهم سائقي المركبات، من أنواع «هدّئ السرعة»، «أمامك منعطف خطير»، «أمامك مطب»، «خلفك حفرة»، يمينك بحر، وشمالك شلال، فانتبه.
 
اقتلاعها، أو رشها بـ «رنج أسود» أبسط ما يمكن عمله من الجهات المختصة، لم نعد ناقصين.. والله سبحانه وتعالى ليس محتاجاً للافتة في «نقيل يسلح» أو «نقيل الإبل» تذكّر المسافرين به
 
alkamaliz@hotmail.com