مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
مرة اخرى لانية لتنفيذ ما اتفق عليه :
قام الأخ علي البيض بالتوجه الى عدن بعد التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق من قبل كل الأطراف وبعد زيارة خاطفة (تحفظ كثيرون عليها) الى السعودية ومن عدن طالب البدء بتنفيذ الخطوات الاولى لبنود الاتفاقية , ولعل هذا التصرف إنما عكسته روح بعض التحديات التي تمت اثناء التوقيع كما نظن اليوم وبإيحاء من عقدة الذنب التي اصابته جراء حماقته بالذهاب الى الوحدة من دون شروط موثقة او ضمانات لتنفيذ ما اتفق عليه ولربما انه قد تصور ان مواصلة الاعتكاف من شأنه ان يعجل بالتنفيذ, خاصة وان الاتفاق قد تم خارج اليمن بين جميع القوى وبحضور الملك الاردني الحسين ابن طلال .
منذ تاريخ التوقيع على الوثيقة في الـ20 من فبراير 1994م وحتى الـ27 من ابريل وبدلا من العمل على اتخاذ الإجراءات للبدء بتنفيذ ما ورد في الاتفاقية من مسائل ضرورية فإن الازمة قد تفاقمت في الحقيقة بسبب النية المبيتة لدى المؤتمر الشعبي العام و حزب التجمع اليمني للإصلاح في النكوث بعهدهم ورفض العمل بماورد بالاتفاقية, حتى أعلن الرئيس صالح من ميدان السبعين , شعاره السيئ الصيت جدا جدا والذي ما زال حتى اليوم مع الاسف يروق للكثير من الاخوة الشماليين القائل بـ(الوحدة او الموت).
والحقيقة ان الخطاب كان اعلاناً واضحا لشن الحرب الضروس على الجنوب وعلى وثيقة العهد والاتفاق .
ماهو جوهر إعلان البيض في الـ21من مايو1994م
في ظني الشخصي اليوم بأن لا يوجد ما هو أكثر استهجاناً من ناحية ومستغرباً من ناحية أخرى عند النظر الى القضية الجنوبية من واقعة ان تردد الغالبية حديثا مغلوطا حتى اليوم عن الانفصال وما ادراك ما الانفصال، في عمل يختلف بالكامل عن المعاني التي تضمنها الاعلان الذي صدر على لسان الاخ علي سالم البيض, انه استهجان تجاه من يسمون أنفسهم بالقوى الوطنية والتقدمية والحداثية بل واعضاء الحزب الاشتراكي الشماليين مع الاسف , كما نستغرب ان لايلتفت الجنوبيون الى الكثير من الحقائق الواضحة التي من شأن التعامل معها ليس فقط الدفاع عن أنفسهم وانما ايضا محاكمة الطرف الأخر أخلاقيا وإنسانيا ووطنيا .
لقد تصدى الاخ البيض لصلافة وعنجهية القوى الرافضة للتغيير ايا كانت وأدار الحوار والمفاوضات السلمية كرمز لكل من ينشد التغيير والتقدم تماما كما تفاوضت اليوم الأحزاب السياسية مع الحكم نيابة عن الثوار والقوى التي تنشد التغيير والرقي وكان له ما اراد نظريا عندما اخرج للبلد اعظم وثيقة تعهد الجميع بالقيام بتنفيذها ولما رفضت القوى المتخلفة العمل بها وشنت الحرب على مركز إقامته ومناطق الجنوب الذي ما زال الامل يحدوه بتطبيق ما ورد بالوثيقة على أراضيها, تخلت عنه قوى لها تاريخ طويل من الادعاء بالتقدمية والثورية والحداثية ولعل التاريخ هو الذي سيحدد من الذي انفصل ومن الذي تحول الى مناطقي ولن نقول عنصرياً.
لم يعلن الرجل حينها الا عن إقامة جمهورية يمنية ديمقراطية لكل القوى الخيرة عندما كان حالما وواثقا من ان تقف الى جانبه في إقامتها الكثير من القوى السياسية والاجتماعية التي ظلت لعقود تنادي في بياناتها وإعلاناتها عن أحلام اقامة دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية ولم يكن يظن ان غالبية القوم -مع الاسف- سيديرون له ظهورهم, كما لم يتم هذا الإعلان الا بعد مضي حوالى الشهر من الحرب الضروس التي اتضح الآن بأنه الوحيد الذي بالفعل كان قد عرف وأعلن للجماهير عن أهدافها ونواياها حين كان الجميع يعتبر الرجل مجنوناً. ويصفون الأخر زعيما وبطلا وفارسا.
