عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً
لقد تنفس الشعب اليمني الصعداء في صبيحة يوم السادس والعشرين من سبتمبر من عام 1962م، عندما دكت أوكار الأئمة ومعاقل الطغاة، وأعلن عن قيام الثورة السبتمبرية المباركة، وخرج آخر الأئمة هاربا في ثوب امرأة.
لقد كان حكم الأئمة نقطة سوداء في تاريخ اليمن الحديث، حيث كان مثالا للاستبدا، والقهر، والتسلط، والأثرة، والظلم والطغيان، والسلالية، والطائفية، والمناطقية ... إلخ.
وكانت السمة البارزة في حكمهم هي الورث والميراث والتوريث، لا للتركة ولكن للحكم، والمناصب السياسية والسيادية، والوظائف العامة، والامتيازات، والاستحقاقات ... إلخ.
فالابن يرث من أبيه: المنصب، والوظيفة، والاستحقاق، والامتياز ... إلى آخر القائمة السوداء.
وعندما أتحدث عن مبدأ التوارث والتوريث في ذلك العهد البائد إنما أعني ما أقول، لقد كان هذا الأمر عندهم إعتقادا راسخا، وليس أمرا عرضيا ولا عابرا ، كانو يعتقدون أنهم الورثة الشرعيون للحكم والشعب والوطن والثروة.
فذلك كله في نظرهم تركة وميراث آل إليهم، يتصرفون فيه تصرف المالك، وأنه لا ينازعهم في شيء من ذلك إلا كافرا حلال الدم إن كان مستحلا، أو فاسقا ظالما باغيا خارجا عن الشرعية حلال الدم إن كان متأولا.
فيا سبحان الله فما أشبه الليلة بالبارحة، هذا هو الحال نفسه الذي غدا عليه حكام اليوم؟!
فمن كان يتصور أنه بعد تلك التضحيات، وتلك الدماء التي سالت لتروي شجرة الحرية والثورة والجمهورية، سنعود مرة أخرى إلى الإمامة المتسلطة، والملكية المستبدة، وحكم الفرد والأسرة الواحدة، التي ترى أن كل شيء ملكها: السلطة، والشعب، والوطن، والثروة، والقوات المسلحة والأمن، والأحزاب السياسية، والمنظمات الجماهيرية، والعلماء و... إلخ.
وأن الذين تدنيهم منها، لتستعين بهم في تصريف بعض الأمور والشؤون، أو تقلد بعض المنصب والوظائف والمهام، لا لكونهم يستحقون ذلك لكفاءتهم ومقدرتهم، وإنما لكونهم يرون ويعتقدون أنهم عبيد طائعون، ورقيق مخلصون للحاكم وحاشيته.
وهذه هي حقيقة حالنا: حكام يلبسون ثوب الجمهورية، ويرتدون جلباب الثورة، ويتعممون بالعلم الجمهوري، ويعزفون السلام الجهوري، ويرددون الأناشيد الوطنية..إلخ.
وكل المظاهر والشارات والشعارات التي يرفعونها، والخطابات التي يرددونها جمهورية، وكل الممارسات والسياسات والتصرفات التي يمارسونها ملكية بحتة، بل ما نجده عندهم أسوء مما نجده عند كثير من الملكيات، والأنظمة الإستبدادية والديكتاتوريات.
ولا مكان بينهم للوطنيين الصادقين، ولا للشرفاء المخلصين، ولا للأكفاء العارفين، ولا للمناضلين المضحين، وإنما المكان والمكانة بينهم للمنافقين والمتملقين والمتزلفين واللصوص المحترفين.
والجريمة كل الجريمة عندهم هو أن يكون ولاؤك وحبك وإخلاصك للوطن والوحدة والجمهورية لا لهم.
ومن أوضح الأدلة على ما ذكرنا ما قام به النظام الحاكم صبيحة هذا اليوم السبت 12/ 3/ 2011م من ضرب المعتصمين المسالمين بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء بالغازات السامة والمحرمة دوليا وسقوط أكثر من ألف مصاب أصابة بعضهم خطيرة.
فماذا يريد الرئيس بعد الحكم لأكثر من ثلاثة وثلاثين عاما؟ إنه يريد أن يهلك الحرث والنسل، ويحرق الأخضر واليابس من أجل ضمان بقائه في الحكم واستمراره في عقبه مدى الحياة.
هذه هي حقيقة النظام والحكام في صنعاء ؛ إنها ملكية ديكتاتورية، في ثياب الجمهورية.
ولا مخرج للش ع ب والوطن، ولا منقذ للوحدة والجمهورية من هؤلائي الحكام وذلك النظام إلا بثورة حقيقية تجتثهم وتقتلعهم من جذورهم. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
*رئيس المؤتمر الجماهيري الأول لمحافظة تعز
ورئيس اللجنة الوطنية لمناصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية ( سابقا ).