عبد الملك المخلافي في زيارة خاصة
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 12 يوماً
الأحد 20 مايو 2007 06:11 م

سامي كليب: مرحبا بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة تنقلنا هذه المرة إلى صنعاء، ماذا يعني أن يكون المرؤ اليوم ناصريا بل ماذا يعني أن يكون ناصريا في اليمن الذي كانت له مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تجربة مشرقة وصعبة في آن كل التجربة الناصرية اليمنية يرويها لنا اليوم الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري عبد الملك مخلافي.

عبد الناصر ودوره في اليمن

عبد الملك مخلافي - الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري: أنا أشعر أننا كيمنيين مدينون لعبد الناصر بأكثر مما هو أي شعب عربي آخر، عبد الناصر أنقذ اليمنيين من البقاء في القرون الوسطى، عبد الناصر اليمن انعزلت عن ركب الحضارة العربية ربما منذ جاء النظام الإمامي البائد ربما لما يقارب ألف عام وجرت محاولات للخروج من هذا الوضع لكنها كلها فشلت ولولا مساندة عبد الناصر للشعب اليمني بالقوات التي أرسلها فما نجحت محاولة التغيير الثوري، هذا التغيير لم يكن فقط بالمساندة العسكرية، أنا تعلمت على يد مدرسين معظمهم كانوا مصريين من الابتدائية حتى الجامعة كان هؤلاء هم الذين نقلوا لنا الحياة دافعوا عن حقنا في الحياة بالدم ونقلوا لنا الحياة بالعلم.

سامي كليب: عبد الملك مخلافي الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري في اليمن لم يلتقي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأنه كان صغيرا فهو من مواليد 1959 في منطقة تعز اليمنية لكنه التقى مع أفكار عبد الناصر وطموحاته فدخل إلى التنظيم الناصري وهو في الخامسة عشر من عمره وتولى أمانة عام التنظيم ولم يكن قد تخطى ربيعه الثالث والعشرين، حفظ القرآن الكريم على جده الفقيه ثم درس الشريعة والقانون ومن يقرأ البرنامج السياسي للتنظيم الوحدوي الناصري الذي ساهم ضيفنا بكتابته يجد أن الناصرية تستمد أسسها الفلسفية والعقائدية من الدين الإسلامي الحنيف سألته في بداية هذا الحوار كم عدد الناصريين اليوم في اليمن؟

عبد الملك مخلافي: هناك إحصائية تقريبية مثلا نحن في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري انعقد مؤتمراتنا بشكل منتظم قبل ما يزيد على عام عقدنا المؤتمر الوطني العام العاشر وفي هذا المؤتمر جاء عبر دورة انتخابية كاملة من أدنى المستويات التنظيمية وهي الوحدة الأساسية هذا يمثل أيضا نوع من الإحصاء التنظيمي هناك ما يقارب..

سامي كليب: ولكن تقريبا كما يوجد عدد..

عبد الملك مخلافي [متابعاً]: ما يقارب الخمسين ألف عضو ملتزم بالتنظيم لكن إذا جاز القول بأن الذين شاركوا في هذه الدورة الانتخابية لكن هناك عشرات الآلاف أيضا منهم مرتبطين بالتنظيم أو من أنصاره أو من عناصر ربما مجموعة من العوامل التنظيمية لا تمكنها من أن تشارك في الدورات الانتخابية داخل إطار التنظيم.

سامي كليب: طيب أين يوجد الناصريون أو التنظيم الناصري بشكل عام يعني في قطاعات معينة يعني خصوصا ونحن نتحدث عن بلد كاليمن فيه لا يزال الانتماء القبلي العشائري بعض الانتماءات المناطقية أيضا يعني هل استطاع التنظيم الناصري أن يخترق هذه البنى الأساسية للمجتمع اليمني أن يتشعب في كل المناطق بغض النظر عن الانتماء القبلي عن الانتماء المناطقي؟

عبد الملك مخلافي: للتنظيم الناصري فروع في تقريبا كل محافظات الجمهورية غير أن البنية الأساسية للتنظيم تتكون مما يمكن إطلاق عليه القوى الحديثة بمعنى أن بنية التنظيم هي بين المتعلمين الموظفين الطلبة المعلمين في الريف لأن التنظيم في أساس تأسيسه كان يمثل القوى الحديثة وليس القوى التقليدية ولديه انفصال بينه وبين القوى التقليدية بمعنى أنه التنظيم..

