|
تجتهد كثيرا مطابخُ تعطيلِ العقول وتسميمِ القلوب , بالترويج لوجبتهم المفضلة بين الناس , في الشمال والجنوب , والبيوت والطرقات , والمجالس والجامعات , وفي كل مكان وكل مناسبة . وجبة يجب أن تؤكلَ كاملة حتى يُصَابَ الناسُ بالتخمة . وجبة مادتها تجمع الإصلاح اليمني . وتتكون من طبقين : 1 ـ سقوطه شعبيا . 2 ـ نهايته تنظيميا .
. والواقع أن تلك طبخة وجدت لها موقعا في بطون البعض , لتخفف عنهم ما يعتمل في نفوسهم وما تخفيه صدورُهم من بغضاء تجاه ( الإصلاح ) . ويبذلون جهدَهم الإعلامي لإثبات جودة هذه الطبخة وصحتها . والواقع أن الطباخة لم يقتنعوا بمصداقيتها وجدواها ! , ويدركون جيدا سماجتَها , وهشاشةَ مكوناتِها . فكيف سيقنعون الناس بها ؟ .
إنهم يعلمون علمَ اليقين أن الإصلاحَ نبراسٌ لن يحجب نورَه دخانُ مطابخِهم , وذهبٌ لن تذيبَ جزيئاته نارُ طبيخِهم . وإنهم في باطنِ عقولهم متأكدون أن الإصلاحَ هو الكيانُ الأفضل على الساحة لما يتمتع به من انضباط متزن , وسير متناسق , وفهم شامل , وفكر معتدل , وأهداف واقعية . ويدركون كم استطاع الإصلاحُ ـ بفضل الله ـ في مسيرته المباركة , أن يتجاوزَ المحنَ والصعابَ والنكباتِ , التي توضع في طريقه , من جهات تحارب منهاجَه ووسائلَه بشتى الوسائل المتاحة لها , وهذه المكائد والمعوقات قد تعرقل مساره وتحد من نشاطه , ولكنها مطلقا لا تنهي حركته الدائمة نحو الهدف ولو ببطء وتمهل . وقد أدرك ذلك كثير من الناس , وتجلى أمامهم صدقُ النقاء , وزيفُ الإدعاء .
ومن فضل الله , أن جعل عملنا وولاءنا , مبنيا على المنهاج المستقيم , وراسخا على المنهج المستبين , وقائما على الشريعة الشاملة . ولم يكن على أشخاص وشخصيات , ولا على مصالح وعلاقات , ولا على هوى وعصبيات .
ولذا مهما فسد الأشخاصُ , فلن يفسدَ عملُنا , لأنه لا يتعلق بأشخاص مهما كان تأثيرهم فينا .
ومهما سقطت الشخصيات فلن يسقطَ ولاؤنا , لأنه لا يرتبط بشخصيات مهما علا شأنها ومقامها .
ومهما تضاربت المصالحُ فلن تتضاربَ أهدافُنا , لأنها لا تنطلق من مصالح خاصة مهما كان حجمها .
ومهما اضطربت العلاقاتُ فلن تضطربَ أخوتُنا , لأنها لا تتأثر بالعلاقات مهما تعمقت فينا أواصرُها .
ومهما انحرف الهوى فلن تنحرفَ رسالتنا , لأنها لا تتبع الهوى مهما أنتشر ضلالُه في أوساطنا .
ومهما حادت العصبياتُ فلن تحيدَ أخلاقُنا , لأنها لا تتلوث بالعصبيات مهما تفشى سمُها في قلوبنا .
كم راياتٍ سقطت , ونظريات اندثرت , ومكونات تلاشت , وعصبيات طأطأت , وجماعات تفرقت .
ونحن ـ بمعية الله ـ ما زادتنا الشدائد إلا قوة وإيمانا , لا تفتتا وخسرانا , مخلصون بعملنا , شامخون بولائنا , فخورون بأهدافنا , متراصون بأخوتنا , عصيون برسالتنا , صادقون بأخلاقنا , واثقون بمنهجنا , صادعون بالحق " الله غايتنا , والرسول قدوتنا , والقرآن دستورنا " . وسنظل هكذا , كل ما شمس غربت , وكل ما فجر لاح .
دمت بكل خير وفلاح .. يا أيُها ( الإصلاح ) .
في السبت 26 أغسطس-آب 2017 09:38:09 ص