قعطبة.. فوضى تتسيد واقعا مريرا
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر
الأحد 10 مارس - آذار 2013 08:20 م

في سياق تحري "مأرب برس" عن مشاكل مديريات ومناطق المحافظات اليمنية المختلفة، تتبع الصحيفة هذه المرة حال مديرية "قعطبة"بمحافظة الضالع, وهو حال المسئول قبل المواطن العادي.

وكغيرها من المديريات، تعاني "قعطبة" من تدني مستوى المعيشة بمختلف مجالاتها، ويرجعه أبناؤها إلى أن آلة الفساد هي ذاتها لا تزال تعمل منذ قبل الثورة وحتى الآن.

وتدب الفوضى العارمة في هذه المديرية التي يجب أن يلتفت إليها المسئولون في محافظة الضالع وحكومة الوفاق أيضاً، غير أن كثيرا من أبنائها يشكون الإهمال المتعمد للمحافظة ولأسباب لا علم لهم بها. يقولون في استطلاع لـ"مأرب برس": إنها ورغم قيام الثورة الشبابية السلمية التي يجب أن تنهي مظاهر الفساد والإهمال المتعمد في حق المنطقة وأبنائها، إلا أن الحال يبدو كما هو عليه، وإنما تزايدت مظاهر الفساد السياسي من محاصصات وغياب للقانون فضلاً عن تزايد رداءة الخدمات.

مدينة مهملة مبعثرة قمامة ومجارٍ تزكم الأنوف وعذاب خدمي يجلد سكانها كل يوم، تجد المكاتب خاوية ومعطلة فالتربية كهف الفساد ونادٍ للجهل ومثلها الصحة تغيب الرقابة ويستشري غول الفساد.

ويتحدث مواطنون عن الجانب الأمني المنفلت بحرقة، ويقولون: الجانب الأمني لم يتغير أبداً نحو الأحسن، ذلك أن الانتهاكات تحت اسم القانون المغيب أصلا ما تزال مستمرة.

ويؤكد مواطنون في استطلاع لـ"مأرب برس" أنهم يشعرون بنوع من الهلع والخوف ولاسيما مع تواصل حوادث دامية تحدث إثر خلافات شخصية، مشيرين إلى أن هناك صراعا ما زال يتصاعد حول مشروع مياه المدينة.

التربية الجسم المريض

حال التربية والتعليم بقعطبة لا يختلف عن حال التربية بمحافظات الجمهورية فهي تعيش فسادا متوغلا وتسيّبا ولا مبالاة، فمدارس تديرها الغوغائية وإدارات متعاقبة لم تأتِ بحلول بل وجدت لتساوم في مشاريع ذات أهداف خاصة.

وتشكو مدارس "قعطبة" من عجز مخيف بأعداد المدرسين والتربويين. وتتلاحق شكاوى الطلاب من هذه الجزئية بالذات حيث يؤكدون لـ"مأرب برس" أن مدارسهم بحاجة لمعلمين أكفاء وتربويين قادرين على بناء الأجيال.

ويرى مراقبون أنه ورغم هذا العجز في أعداد المدرسين بقعطبة، فإن المئات من المفرغين تحت مسمى الموجهين الإداريين ويعملون بمهن أخرى أما مقوتين أو تجار فيما التربية لم تؤدِّ واجبها بالرفع بهؤلاء وعودة الحياة للتعليم.. تلك المؤسسة المهمة فقد انحرفت عن مسارها ويتجه الطلاب إلى الجهل، في جانب الاهتمام بالمرافق لا توجد حتى ومضة بسيطة من الادارة.. انه خلل فاضح، وأضحت فعلا الجسم المريض بالمديرية.

الصحة اسم بلا جسم

وفي سياق المعاناة التي يعيشها أبناء قعطبة، لم يكن الجانب الصحي مغيباً أبداً عن أوجه المعاناة، ذلك أن الكثير يتحدثون عن أن ملائكة الرحمة تحول بعضهم إلى تجار في القطاع الخاص تاركين المشافي والوحدات الصحية تشكو غياب وفساد القائمين عليها.

ويقول مختصون في الجانب الصحي بقعطبة إن القطاع الصحي يعاني من تدهور مخيف قد يؤثر على صحة الأجيال الحالية والقادمة. ويرجعون أسباب التدهور إلى غياب التخطيط والرقابة ما يجعل "المواطن يدفع ثمن السكوت أمام تزايد معاناة قطاع الصحة" - حد قولهم.

الأمن والدور المفقود

ويواصل مواطنون الشكوى ويقولون: هناك تقييد للحريات وهناك متاجرة بقضايا الناس من قبل بعض أفراد الأمن. ويستطردون قصصا تتحدث عن أن هناك معاناة حقيقية ولاسيما إذا ما طلب أحدهم أفراد الأمن فإن تحركهم يكون بطيئا وقد يكون مدفوعا. وينتقد نشطاء إدارة أمن قعطبة الجديدة، ويقولون: إن المدير منع النشطاء الحقوقيين من زيارة السجن بعد سماعهم بأن إدارته تبتز السجناء باطلاع إدارة أمن قعطبة.

الصندوق أفضل من البريد

ويرى العديد من المستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية بالمناطق الريفية بالمديرية أن الصندوق الذي كان يقوم بالصرف كان يشكل حالا بالنسبة لهم من الذهاب للبريد الذي يحتاج للنفقات وذهاب وإياب وزحمة في الصرف. و"يذهب كثير من المبلغ فهم يطالبون بإعادة الصرف عن طريق الصندوق الذي يوفر عليهم عناء السفر" حد قولهم. 

القمامة والمجاري.. تعايش مستمر

ورصدت عدسة "مأرب برس" مجارٍ طافحة وسط مدينة "قعطبة" في الطريق المؤدي إلى المحكمة.. يقول مواطنون إنها مشاهد مقززة تتزايد بشكل يومي. ويعتقد مواطنون أن مسئولي المنطقة القائمين يشاهدون تلك الصور الفوضوية والعبثية لكنهم لا يحركون ساكناً أمام مطالبات الناس بالبحث عن حلول.. "لأن ضمائرهم ماتت" حد قوله.

مناطق لم تصلها الخدمات

وأنت تتبع حال بقية مناطق المدينة ستجد أن العديد من المناطق لا تزال تعيش العصور البدائية بحيث لم تصلها الكهرباء ومنها بيت الشوكي والشرنمة السفلى وقرى أخرى تسامر الفانوس وتغرق بالظلام بالرغم من أن هناك مناطق قريبة وصلتها خيرات الوطن لكنهم حد قول أبنائها يتعذبون.

وعن الطرق هناك طريق الفاخر –عزاب - بيت الشوكي لا تزال متعثرة ومتقطعة ولم يبدأ العمل لاستكمال ما تبقى منها ولا يزال المواطنون يطالبون القيادة الجديدة بسرعة انجازها.