سامي كليب: القوى التقليدية تعني القبائل..

عبد الملك مخلافي: لا أنا أقصد القوى المشيخية القوى ذات النفوذ القديم هو يمثل القوى الحديثة في المجتمع، الفئات الحديثة التي كان للثورة الدور الأساسي فيها لأن إحنا عرفنا المجتمع اليمني بنيته تقليدية تقريبا كانت بالكامل حتى قيام كانت مهن كثيرة جدا موجودة في العالم غير موجودة في اليمن.

سامي كليب: من الصعب تحديد الحدود الفاصلة تماما اليوم في اليمن بين المعارضة والسلطة ومن يزور هذا البلد الجميل بتراثه وبيوته وطبيعة شعبه قد يفاجأ بمعارض كبير ينتقد رئيس البلاد ثم يتناول الغداء إلى مائدته بعد نصف ساعة هي ديمقراطية تكاد تكون خاصة باليمن.

عبد الملك مخلافي: هناك تجربة ديمقراطية في بدايتها لا يمكن أن ننكرها لكن لا يمكن القول بأن هناك ديمقراطية كاملة في نفس الوقت أعتقد بأن الفرق يعني هناك معوقات كثيرة للديمقراطية واحدة منها بنية المجتمع التقليدية لهذا أيضا استكمالا لما قلته أحيانا نحن لسنا ضد هذه الفئة لنعزلها لكننا لسنا مع أن تعزلنا بمعنى يجب أن يكون هناك يعني اتجاه للسماح للتطور الطبيعي في البلد..

سامي كليب: في مسألة العزل يبدو أنه عزلتكم أكثر مما عزلتموها يعني مثلا بعد أربعين عام من النضال تقريبا الناصري إذا صح التعبير لكم في أقصى حد ثلاث نواب في البرلمان 1% يعني تقريبا طب شو السبب؟

عبد الملك مخلافي: هو لا شك ليس فقط بالنسبة لنا ولكن لقوى التحديث والقوى الديمقراطية أنها تواجه معركة شرسة مع يعني هذا الواقع جزء منها سياسي وجزء منها اجتماعي والناصريين على رأس هذه القوى، نحن نواجه مواجهة سياسية بمعنى أن النظام الحاكم لازال له موقف من الناصريين والناصرية ربما تعود بعدها إلى أحداث دارت في الماضي قد نتحدث في برنامج آخر

سامي كليب: ممكن تعطيني بعض الأمثلة..

عبد الملك مخلافي: لماذا؟

سامي كليب: للضغط السلطوي عليكم؟

عبد الملك مخلافي: لا شك بأن هذه الأمثلة كثيرة فعلى سبيل المثال منذ 1978 هناك المئات من الكوادر الناصرية التي كانت كوادر أساسية في السبعينات في الدولة خارج وظائفها أحيلت إلى التقاعد في سن الشباب أيضا خلال الفترة الثمانينات لم يكن يسمح للناصريين أن يتولوا أي موقع قيادي أساسي كان هناك نوع من العزل.

سامي كليب: وقتها كان السلطة عندها حق يعني حاولتم طبعا الانقلاب ولكن اليوم أنا أسألك عن اليوم لا يزال الضغط قائما؟

عبد الملك مخلافي: وعندما قامت الوحدة كان الحديث على أن الوحدة تجب ما قبلها كالإسلام يعني وأن هناك صفحة جديدة قيل بأن كل الملفات أحرقت ملفات الأجهزة وملفات الصراعات وأن الوحدة تمثل حالة من المصالحة التاريخية التي تنهي كل الصراعات لأن الناصريين ظلوا معزولين في الشمال والجنوب في الحقيقة في النظامين الشموليين في الجنوب أيضا واجهوا نفس المشكلة، واجهنا حالة إعدامات وعزل في الشمال والجنوب معا وقيل بهذا وأنها ستفتح صفحة جديدة في النهاية في تلك الفترة التي كانت أزهى الفترات يعني للتجربة الديمقراطية وربما لصفحة جديدة كان الناصريين أيضا لا يزالوا معزولين..

