|
الزمن يدور يا صديقي وفي أفلاكه تدور الاشياء
ولذلك أجد فن الحياة بقدر ما تستطيع ، فسيأتي يوما لن يكون للزيف مكانا ، وستعري عدالتي الارض والسماء كل من يمارس مختلف اشكال الظلم والهضم والقهر .
هل هو إيمان جديد هذا .؟
لا أنا لدي إيمان أن الله لم يخلقنا عبثا ، وجزافا ، وأن الذين يمارسون اللعب والكيد بطرق علمية ويخلقوا أضرارا بالغة في الضعفاء لن ينجو بفعلتهم ، ستلفظهم قوانين الارض والسماء.وسيعيرهم نضج الناس ووعيهم .
هل تتحدث عن نفسك هنا .؟
لا ليس عني فقط ، وإن كنت لا زلت بائسا ، انا اتحدث عن بشر أحالهم المستغلين الى أجساد تصارع بؤسها على أرصفة الشوارع ، ثمة امراة عجوز وابنها هنا على قارعة الرصيف مستلقيين لم يعرهم أحدا ادنى التفاته ، بؤساء لا مأوى ولا حياة انسانية ، أنظر كيف يستغل الانسان اخيه الانسان ويلقيه على قارعة التشرد بلا أدنى إحساس ولا رادع ضمير ، كيف تقول لي لا أؤمن فإذ لم نؤمن أن ثمة عدالة ستأتي كيف سنحيا.؟
ناضلوا كي تغيروا لا تنتظروا تدخل السماء ؟
بالتأكيد نحن لا ننتظر معجزة ، ولا نركن الى يد تأتي من خلف استار الغيب أو المجهول ، أنا لدي إيمان ان الله وضع عدالة في قوانين الارض التي تمتلأ بالمتناقضات والتي تدفع نحو فعل التغيير ، وهنا تكون المعرفة علمية وليست غيبية .
الظلم هنا أشكال وألوان ، كبير يتنامى بصمت ، ويكبر بقلق ، وسيعصف بالباذخين والراضين عنه ، صدقني لدي يقين بذلك ، إنه لن يدع من يمتهن الانسان هكذا بمنأى عن ان ينال جزاءه العادل.
ما الذي دهانا يا صديقي ؟ المأساة في هذا الوطن تكبر وتكبر معها احتمالات الثورة ، والثورة لهب لا يرحم ونار لا تهدأ ، لماذا قبل من يسوس البلاد بالظلم ورضي بالاحتكام الى قانون القوة وتيهها ، كيف عميت العقول وغارت في دوامة اوهام الديمومة بانفراد ، واحتكر الحياة ببذخ أحال الغالبية إلى جوعى ومتسولين ومظلومين ، نحن نتألم يا صديقي ألمنا كل يوم يكبر ، وفي نفس الوقت تمارس ضدنا كأقلام مختلف صنوف الارهاب ، إرهاب في تفكيرنا ، إرهاب في لقمة عيشنا ، وكبت لغرائزنا عن ان نتنفسها بشكل طبيعي ، والاشكالة أن انزياحاتنا تتعاضد مع الظلم لتنسج أحاجي الظلم..!!
كيف يمكن أن تستمروا ..؟
نحن نستمر على أمل أن يثمر الظلم أسباب زواله وهو يوشك على أن يفعل ذلك ، إن الظلم يحصد ذاته بذاته ، ومع المدى سيجد أنه قد بدأ يفقد قدرته على أن يستمر في قهره وظلمه.
هذا حديث مرارة ، مرارة تعتلج في الحلق وتوخز الضمير أنا أحس بي فكيف لا أحس بغيري ؟
الناس هنا في عاصمة الوطن على الارصفة ، الحياة غدت غير ممكنة هنا ، وهنا يصنع الجلاد سياط جلده بيديه وما جنته في حق الناس، البلاد تميد بها عواصف ومحن ، وكل هذا لأنه لم يستوعب حق الناس في الحياة والشراكة الوطنية في خير الارض وما تحويه ، راح يسيج ذاته بالامن والرصاص وأجهزة استخبارات تتبارى في إلجام الكلمة وإخراس حنجرتها ، ومحاكم وقوانين تحمي قوته وجبروته ، قوة تحمي ذاتها بقوة أخرى ، لكن ثق أن ما تنتجه ممارساته ستجعله أوهى من خيوط العنكبوت..!!
ستزول القوة ، وسيزول الارهاب ، لأن منطق الحياة وقوانين التطور تفعل فعلها وغدا سترى كيف أن الظلم لن يدوم وهو زائل
في السبت 08 مايو 2010 06:52:26 ص