آخر الاخبار

هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية

واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة !!
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 23 يوماً
الثلاثاء 11 مايو 2010 06:02 م

ما يحدث في بلادنا ليس مشكلة محددة يمكن أن نشير إليها فنقول : هنا تكمن المشكلة ، بل هي مشكلات في صورة فتن حذرنا منها القرآن فقال : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)" الأنفال..

إنها الفتن التي تجعل الحليم حيران وتجعل الرجل يمر بقبر الرجل فيقول يا ليتني كنت مكانه ... فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ‏ ‏ويمسي كافرا ‏ ‏ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع أقوامٌ دينهم ‏ ‏بعرضٍ ‏ ‏من الدنيا.

وأوضح الأمثلة على هذه الفتن توالي الجرعات وتخلي الحكومة عن مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطن ، وفشلها في إدارة البلد سياسياً واقتصادياً ، واستمرار تدهور سعر صرف العملة الوطنية ، والخلاف الدائر بين الحاكم والمعارضة الذي أدى إلى تأجيل الانتخابات عامين كاملين ، واستمرار هذا الخلاف الذي سيقود حسب ماهو مؤكد إلى تأجيل ثانٍ .

وهذا التأجيل المتكرر هو الذي سيقود البلد إلى فراغٍ دستوري فتكون بذلك "أم الفتن" ، لأن الدول الديمقراطية الحقة عندما تفشل حكوماتها وتختلف النخب السياسية فيها يدعون إلى انتخابات مبكرة يحتكمون فيها إلى الصندوق فيحسم الخلاف ، إلا في بلداننا العربية وعلى رأسها بلادنا التي تدعي الديمقراطية والديمقراطية منها براء يحدث العكس عندما تفشل الأنظمة ويختلف فرقاء السياسة يلجئون إلى التأجيل تلو التأجيل ترحيلاً للمشكلات حتى تكبر وتتضخم ويصعب حلها عندئذ تكون "أم الفتن" .

نعم : إنها أم الفتن .. وصدق الله : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ..

أم الفتن التي جعلت مناضلاً وطنياً غيوراً بحجم المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يقول وهو يتحدث عن مستقبل الوطن : إنه يسير إلى نفق مظلم .

والأشد فتنة من أم الفتن هو سلبية الشعب نحو التغيير ، وقبوله بالأمر الواقع ، وبخله بتقديم التضحيات التي بها يتحقق التغيير ، حيث فقد الشعب اليمني انتماءه تماما لأنه لم يشعر إطلاقا بأن له دور في شئون البلد ، في الوقت الذي تتحكم بقوته وأرزاقه قوي خارجية على رأسها البنك الدولي ومن وراءه من المانحين ، بالإضافة إلى القوى الداخلية من المنتفعين بفساد النظام الحالي الذين جمعوا بين السلطة والتعتيم والتضليل علي كل ما يجري في اليمن .

وإذا ما ضل الشعب سلبياً صامتاً فإن المصيبة ستعم الجميع ولن يفلت من بين أنيابها أحد ، وحينها سيدفع الشعب ثمناً باهظاً جداً عوضاً عن التضحيات البسيطة التي كان يمكن أن يبذلها في سبيل التغيير .

يقول صاحب الظلال – رحمه الله- : "إن إرادة الله قد جعلت للحياة البشرية نواميس لا تتخلف ، وسنناً لا تتبدل ، وحين توجد الأسباب تتبعها النتائج فتنفذ إرادة الله وتحق كلمته" .

ويكشف الشهيد عن العلاقة المباشرة بين مصارع الأمم وفشو الفساد فيها ، وفاقاً لسنة الله وذلك أنه إذا قدر الله الهلاك لقرية جعل إفساد المترفين فيها سبباً لهلاكها وتدميرها .كذلك تمضي سنة الله في إهلاك القرى وأخذ أهلها في الدنيا ، مرتبطة بذلك الناموس الكوني الذي يصرف الليل والنهار :{ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً } .

والمترفون في كل أمة هم طبقة الكبراء الناعمين الذين ينعمون بالدعة وبالراحة وبالسيادة ، حتى تترهل نفوسهم وتأسن ، وترتع في الفسق والمجانة ، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فساداً ، ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها ، وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها . ومن ثم تتحلل الأمة وتسترخي، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها وأسباب بقائها، فتهلك وتطوى صفحتها. فإذا قدر الله لقرية أنها هالكة لأنها أخذت بأسباب الهلاك ، فكثر فيها المترفون ، فلم تدافعهم ولم تضرب على أيديهم ، سلط الله هؤلاء المترفين ففسقوا فيها ، فعم فيها الفسق ، فتحللت وترهلت ، فحقت عليها سنة الله ، وأصابها الدمار والهلاك ، وهنا تبرز تبعة الجماعة في ترك النظم الفاسدة تنشئ آثارها التي لا مفر منها . وعدم الضرب على أيدي المترفين فيها كي لا يفسقوا فيها فيحق عليها القول فيدمرها تدميراً " .