سامي كليب: طيب أنا سمعت أنه حتى اليوم..

 

عبد الملك مخلافي: وهذا الأمر لا يزال قائم حتى الآن بمعنى أننا نعمل في إطار الهامش المحدود التي تتيحه الشكلية شكلية الآلية الديمقراطية اللي هي الانتخابات وغيره ولكن هناك نوع من المواجهة والمحاربة غير المعلنة سياسيا وأيضا اجتماعيا.. اجتماعيا أقصد أن القوى التقليدية هي المسيطرة على الواقع لازالت حتى الآن.

سامي كليب: العام 1978 الذي يشير إليه ضيفنا عبد الملك مخلافي هام جدا في تاريخ حزبه والناصرية في اليمن، فهو شهد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادها الناصريون ضد السلطة بعد اغتيال رمزهم العسكري والسياسي آنذاك الرئيس إبراهيم الحمدي فالحمدي الذي تولى رئاسة البلاد لفترة قصيرة كان قوميا عربيا ثم ناصريا وناهض حكم الرئيس القاضي عبد الرحمن الأرياني وتقرب إلى الناصريين ولكنه قتل بعد وصوله إلى السلطة فقرر الناصريون قلب النظام الذي كان قد انتقل آنذاك إلى الرئيس علي عبد الله صالح فما الذي حدث وهل كان الانقلابيون يريدون فعلا القضاء على صالح؟

التنظيم الناصري كان يسعى للوصول إلى السلطة بالطرق المتاحة كاستخدام الجيش خاصة وأنه يملك مقومات الوصول إلى السلطة من حيث الشعبية وحجم وجوده في إطار مؤسسات الدولة

عبد الملك مخلافي: أولا التنظيم الناصري مثله مثل أي تنظيم في تلك الفترة كان يسعى للوصول إلى السلطة بالطرق التي كانت مفتوحة أو متاحة آنذاك وهي يعني عن طريق استخدام الجيش هذا الأمر ليس معيبا لأن بعض الأحيان يقال هو كان ابن المرحلة في تلك الفترة يعني وكان لديه مقومات الوصول إلى السلطة من حيث الشعبية وحجم تواجده في إطار مؤسسات الدولة لكن..

سامي كليب: خصوصا الجيش لكن لكم تغلغل جيد في الجيش؟

عبد الملك مخلافي: وخاصة في الجيش لكن العامل الحاسم الذي في تقديري للقيام بهذه.. لم يكن مرتبط بدرجة أساسية بالرغبة في الوصول إلى السلطة ربما كانت مسألة الوصول إلى السلطة تؤجل العامل الحاسم كان هو اغتيال أو استشهاد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.. الشهيد إبراهيم الحمدي الذي كان اسمه بالمناسبة الكودي أو السري أو التنظيمي اسمه محمد الأمين الشهيد إبراهيم الحمدي كان في عهده قد بدأ خطوات فعلا تحديث وإصلاح في مختلف المجالات وأنا أظن أنه حظي بشعبية يمكن أن تلمسوها في شعبية واسعة في اليمن.

سامي كليب: هل تعرف اليوم من قتله ولماذا؟

عبد الملك مخلافي: حتى الآن لازال كثير من الأسرار مجهولة لكن بعض المؤشرات موجودة السعودية كانت مسؤولة عن قتل إبراهيم الحمدي..

سامي كليب: وردت في أكثر من كلام لكم يعني أنا حين أقرأ في مجلة الوحدوي وهي كانت مجلة قبل أن تصبح صحيفة اليوم والمعبرة عنكم يعني في بيان سياسي بمناسبة الذكرى الثامنة لحركة 15 أكتوبر 1987 يقول ما يلي يقول في الخامس عشر من أكتوبر 1987 وعلى هدى مبادئ وأهداف ثورة 26 سبتمبر 1962 العظيمة دفاعا عنها وانتصارا لها قاد تنظيمنا الوحدوي الناصري ممثلا بطلائعه الوحدوية اليمنية من مختلف القطاعات الشعبية حركة تغيير صورية لم يكتب لها النجاح استهدفت إعادة الوجه الوضا..

عبد الملك مخلافي: ثورية..

سامي كليب: لا كاتبين صورية هما وهي ثورية استهدفت..

