وزير الدفاع: يجب إخضاع الحوثيين بالقوة لكي تجنح للسلم
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 6 أشهر
الخميس 27 يونيو-حزيران 2024 09:12 م
 

 

قال وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، إنه لن يكون هناك سلام حقيقي إلا بهزيمة ميليشيا الحوثي وإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم.

مارب برس يعيد نشر حوار موقع إرم نيوز مع وزير الدفاع

  

وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ما قراءتكم لتحقيق السلام في اليمن؟

 

الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي الإرهابية على شعبنا طال أمدها من 2014 إلى اليوم، وخلفت أكثر من 40 ألف شهيد و120 ألف جريح، وما إن تأتي جهود ومحاولات إحلال السلام، وآخرها جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية لرسم خريطة طريق للخروج من هذه الحرب وإحلال السلام، إلا والميليشيات كعادتها تختلق الذرائع تلو الذرائع لاستمرار الحرب.

 

والجميع يشاهد اليوم عملياتها واستهدافها لخطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، والعمل على إفشال كل مساعي السلام، لأن هذه الميليشيات لا تعيش إلا بالحرب.

 

وباختصار، ومن خلال تجاربنا وخبرتنا بهذه الميليشيات الإرهابية فلا نرى أن هناك سلامًا حقيقيًّا يلوح بالأفق معها، ولن تكون هناك قاعدة وركيزة للسلام إلا بهزيمتها وإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم.

 

القيادة السياسة بادرت إلى فتح الطرقات من جانب واحد منذ وقت مبكر

أعلن الحوثيون عن فتح عدد من الطرق منها تعز، وعقبة ثرة، وغيرهما، كيف تقرؤون ذلك؟

 

نحن نؤكد أن الشرعية لم تغلق يومًا طريقًا، ولم تكن الطرقات مغلقة من قبلنا إطلاقًا، بل على العكس من ذلك فنحن نقدر معاناة أبناء شعبنا الذين يعيشون كرهائن في مناطق سيطرة هذه الميليشيات، ونعي تركز الكثافة السكانية في هذه المناطق، لذلك فإننا نعمل جاهدين على تسهيل تنقلاتهم ووصول المواد الإغاثية والغذائية إليهم.

 

وكما يعرف الجميع، فإن القيادة السياسة بادرت إلى فتح الطرقات من جانب واحد منذ وقت مبكر استشعارًا لمسؤوليتها على كافة أبناء الشعب اليمني.

 

ومن ذلك المبادرة التي أعلنها عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء سلطان العرادة، لفتح طريق مأرب- نهم- صنعاء الذي يقطعه المسافر خلال ساعتين، لكن الميليشيات ترفض فتحها حتى اليوم، ولجأت إلى الإعلان عن فتح طريق بديل، مأرب- البيضاء- ذمار- صنعاء، تحت وقع الضغوط والتحركات المجتمعية، ويستغرق قرابة ١٠ ساعات.

 

والحال ذاتها أيضًا تنطبق على طرقات الضالع وأبين وغيرهما، فالميليشيات لا يهمها تخفيف معاناة الناس، بل تركز على الجانب العسكري وما يحقق لها تموضعًا أفضل، وفي الوقت الذي توهم فيه الناس بفتح طريق ما فإنها تحفر الأنفاق والخنادق ونشر القناصة وتلغيم جوانب الطرقات كما هي الحال في تعز.

 

الأمر الآخر أننا ندرك أن الميليشيات كما عهدناها تضمر الخديعة والمكر، وتحاول الدفع بخلاياها إلى مناطق الشرعية لإقلاق السكينة فيها، لكن قواتنا لها بالمرصاد وما لم تستطع أن تحققه في الحرب فلن تصل إليه بالمكر.

 

والأصل أن تفتح الطرقات وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار في هذه الأماكن بما يضمن مرور المسافرين والمتنقلين بسلام وأمان عبر هذه الطرقات، واتخاذ الإجراءات التنظيمية المناسبة لتسهيل الإجراءات الأمنية اللازمة في نقاط التفتيش والمداخل.

 

لا توجد أي تباينات أو خلافات بين مكونات وتشكيلات القوات المسلحة

ألا تعتقدون أن الوقت قد حان لتوحيد التشكيلات العسكرية والأمنية كضرورة لمواجهة ميليشيا الحوثي؟

 

توحيد التشكيلات العسكرية والتئامها تحت قيادة وسيطرة واحدة بالنسبة إلينا غاية، لكن، حتى لا نستعجل الأمر وتكون الأمور غير منظمة بالشكل المطلوب، هناك لجنة عسكرية وأمنية عليا مهمتها تدارس هذه الأمور وإعادة ترتيب وتنظيم هذه القوات لتكون خاضعة لقيادة واحدة هي قيادة وزارة الدفاع.

