عشرة، تسعة، ثمانية
بقلم/ ابتهال حسين الضلعي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 10 أيام
الثلاثاء 22 مارس - آذار 2011 08:02 م

الكل يترقب لما سيحدث في الأيام القلية القادمة، مسبحة وإنفرطت، تخبط وواضح على رئيس الحمهورية، إنشقاق رهيب وحدث في المؤسسة العسكرية ضربة موجعة قصمت ظهر الرئيس وحدثت بإنضمام علي محسن الأحمر للثورة السلمية وتأييده لها وما تبعه من إنضمام لعدد كبير من الألوية والسياسين والدبلوماسين لهذه الثورة الشبابية بإمتياز، إذاً ماذا بعد؟؟؟؟

هل ما زال زمن المبادرات موجوداً أم أنه قد ولى وبات مرفوضاً رفضاً تاماً من قبل كل المنتمين لهذه الثورة التي أجمل ما يمكن أن توصف به بأنها ثورة تصحيحية لثورة ال 26 من سبتمبر؟ هذه الثورة البيضاء، ثورة الوعي وثورة الوحدة... نعم الوحدة التي توحدت فيها المشاعر والمطالب الأساسية منها "على الأقل" المتمثلة برحيل هذا النظام ومحاكمة رموزه. بالطبع زمن المبادرات قد ولى فهناك 52 روحاً ومن قبلها عشرات الأرواح تحلق فوق رؤوس هؤلاء الأبطال في الساحة تحلفهم وتذكرهم بالدماء الزكية التي قدموها قرباناً لروح هذا الوطن المهترئه من كثرة ما قد فعل بها هذا النظام على مدار 33 عاماً من فساد ومحسوبية وظلم ونزاعات وإحتقانات ونهب وسلب... نعتذر لك يا أيتها الروح العظيمة يا روح هذا الوطن...تخلينا عنك كثيراً، حملناك فوق طاقتك، أدرنا ظهورنا لك ونحن نبكي الحال ليل نهار لكن ليس عيباً أن نغفل أو أن نرضى بقرف هذا النظام لكل هذه السنون، لكن العيب والكارثة أن نتراجع بعد أن بزغ الأمل في عيون أطفالنا وسواعد شبابنا وحناجر بناتنا في ساحات اليمن المختلفة، ساحات الحياة كما أحب أن أسميها لأنها بالفعل حياة أخرى، بعث بعد موت وكرامة بعد هوان وإذلال... حياة يتنفس فيها الناس جميعاً معاني الحرية والديمقراطية الحقيقة لا الضحك على الذقون التي تعود عليها وطننا وزمرت لها وسائلنا الإعلامية البائسة هي الأخرى.

كنت ذكرت في مقالي السابق "السعودية" واليوم ها هو يتجلى لنا أهمية دورها كبلد شقيق كبير مهم له تأثيره على صناعة القرار في اليمن منذ إستلام صالح الحكم وحتى لحظة شارف فيها على الإنتهاء. هي التي ستقدر الأمور وتعينه بالقرارالازم، لهذا هرع إليها ليستنجد أو ليستمع لقرارها ويطبقه وإن كان على رقبته فالسعودية لن تتخذ قرار إلا وفيه ما يتناسب مع وضعها وموقعها وسياستها ومصلحتها القومية والأمنية والإقتصادية و إن قد يكون قراراً مفاجئاً لفخامته بأن يرحل لأن معطيات الوضع الحالي تحتم إنقاذ الموقف وإن كان على حساب علاقات وطيدة إتسمت بها فترة حكمه مع الجارة الكبرى.

الأخ الرئيس، اللحظات إقتربت فالشعب بات أكثر وعياً وحرصاُ على دماء الشهداء التي تأسفت لسقوطها وكأنها "قارورة شملان وإستكبت" لم يعد يخشى التهديد بالحرب الأهلية، وأضحكته تعليقاتك الأخيرة (مغبة الإنقلاب العسكري) والجيش وأصبح أكثر إلتصاقاً بنا منك، أبناءك يختلفون بينهم البين ووزراء حكومتك ودبلوماسيوا الوطن تخلوا عنك واحداُ تلو الأخر...يحزنني وضعك ويسعدني تحقق قناعتي بأن الله عز وجل لا يكتفي بالعدالة السماوية والحساب يوم الحساب فقط، بل أن هناك عدالة على وجه الأرض يجبر بها الرب خاطر المظلومين في حياتهم الدنيا وبإذن الله ستتحقق.

الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، كلمة "سيدي الرئيس" إستثقلها لساني بعد أن رأيت عيوناً مفقعه ورقاباً وصدوراً مخترقه برصاص هستيريا ما قبل السقوط يوم الجمعة الماضي، أقول لك أن لديك خيارين لا ثالث لهما: أن ترحل وتضع ولو لمرة واحدة وبصدق مصلحة هذا الوطن فوق إعتباراتك الأخرى أو أن تبقى لأيام هي قليلة بلا شك لن تغنيك ولن تسمنك من جوع غير أنها ستزيد صفحتك في التاريخ سواداً وتزيد الوضع سوءً وشباب التغيير إصراراً. خيارُ أول يكسب فيه وطن بأكمله وخيار ثاني تخسر فيه عمراً برمته.

همسة:

إلى كل من يقلق من إنضمام فلان أو علان للثورة أقول: دعوها ثورة تسامح، وأما المتلونون فمصير الثورة أن تفرزهم، أولئك اللذين نهبوا البلاد والعباد ويحاولون النفاذ بجلودهم الآن ستطالهم العدالة السماوية على هذه الأرض الطيبة عاجلاً أم أجلاً.

أما الأشراف اللذين إنتموا لثورتنا وإنضموا لها مؤيدين رافعين رؤوسهم فنقول: حيا بكم حيا بكم فصفحاتكم البيضاء تزيدنا شرعيةُ وألقاً وقوةً. والدي العزيز لك كل التقدير والحب.