عبد الملك مخلافي: هي ثورية أكيد غلطة مطبعية كبيرة..

السعودية ودورها في اليمن

سامي كليب: استهدفت إعادة الوجه الوضاح لثورة شعبنا ووضع حد لكافة أشكال ومظاهر التدخل والهيمنة للرجعية السعودية في شؤون بلادنا يعني حتى ببيان رسمي الاتهام واضح أنه كأنه السعودية كانت وراء ما حصل لإجهاض هذه الثورة شو كان مصلحتها طيب السعودية؟

عبد الملك مخلافي: على العموم السعودية في تقديري أنها ظلت لفترة طويلة تتعامل أو مصدر شرور كثير لليمن يعني السعودية هي دعمت الملكيين ضد النظام الثوري الجمهوري اللي جاء بعد ثورة 26 سبتمبر لسنوات طويلة دعمتهم بالمال والسلاح وجعلت اليمن تخوض حرب كانت بمساندة من الجيش العربي المصري..

سامي كليب: طيب ما الرئيس جمال عبد الناصر كمان تدخل في الجانب الآخر يعني أنه الملكيين اعتمدوا على دولة..

عبد الملك مخلافي: على العموم ممكن أن تقول بأنه حتى لو أخذت بهذا المعيار أنه كان هناك نوع من الحرب الأهلية العربية بين القوى الثورية ونحن نعتبر جزء منها الناصرية والقوى الرجعية بين مشروع تقدمي قومي وحدودي اليمن كانت جزء من معركته وبين مشروع رجعي سعودي ولازالت هذه الحرب قائمة حتى الآن بمعنى أن السعودية تمارس هذا الدور..

سامي كليب: سيد عبد الملك مخلافي يعني أسمح لي فقط بالمقاطعة حول هذا الموضوع لأنه مهم يعني لكي لا يقال أنه في كل حديث عن اليمن هناك اتهام للسعودية خصوصا أنه في بعض الأطراف اليمنية في الواقع تحاول أن تقول لا أنه كان في مغالاة مثلا الشيخ عبد الله الأحمر اللي هو قريب من السعودية ربما بسبب قربه من السعودية بسبب حرصه على عدم توتير الأجواء طيب ولكن أنا أسألك أنه هل من دلائل محسوسة فعلا على أنه السعودية لعبت دورا مسيئا لليمن في مرحلة معينة ولم تكن فقط يعني في حالة الدفاع عن مصالحها الدفاع عن احتمالات تطور الوضع اليمني إلى مرحلة مثلا من اليسار من الشيوعية وما إلى ذلك في المنطقة؟

عبد الملك مخلافي: السعودية طبعا أنا أعتقد أن دورها في اليمن دور سلبي كما قلت وكانت مصدر شرور هي نظرت بأن اليمن إذا جاز القول حديقة خلفية يجب أن تحرص باستمرار أن تكون أن لا يأتيها منها أي شر وهي اعتبرت كل تغيير في اليمن شر ومشكلة اليمنيين مع السعودية أن في اليمن رفعت دائما شعارات كبيرة رفعت شعارات ثورية وجمهورية تقدمية وحدوية ديمقراطية في مواجهة نظام مجاور يمتلك المال وهذا النظام تقليدي رجعي ملكي لا يقبل هذه الشعارات وبالتالي طالما بقيت هذه الشعارات مرفوعة فإن المواجهة كانت مستمرة وأنا أعتقد أن هذا الأمر يعني يمكن القول مثلا على دورها حتى 1994 إسهامها في دعم الانفصال مثلا..

سامي كليب: نعم بس شعاراتكم مثلا أدت إلى حروب أيضا يمنية.. يمنية وانفصال وحروب كبيرة في اليمن يعني كان بالنسبة للجنوب بين أهل الجنوب والحزب الاشتراكي بينهم وبين الشمال مرة أخرى يعني كمان الشعارات اللي طرحت باليمن لم تكن مثالية إلى درجة الحفاظ على البلد يعني؟

عبد الملك مخلافي: يعني أنا لا أريد أن أذهب لأن وقت البرنامج لا يتسع لتقييم هذا الأمر لكني أعتقد بأنه يعني يمكن حتى بتقييم موضوعي بأن اليمن عانى من التخلف، اليمن كان يعيش موضوعيا في واقع القرن الخامس عشر عندما جاءت الثورة وعمليا يرفع شعارات القرن العشرين فالصراع من أجل التوافق بين واقع وحجم الشعارات أدى لكثير من الأخطاء أحيانا وكثير من المواجهات.