 

وقد قطعت اللجنة شوطًا لا بأس به في هذا الجانب، وكان من مخرجات ذلك تشكيل هيئة عمليات مشتركة وصدر قرار بتشكيلها بقيادة وعضوية ضباط أكْفاء من مختلف التشكيلات العسكرية تخضع لقيادة وزارة الدفاع وتعمل بانسجام وتناسق تام ولديها غرفة سيطرة لتنسيق جهود كافة المكونات.

 

ونحن بدورنا مستمرون في توفير التجهيزات اللازمة والانتقال بها إلى وضع أفضل، وهنا أيضًا نعوّل على قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة برئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الذي تنضوي تحت قيادته كافة التشكيلات العسكرية لتحقيق هذا الإنجاز الذي سيمثل رافعة لتحقيق النصر وتأمين سيادة البلد.

 

كما ننوه بأنه لا توجد أي تباينات أو خلافات بين مكونات وتشكيلات القوات المسلحة، بل على العكس، فالجميع يوجه سلاحه نحو الميليشيات الإرهابية باعتبارها خطرًا وجوديًّا على الجميع، ومنفذة لأجندة إيران التوسعية التي تدعمها بمختلف الأسلحة والصواريخ والمسيرات.

 

ومن يشاهد ما تقوم به في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي يدرك حجم الدعم الذي تقدمه إيران لهذه الميليشيا الإرهابية.

 

 ماذا عن التنسيقات الثنائية لزيادة الشراكات الأمنية في مكافحة التهريب، وكذا مكافحة الإرهاب وتنظيماته؟

 

حقيقة أوجه الشكر والتقدير لكافة التشكيلات العسكرية على ما تقوم به من مهام سواء الموجودة على سواحل الجمهورية اليمنية من حدود عمان وحتى باب المندب والساحل الغربي وميدي أو في جبهات القتال أيضًا من عبس إلى صعدة والجوف فمأرب فالبيضاء فشبوة ثم أبين ويافع والضالع وكرش وباب المندب وتعز وصولًا إلى الخوخة في الحديدة.

 

كل هذه المناطق تنتشر فيها مختلف المكونات ونفذت وتنفذ مهام مشتركة، والجميع يعرف مثلًا وصول هذه القوات إلى مدينة الحديدة بعملية مشتركة نفذتها عدة تشكيلات، وكذلك الحال في مناطق أخرى.

 

كما أن كل هذه التشكيلات تواجه أيضًا عناصر التنظيمات الإرهابية أينما وجدت هذه العناصر التي تتخادم وتتعاون مع ميليشيا الحوثي، وكان آخر تعاون مفضوح ما حدث في شبوة قبل أيام حيث كانت قوات مكافحة الإرهاب ودفاع شبوة تحاصر عناصر من التنظيمات الإرهابية، لنجد أن الميليشيات الحوثية تشن هجمات من اتجاهات أخرى لتخليص العناصر الإرهابية من الحصار المفروض عليها.

 

ما الذي قمتم به في ما يخص أوضاع الجرحى العسكريين، وترتيب أمور معالجتهم؟

 

الحقيقة أننا حريصون كل الحرص على علاج كافة جرحانا الميامين ونولِي هذا الملف جل اهتمامنا وجهودنا حتى نستطيع رعايتهم وأسرهم وأطفالهم وفاءً لتضحياتهم ودمائهم التي وهبوها للدفاع عن الوطن وحريته وكرامته، وبالتالي فهناك توجه لإنشاء هيئة طبية عليا تُعنى برعاية أسر الشهداء والجرحى والعمل جار في إعداد لوائحها ومهامها وأدوارها وقريبًا سيتم إصدار قرار بإنشائها.

 

كما إن هناك مخصصات ترصد لعلاج الجرحى، إلا أننا نواجه تحديات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تسببت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية، ولا نزال نبحث عن كل السبل والبدائل ومنها استنهاض مستشفياتنا ومراكزنا الطبية وتوفير احتياجاتها للارتقاء بمستوى الرعاية الطبية لهم.

 

ونحن نشعر بآلامهم وأوجاعهم ومهما قدمنا لهؤلاء الجرحى وأسر الشهداء فلن نَفيهم حقهم وسنبقى مقصرين أمام تضحياتهم وما قدموه في سبيل هذا الوطن، ولن ندخر جهدًا في توفير الرعاية اللازمة لهم.

 

ولا يفوتنا هنا أن نتقدم بالشكر والامتنان لأشقائنا في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين قدموا الكثير في هذا الملف، سواء بتقديم المستشفيات الميدانية والأدوات والمعدات الطبية، أو فتح مستشفياتهم لعلاج الكثير من جرحانا الأبطال طوال سنوات الحرب.