آخر الاخبار

أردوغان يحذر إسرائيل من عواقب اجتياح لبنان.. ويخاطبها سوف يتم إيقافها عاجلا أم آجلا عقوبات أمريكية جديدة تستهدف فرد وأربع شركات تورطت في شراء أسلحة وتهريب أموال لمليشيات الحوثي سفارة اليمن ببيروت تكشف عن تعذر تسيير رحلات جوية وتحدد بدائل برية حركات الكفاح:الجيش السوداني يحقق انتصارا ساحقا على قوات الدعم السريع في واحدة من أكبر المعارك رئيس هيئة الأركان العامة ومعه قادة المناطق العسكرية 7 وعدد من مدراء الدوائر يبحثون مع قائد القوات المشتركة عدد من الملفات العسكرية رئيس الوزراء يقدم لقيادة قوات التحالف رؤية الحكومة لتطوير أداء المؤسسة العسكرية والأمنية سيناريوهات دخول الحوثيين على خط المواجهة تحذيرات من مجاعة وشيكة في اليمن السعودية تحذر من انخفاض سعر برميل النفط الواحد الى 50 دولاراً بينما العالم يخشى حرباً عالمية ثالثة.. عيدروس الزبيدي يغرد خارج السرب متحدثاً عن خيارات مفتوحة لإعلان الإنفصال وأن صبره ليس ضعفاً

كورونا فيروس مراوغ لعين لكن لاتخافوا
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 4 سنوات و 6 أشهر و 4 أيام
الأحد 29 مارس - آذار 2020 06:14 م
 

كطبيب يتعامل مع حالات كورونا: هذا الفيروس مراوغ لعِين.. لكن لا تخافوا من الأرقام

أولاً، ورغم كل ما يجري أنا رجل متفائل.

ثانياً، أود أن أقصّ عليكم هذه الحكاية من الجبهة الأمامية للجيش. بالأمس، ليلاً، استقبلنا مريضاً مصاباً بفيروس كورونا. شاب في الخمسينات من العمر. والأعراض هي التهاب رئوي، بقع بيضاء في الرئتين، حرارة مرتفعة، وأعراض أخرى. في الصباح انهارت كل وظائف الرئة بطريقة درامية، وضعناه على التنفس الاصطناعي، أدرنا عجلات الجهاز إلى الدرجات القصوى حسب الوصايا الأوروبية الأحدث. بدا تحسّن طفيف في وظيفة الرئة، لكن انهارت الدورة الدموية رغم الأدوية الداعمة لدورة الدم، ومعها استنفدنا قدرتنا كلياً.

تبقت لدينا خطوة تصعيدية واحدة، ألا وهي وضع المريض على رئة اصطناعية (ECMO). هذه التقنية المعقدة متوافرة في المشافي الكبيرة فقط في ألمانيا، وبشكل أقل في باقي أوروبا، وتكاد لا توجد في دول العالم الثالث إلا لماماً.

تخيلوا أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك ٢١٤ جهازاً فقط.

قد يأخذ المرض هذا الشكل الدرامي خلال ساعات، وإذا لم تكن تملك هذه الإمكانات الحديثة فإنك ستفقد المرضى.

وفي خضم تلك المواجهة، قال لي ممرض في العناية المركزة: “تخيل لو أننا استقبلنا 10 حالات هذا اليوم، بنفس درجة السوء؟”.

أجبته: بالطبع كان النظام سينهار مباشرة.

ثالثاً، كأن هذا الوباء يخطئ الأطفال، هكذا تقول الإحصاءات حتى الآن.

ولنتذكر التالي: ١٠% من المرضى في العناية المركزة هم تحت سن الأربعين. إذا بقيت في منزلك لن يصل إليك كورونا (غالباً). الربيع يمضي، الحرارة سترتفع تدريجياً، إذا حافظنا على أماكننا ستتغير الظروف لصالحنا، علينا أن نتماسك ونحتمل انهيار حياتنا الاجتماعية.

لاحظت دراسة نشرت قبل أيام تقول إن المناطق التي انتشر فيها الوباء تقع، في الأغلب منها، بين ٣٠- ٥٠ درجة فوق خط الاستواء (البرودة)، بما فيها المناطق الصينية والأمريكية. البرودة هي أرض الفيروس. لكن هذه ليست نتيجة نهائية. لا نزال نجهل الكثير عن هذا الوافد. من المتوقع أنه يتوغل في الفجوات الحاصلة بين البيئة والمناعة.

رابعاً، هذا الفيروس فتاك، وأيضاً مجرد إنفلونزا خفيفة، أو لا شيء. انظروا كم هو لعين ومراوغ وغريب؛ هو كل شيء، ولا شيء. لكن سلوكه ليس قراره بمفرده، هو قرار البيئة ومناعتنا.

خامساً، الأرقام التي تذاع كل يوم لا ينبغي أن تخدعكم. هي في الغالب الإصابات التي حدثت قبل أن يبدأ العالم إجراءات الحجر القاسية. هذه ديون سابقة وليست يومية. يأخذ الفيروس فترة حضانة تصل إلى أسبوعين. ومن المتوقع، أو لنقل المؤمل، أن تبدأ الأعداد بالهبوط في الأسابيع القادمة. سنشاهد نتيجة العزلة، ستكون إيجابية. هذا قول أقرب إلى الأمل منه إلى التخمين العلمي. حسناً: ليكن أملاً، لدينا نماذج ناجحة. ستتصاعد الأعداد خلال الأيام القريبة، ثم سندخل في الموجة اليابانية/ الكورية. أعني المجتمعات التي التزمت بالإجراءات ولم تستخف بالوباء.