سامي كليب: لا سؤالي فقط يعني واضح لكي لا نطيل الحديث حول الموضوع أنه بقصة إبراهيم الحمدي أنه هل فعلا لديكم كناصريين خصوصا أنه كان الشخص أنه رئيس اليمن السابق عضو بتنظيمكم هل لديكم دلائل محسوسة أنه السعودية وقفت وراء اغتياله؟

عبد الملك مخلافي: أعتقد أن هناك دلائل وستنشر في الوقت المناسب إلى آخره لكن هذه صارت من ضمن المسلّمات يعني من المؤكد بأن بالنسبة لك باحث عن الحقيقة في البرنامج وبالنسبة أيضا محاولة إقناع مشاهديك تحتاج إلى الحديث عن دلائل وبالنسبة لي أنا أتحدث عن مسلّمة ليست فقط لي ولكن حتى يتحدث عنها غالبية الشعب اليمني بما فيه حتى الموالين للسعودية لا يجادلوني أيضا، السعودية لازالت تمول وتدعم وتصرف المرتبات للعديد من السياسيين ومشايخ القبائل والفئات إذا تصالحت مع النظام لا توظفهم كما حدث الآن حدث هدوء لكنهم قوات احتياط لها لتوظيفهم في أي لحظة..

سامي كليب: خطير الكلام؟

الدور السعودي في اليمن سلبي، وكناصري لا يزال عندي قناعة شخصية بأن السعودية تستطيع أن تكون جارة جيدة ولا تمارس دور الجار السيئ

عبد الملك مخلافي: أعتقد بأنه هذا واقع هذا ما يحدث في اليمن.. مع الأسف الدور السعودي في اليمن هو دور سلبي يعني نحن كنا نتمنى ولازال لدينا قناعة حتى من منطلق كناصري أنه لا يزال عندي قناعة شخصية من أن السعودية يعني تستطيع أن تكون جار جيد لكنها تمارس دور الجار السيئ.

سامي كليب: السعودية تبقى هدفا لاتهامات يمنية كثيرة فهي دعمت عبر التاريخ عهد الإمامة ضد الجمهوريين واتهمت بتشجيع الحزب الاشتراكي على الانفصال وكلما وقعت مشكلة في اليمن يشار بالبنان إليها وهذا موضوع طويل يحتاج إلى بحث ووثائق تركناه مع ضيفنا الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري في اليمن عبد الملك مخلافي لنعود معه إلى حكاية الانقلاب الناصري وأسراره فهل أن اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي هو الذي أشعل فعلا شرارة الحرب والانقلاب؟

عبد الملك مخلافي: كان اغتيال إبراهيم الحمدي بمثابة يعني فعلا أرق ضمير اليمن كله رئيس شاب له شعبية كان قريب من الجماهير عنده شخصية كاريزمية طاغية بسيط..

سامي كليب: حاول أن يحدث أيضا في اليمن..

عبد الملك مخلافي: يحاول أن يحدث البلد يحاول..

سامي كليب: يبتعد عن القبائل..

تجربة الانقلاب ضد صالح

عبد الملك مخلافي: فكان عنده يعني هذا القبول الهائل وفجأة يغتال أمر أرق الضمير اليمني وأنا أعتقد أنه لم يهدأ هذا الضمير نسبيا إلا بعد اغتيال الغشمي هدأ نسبيا حينها وردا على هذا الأمر والتدخل السعودي السافر مرة أخرى قلت التدخل السعودي وفي اليمن في وقائع كثيرة لهذا التدخل التي كانت تتحكم حتى في مجيء الوزراء من يأتي وزيرا ومن لا يأتي وصل التدخل السعودي إلى هذا الحد فنتيجة لهذا التدخل السافر قرر التنظيم الناصري أن يقوم بعملية تغيير ثوري كان ذلك بعد اغتيال الحمدي مباشرة هذا القرار أخذ وكان الغشمي لازال رئيسا الغشمي ذهب فجأة يعني بدون مقدمات نحن نعرف وقائع اغتيال لا شك أنها معروفة تم اغتياله بحقيبة قيل بأنها قدمت من الجنوب وجرى اغتيال سالم الربيع علي أيضا في الجنوب في..