الم تعلن قوى الثورة في العام الماضي عندما واجهتها صلافة وغطرسة النظام عن نيتها بإسقاط بعض المحافظات , الم تلوح احزاب المشترك باحتمال الاعلان عن تشكيل حكومة الثورة في المحافظات المحتمل سقوطها، وفي هذه الحالة الم تكن جاهزة على الأقل نظريا بتطبيق وثيقة الإنقاذ التي لم تقرها الا بعض قوى المجتمع السياسية.. فلماذا نعيب على الرجل ان اعلن عن ميلاد دولة جديدة تطبق فيها وثيقة العهد والاتفاق التي أجمعت عليها كافة القوى اليمنية؟!
اننا ندعو -بحق- كل القوى المغدور بها والصادقة المراجعة البسيطة لكل فحوى اعلان البيض وما تبعه من إعلانات وبيانات .
ماذا يعني الاخذ بالايجابيات؟
مع ملاحظة اننا هنا ووفقا لعنوان المقال نتحدث الى الرأي العام الشمالي الشقيق فإننا نقول لأخوتنا بأننا في الجنوب قد قطعنا شوطا كبيرا في مضمار اقامة اسس وبناء دولة النظام والقانون ,لانقول هذا هنا عن تكبّر او تعالى ابدا ولن يكن الحديث هنا -ايضا- تقليلاً من مكانتكم ووعيكم الا ان هذه هي الحقيقة التي لها اسبابها الواقعية وخلفياتها، نقول عنها بكل تواضع من ان احد اهم أسباب ماحصل من تطور لدينا بالجنوب ان مستنا حركة التطور والنماء جراء الاستعمار الانجليزي الذي جاء النظام الوطني ليجسدها على واقع كل التراب الجنوبي وزادها ايجابا قوانين وطنية كبيرة ذات شأن كبير جدا في سبيل الامن والاستقرار لعل أهمها على الاطلاق اعلانه بإنهاء كل أشكال الثأر القبلي والاتجاه نحو القضاء التدريجي على شجرة القات الخبيثة..
ان هذا السبب قد اوجد فروقا هائلة في الواقع الاجتماعي والثقافي لاندعي ابدا بأفضليتها المطلقة او تميّزها الا انها فروق واضحة من الغباء تجاهلها من قبل حكام يدّعون بأنهم يؤسسون لدولة حديثة .
واليوم إخوتنا الكرام ونحن نخاطب العقل ولانخاطب العاطفة ونخاطب الصادقين ولانخاطب المزايدين باسم اليمننة او العروبة او الاسلمة, ندعوكم الى الحق ولاغيره.. أيعقل ان نقيم كيانا موحدا مندمجا في ظل انسياب كل سلبيات وعيوب المجتمع إلينا وفي ظل الدوس والإلغاء لكل جميل وعظيم اقمناه بعرقنا بل ودمائنا باسم وحدة لا أساس لها في النفوس والحياة .
إننا نسأل كل صاحب ضمير حي وصادق هل سيرضى ان كان في موقعنا بأن تعود اليه كل مخلفات الماضي من الثارات والعادات المتخلفة من الأعراف والانتشار الواسع لمنظمة (عدّل لي وباعّدل لك) كبديل لقوانين كانت الأساس في حل المشاكل بين كل افراد المجتمع اياً كانوا صغاراً او كباراً؟.
ان قائمة طويلة مذهلة من الايجابيات التي كانت في الجنوب جاءت الوحدة لتلغيها من الواقع بدلا من تعميم تطبيقها كما جاءت لتنقل كل عيوب الشمال الى الجنوب في عمل لايمكن القول عنه الا انه عمل شيطاني بكل ماتحمله الكلمة من معنى ولو تم العمل بما اتفق عليه لانتقل اليمن بالفعل الى آفاق رحبة وواسعة من التطور والنماء الفعلي وهو الأمر الذي ماكان قادرا على القيام به أي قائد الا بالتدرج المبتدىء بالمحافظة على ماهو إيجابي في كل شطر ثم السير خطوة خطوة في التغيير الايجابي هنا وهناك.
في العدد القادم نكمل معكم هذا الموضوع بمعلومات عن واقع الجنوب والشمال قبل الوحدة وخلفيات ماجرى أثناء الوحدة وفقا لوجهة نظر ازعم بأنها غير معروفة.