آخر الاخبار

عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة

هل أعتذر لابني ؟
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و 16 يوماً
السبت 08 أغسطس-آب 2009 05:15 م

أثناء تقديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجال

لاحظت رجلاً قد تغيروجهه ، ونزلت دمعة من عينه على خده

وكنت وقتها أتحدث عن إحدى مهارات التعامل مع الأبناء

وكيفية استيعابهم

وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني على انفراد

 قائلاً : هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟

قلت له : لا والله ! فقال : إن لي ابنا عمره سبعة عشر سنة

: وقد هجرته منذ خمس سنوات لأنه

لا يسمع كلامي -

ويخرج مع صحبة سيئة -

ويدخن السجائر -

 وأخلاقه فاسدة -

 كما أنه لايصلي -

ولا يحترم أمه -

فقاطعته ومنعت عنه المصروف

وبنيت له غرفة خاصة على السطح

ولكنه لم يرتدع ، ولا أعرف ماذا أعمل

ولكن كلامك عن الحوار

وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي

فماذا تنصحني ؟

هل أستمر بالمقاطعة , أم أعيد العلاقة ؟

وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل ؟

قلت له : عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد

 وإن ماعمله ابنك خطأ

ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً

 أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ

وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه

ومستقيما ًفي سلوكه

فرد على الرجل قائلاً : أنا أبوه أعتذر منه ؟

نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه

قلت : يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً

وإنما على المخطئ أن يعتذر

 فلم يعجبه كلامي

وتابعنا الدورة وانتهى اليوم الأول

وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً فرحاً

ففرحت لفرحه ، وقلت له : ما الخبر؟

قال : طرقت على ابني الباب في العاشرة ليلاً

: وعندما فتح الباب قلت له 

يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات

 فلم يصدق ابني ما قلت ورمى برأسه على صدري

وظل يبكي فبكيت معه

 ثم قال : يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل

فإني لن أعصيك أبداً 

وكان خبراً مفرحاً لكل من حضر الدورة

نعم إن الخطأ لايعرف كبيراً ولا صغيراً

 إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه ثم اعتذر منهم

 فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ

وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر

 هذا ما كنت أقوله في أحد المجالس في مدينة بوسطن بأمريكا

وكان بالمجلس أحد الأصدقاء الأحباء

 فحكى لي تعليقاً على ما ذكرت قصة حصلت بينه وبين أحد أبنائه

عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك

 فوقع الكتاب خطأ على وجه الطفل وجرحه جرحا ًبسيطاً

 فقام واحتضن ابنه واعتذر منه أكثر من مرة

حتى شعر أن ابنه سعد باعتذاره هذا

فلما ذهب به إلى غرفة الطوارئ في المستشفى لعلاجه

وكان كل من يقوم بعلاجه يسأله كيف حصل لك هذا الجرح ؟

يقول : كنت ألعب مع شخص بالكتاب فجرحني

ولم يذكر أن أباه هو الذي سبب له الجرح

: ثم قال معلقاً

أعتقد أن سبب عدم ذكري لأنني اعتذرت منه

 

وحدثني صديق آخرعزيز علي وهو دكتوربالتربية

بأنه فقد أعصابه مرة مع أحد أبنائه وشتمه واستهزأ به

ثم اعتذر منه فعادت العلاقة أحسن مما كانت عليه

 في أقل من ساعة 

فالاعتراف بالخطأ والاعتذارلا يعرف صغيراً أو كبيراً

 أو يفرق بين أب وابن

 

أ. جاسم المطوع *