سامي كليب: بل تؤكد أنه جاءت من الجنوب لأنه أيضا في بعض الناس قالوا لا يعني مش الحزب الاشتراكي الذي اغتاله يعني..

عبد الملك مخلافي: لا فيه فرق بين أن نقول أنه مش الحزب الاشتراكي ومن أن نقول أنها جاءت من الجنوب طبعا حتى الآن في روايات كثيرة هل كان الحزب يعلم أم عملها سالم الربيع على الرئيس مستقلا أو عملها طرف ثالث هذا الأمر يعني حكوا روايات كثيرة فيه وفي كثيرين يقولون أن الحزب كحزب لم يكن يعلم لكن فيما أنها جاءت الحقيبة من الجنوب فبالتأكيد هي أتت الحقيبة من الجنوب..

سامي كليب: طيب بدأتم بالتحضير للانقلاب في أيام الغشمي..

عبد الملك مخلافي: بدأنا التحضير في أيام الغشمي بالتأكيد هذه التحولات التي حدثت اغتيال الغشمي مجيء مجلس رئاسة مؤقت برئاسة العرشي ثم مجيء الرئيس علي عبد الله صالح رئيس للجمهورية لم توقف التحضيرات بمعنى أنه التحضيرات كانت قائمة في إطار ظرف معين يعني وكانت العجلة قد دارت ما كان يمكن أن تتراجع بغض النظر عن أي..

سامي كليب: بس الغريب أنه الناصريين لم يعطوا الرئيس علي عبد الله صالح فترة سماح كما تسمى يعني على الأقل ليثبت إذا كان هو لديه ربما نزعات قومية عربية وما إلى يعني مباشرة حصل الانقلاب بعد وصوله إلى السلطة؟

عبد الملك مخلافي: ولهذا نقول أن المسألة لم تكن مرتبطة بتقييم سلبي أو إيجابي..

سامي كليب: لشخص الرئيس..

عبد الملك مخلافي: لشخص الرئيس علي عبد الله صالح كانت مرتبطة كما قلت بظرف تاريخي وهو اغتيال الرئيس الحمدي واتخاذ القرار والبدء بالتحضير للحركة والتحضير لها يعني عندما جاء الرئيس علي عبد الله صالح كانت الحركة في مراحلها الأخيرة يعني ومن ثم فإن يعني استمر يعني ما كان يمكن التراجع بالتأكيد يعني حسب تقديري ولم أكن طرف فيه ولم أكن شاهدا..

سامي كليب: يعني كنت صغير السن لازلت آنذاك ولكن مثلا عبد الله سلام الحكيمي أو الحكيمي يقول لم يكن لدينا نية بقتل الرئيس وكانت قيادة التنظيم اتفقت على أنه في حال نجاح الانقلاب سيتم تدبير طريقة لتمكين علي عبد الله صالح من مغادرة البلاد سالما ولذلك حين بدأت الأمور تتجه إلى مواجهة مسلحة دامية اتخذ الأمين العام للتنظيم عيسى محمد سيف قرارا فوريا بإنهاء الحركة الانقلابية وإيقافها نهائيا يعني ما تتفضل به كأنه يصب في الخانة نفسها يعني في التقييم؟

عبد الملك مخلافي: نعم أنا أريد أن أؤكد لأنني من الاستماع لشهادات كثير من الأخوة من تبقى منهم أحياء من القيادة التنفيذية واللجنة المركزية آنذاك وبعض هذه الأمر حدث حتى في الحوار مع الرئيس علي عبد الله صالح بعد الوحدة كان تأكيدهم بأنه هذا الحركة حضّر لها ردا على اغتيال إبراهيم الحمدي وضد موضوع الخطر السعودي ولم يكن لها علاقة بمجيء الرئيس علي عبد الله صالح لأنهم لم يكونوا يعلموا الغيب أن من سيأتي رئيس كانوا يتوقعون الغشمي سيبقى وأن لم يكن يعني ما عاد كان بالإمكان التراجع بالتأكيد عندما أي طرف عندما يصبح بإمكانه الوصول إلى السلطة خلال شهر..

