آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

إن غيبني الموت..
بقلم/ حميد شحره
نشر منذ: 18 سنة و 3 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2006 06:03 ص

"هاهي ذي رؤياي، أقصصها على صاحبي وأعدائي، فيفسرونها بالموت، فهل كانت الحياة في يوم من الأيام لنا؟!!

إذ أرى نفسي عجوزا في إهاب غض، أجرجر الخُطى في صحراء قاحلة، مترامية الأطراف، تتشقق تحت قدمي العاثرتين فتتناثر خطواتي في غير اتجاه، لا السماء سماء ولا الشمس المحترقة... شمس كالشمس.. والريح التي لا تحرك شيئاً.. ساكنة ليس منها إلا الرائحة الخانقة.."

أركض في الصحراء الموحشة ولا أركض، اصرخ:" يا أبتي... من يتحمل وزر الآخر.. هل أتحمله عنك وأنا متشطر، محني القامة؟ أم تتحمل عني وزري، وأنت بعجزي محني الجبهة."

فكأني لا أصرخ...

عبثاً أتسمع صوتي، وصداه يبلعه الصمت، أنتزع قدمي، أتعثر في ركضي، متلاحقة أنفاسي، لا أشعر أني أركض، لا أشعر أني أسمع، هذا الكابوس يثقل قلبي المطفأ كعين أطفأها الموت... هل أطفأني الموت...؟

"لست سوى لحظة تائهة أغفلها تاريخ الملوك والسراة ضيعها الآباء والأجداد، فاستعصت على الاندثار، وتاهت في فضاء لا يحد، تشهد احتضار السلالات فهل تشهد يوماً... مصرعها؟!!"

أجثو.. تومض في أعمالي ومضة، تعبرني كشهاب مشتعل، أسأل نفسي وماذا يتبقى بعدُ، ماذا يتبقى بعد..؟

أتلفت حولي، لا شيء يتحرك غيري حتى ظلي اضمحل في شقوق الصحراء الفاغرة كجراح الشهداء في حروب داحس والغبراء..

أرفع رأسي، أجد السماء، معتمة والشمس المحترقة كرغيف لم ترحمه النار، توشك ان تنفرج عن نافذة كثقب الإبرة، تدخل منه ألف قافلة يحدو حاديها بأناشيد تشبه صوت النسيان..

هل هذا ركبٌ يقصدني، أم عرضٌ أول لفلم بالأبيض والأسود، ماتت كل عناصره حتى الألوان.

هل يعقل أن يحدث هذا، يا هذا الكرب؟

تقترب قافلة مني تنطق حرفاً، قافلة أخرى، ثالثة حتى الخمسين تنطق حرفاً حرفاً... لا أفهم إلا أن الصوت غدا كأنين الناي.. يقول: " لم يتبقى شيء.." "لم يتبقى شيء..".

-حتى اللحظة التائهة... مهما أتعبها الدوران فلها قرار...

أتنسم عرق أبي يعبق في الأرجاء.. يأخذني حنيني لأبي في الأحضان... أتهادى في قلب أبي، يغمرني التحنان...

ألمح من ثقب الإبرة، غيمة جاءت تتهادى، قلتُ أبوح بسري لهذي الغيمة.ـ أنا لا أدري، هل كان قدري أن انطق وقت الصمت وأصمت وقت النطق: إني أيتها الغيمة أستفتح باباً إن أوصد دوني أوجعني القلب، وإن يُفتح لي يتشظى القلب.. فماذا أفعل.. هل أقرع هذا الباب... أم...

همست في أذني الغيمة همساً كوشوشة المطر في ربيع لن يأتي قط:" فات الأوان أيهذا التائه، سابقت نفسك ومضى ما كان، فعلى جبينك مكتوب هذا.. أفلا صلبت رغائبك على جبين أبيك؟

-كلا.. فجبين أبي منحيّ بالصمت ، لم ينبس وقت النطق، لأن سيفه من خشب منخور.. ليتني لم أرث هذا السيف يا أبتي.

وأمد يدي، أتشبث بالغيمة، استنهض نفسي، فتتناثر بين يدي، شعراً أبيض، هل رأسي هي هذه الغيمة اشتعلت بالشيب، أم شابت الغيمة من سري؟!

ما أسرع ما عجلتُ بثقب الابرة فضاق وتلاشى قدامي وأنا أرقبه، حتى الصرخة لم أصرخ كان الأمر قد أمن به حتى ألجمني الصمت..

أركض ولا أركض:" هذا التيه، من يصنعه في أحلامك يا سابق عمره... يا من تستفتح أبواب الأوجاع بيديك ورجليك، ثم تبكي لمرأى جبهة محنية، أو ذكرى جبهة كانت محنية..".

إني أتصلب في هذه اللحظة، تتشقق الصحراء من تحتي، تصبح فِرْقاً فِرْقاً، يتسع الطودُ، يفتح شدقيه كالبحر في زمن موسى، يبتلعنَي فأهوي.. أهوي.. أهوي .. ربما كنت عصا موسى.. وربما كنت مجرد لحظة تائهة، شهدت مصرعها.. في صحراء كالبحر..".

"حين يوقظني إرهاقي.. وإجهادي.. أكون ما زلت أهوي حتى الآن...".

هذي رؤياي أقصصها على صحبي وأعدائي فيفسرونها بالموت.. فهل تملك أنت تفسيراً آخر يا هذا المحجوب يا مستوراً بألف ستار، كسر من أسرار الكون، أجهله ولا يجهلني هل تملك تفسيراً غير الموت.

إن كان ولا بد الموت، فأنا أتقبله، لإني لا أرهبه، لكني أتألم على صحبي وأعدائي، من ذا يحبهم كما أحبهم إن غيبني الموت، من يحب كمن أحبُ.. إن غيبني الموت في عالمه الأجمل.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
كاتب صحفي/ خالد سلمان
بوابة إجبارية للإنتصار
كاتب صحفي/ خالد سلمان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
سيف الحاضري
السودان ومعركة الوعي: انتصارات الجيش السوداني وانهيار إمبراطورية الوهم
سيف الحاضري
كتابات
اليمن بين عصرين الاحابيش والدحابيش
عبد الله علي
قراءة في العلاقات اليمنية الأميركية
كاتب/مهدي الهجرإلى أجندة المشترك في المرحلة القادمة
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/رداد السلاميأمة تقتل مبدعيها
كاتب/رداد السلامي
د.رياض الغيلينظام يستخف بسيادته الوطنية
د.رياض الغيلي
مأرب برس والتميز الملحوظ
مشاهدة المزيد