سامي كليب: حتى يقال أنه السلطة كانت اخترقت التنظيم وعرفت أنه في إعداد للانقلاب ولذلك فشل برأيك شو أسباب فشله.

عبد الملك مخلافي: يعني أعتقد هناك روايات حول هذا الجانب لكن أعترف بأنه لم يوجد حتى الآن تقييم متكامل لهذه الحركة وأسباب فشلها.

سامي كليب: حين وقع الانقلاب الناصري كان الرئيس علي عبد الله صالح خارج العاصمة والواقع أن أدبيات ووثائق الناصريين تؤكد أنهم لم يكونوا دعاة انقلاب دموي وإنما أردوا التماثل للثورة البيضاء في مصر وهذا تقريبا ما أكدته المحاكمات باستثناء وثيقة واحدة بقيت يتمية تؤكد العكس ومع ذلك فبعد فشل الانقلاب الناصري حصلت محاكمات وأعدم أبرز القادة العسكريين والسياسيين للتنظيم الناصري في اليمن؟

عبد الملك مخلافي: في 27 أكتوبر يعني الحركة حصلت في 15 أكتوبر في 27 أعلن عن إعدام تسعة من القادة العسكريين أعضاء المجلس العسكري للتنظيم وبعدها في خمسة نوفمبر وللمصادفة هو نفس التاريخ الذي حدث فيه انقلاب خمسة نوفمبر 1967 الذي كان نعتبره انقلاب على الناصرية على ثورة سبتمبر في خمسة نوفمبر تم إعلان إعدام 12 من القادة المدنيين كان هناك دفعة ثالثة..

سامي كليب: ستعدم..

عبد الملك مخلافي: وأنهي إعدامها لم ينفذ فيهم الإعدام..

سامي كليب: لأنه الرئيس علي عبد الله صالح لم يوقع..

عبد الملك مخلافي: لأن الرئيس علي عبد الله صالح يعني هو لم يوقع على هذا الجانب وطبعا هناك أحاديث كثيرة بعضها مروية من السلطة تقول بأن الإعدامات تدخلت فيها السعودية وهناك أحاديث يعني عن أدوار أشخاص وإلى آخره ربما لم يحن..

سامي كليب: أشخاص في اليمن ولا في الخارج؟

عبد الملك مخلافي: في اليمن من الذين ضغطوا على..

سامي كليب: على السلطة..

عبد الملك مخلافي: على السلطة أيضا لتنفيذ الإعدام السريع ولا شك أن السعودية لعبت دور في هذا الجانب.

سامي كليب: يقال أنه الرئيس علي عبد الله صالح لم يوقع على أيا من الإعدامات هل كان يمكن إعدام شخص بدون توقيع الرئيس؟

عبد الملك مخلافي: يعني هذا الأمر نحن لا نملك دليل يؤيده أو ينفيه ولم يقدم لنا الدليل رغم أننا سمعناه.

سامي كليب: يقال أن الرئيس علي عبد الله صالح لم يوقع على الإعدامات ولكن اللافت أنه حتى اليوم لم يتم طي صفحة الانقلاب الناصري لا بل أن الناصريين يتساءلون كيف يمكن أن يتم العفو وطي صفحة الحزب الاشتراكي الذي ضده قامت حرب عام 1994 بينما هم الناصريون لا تزال صفحة انقلابهم مفتوحة رغم مرور أكثر من ثلاثين عاما عليه.

عبد الملك مخلافي: هناك حدثين كان يفترض أنه على الأقل مع مجيء الوحدة أن هذا الأمر يصفى أو يسوى كما سويت كل الصراعات السابقة التي كانت موجودة حدث ارتبط بالأخ عبد الله عبد العالم وهو عضو في التنظيم وكان عضوا في اللجنة المركزية لفترات طويلة وهو..

سامي كليب: هو موجود في دمشق الآن..

عبد الملك مخلافي: وهو مقيم في دمشق وهو عضو في مجلس القيادة الذي كان يحكم في أيام إبراهيم الحمدي حركة 13 يونيو هذا الحدث الذي ارتبط بالأخ عبد الله عبد العالم تم في 1978 بعد اغتيال الشهيد الحمدي واستشهاده عندما تمرد على سلطة أحمد الغشمي الرئيس الذي جاء بعد الحمدي وحتى الآن أكثر من 27 عام أو أكثر منذ 1978 حتى الآن هو حكم عليه بالإعدام حينها بمحاكمة نحن نعرف كيف تدير الأنظمة هذه المحاكمات..

سامي كليب: ولا يستطيع العودة حتى اليوم؟

عبد الملك مخلافي: لازال الحكم قائم حتى اليوم لم يسقط الحكم مع أنه كان حتى بالتقادم افترض قد سقط سقطت أحكام متصلة مثلا بأحداث يناير في الجنوب وسقطت أحكام متصلة بأحداث 1994 وسقطت وهذا هو الحكم الوحيد الذي لم يسقط حتى الآن.

سامي كليب: طب حضرتك تحاور الرئيس علي عبد الله صالح وتلتقي به بشكل دائم كلمته عن الموضوع؟

عبد الملك مخلافي: بالتأكيد يعني نحن طرحنا هذا الموضوع عشرات وربما مئات المرات وفي كثير من الأحيان يتفق معنا الرئيس بأنه يعني حان الوقت ولكن حتى الآن لم يتم شيء.

سامي كليب: شو القرار مش بأيده؟

عبد الملك مخلافي: هو يعيد الأمر لأن الحدث ارتبط بمقتل عدد من المشايخ فيحاول أن يعطي الأمر بعد..

سامي كليب: قبلي..

عبد الملك مخلافي: قبلي وشخصي وأن التسوية تتم على هذا الأساس ولكن في تقديري رغم أن القضية سياسية 100% والبعد المرتبط بمقتل هؤلاء المشايخ ليس لعبد الله عبد العال علاقة به والكل يعرف هذا لأنها تمت بعد مغادرة المنطقة التي كان فيها وبما فيها الرئيس علي عبد الله صالح الذي كان آنذاك قائد للواء تعز حيث دارت الأحداث وكان المسؤول عن المواجهة لكن مع ذلك حتى لو وافقنا على إعطاء هذا البعد تستطيع الدولة أن تتدخل تدخلت في قضايا كثيرة كان لها حتى طابع شخصي والحدث الثاني أيضا مرتبط 1978 بحركة أكتوبر 1978 الانقلاب الناصري بـ1978 أيضا في هذا الحدث يفترض إغلاقه هناك واحد وعشرين شخص استشهد وبغض النظر عن ملابسات ما حدث ويعني تقييم أي طرف لما حدث بما فيه السلطة هذه قضية من الماضي لماذا لا يعاد لا تسلم جثامين هؤلاء الشهداء إلى أسرهم لإغلاق هذا الملف حتى من الناحية الإنسانية.

الناصريون والعلاقة مع ليبيا

سامي كليب: حين زرت اليمن كانت قضية الجثث الناصرية تطفو إلى سطح الأحداث فالتنظيم الناصري يريد معرفة مكان دفن قادته الذين أعدموا وكيفية حصول ذلك وكانت بالمقابل الاتهامات ضدهم مستمرة لجهة أموالهم وعلاقتهم بليبيا علاقة لها خصوصيتها وفق ما يروي لنا عبد الملك مخلافي الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري؟

عبد الملك مخلافي: لكن لا يمكننا النفي من أن ليبيا كانت يعني هي الداعم الأساسي في فترة من الفترات غير أنه لابد من القول بأنه هذا الأمر مرتبط بعوامل كثيرة لكي نفهم حدوده الأول أنه لم يكن لا التنظيم الناصري في اليمن ولا أي تنظيم ناصري جزء من تنظيم قومي مركزه ليبيا أو تنظيم ناصري قومي ولكن كانت علاقة سياسية مع نظام قومي وبالتالي خضعت لكل عوامل العلاقة السياسية.

سامي كليب: بس في مديح كثير يعني مثلا لو الإنسان أخذ فقط بعض الكتيبات الصادرة عنكم مثلا سلسلة مطبوعات الوحدوي قضية وموقف وثائق سياسية يعني لا يكاد الإنسان يقرأ بين برقية وبرقية موجهة إلى رفاقكم في العالم العربي إلا ويقرأ برقية مديح أو إخلاص أو تهنئة للعقيد معمر القذافي يعني كل ذلك كان على صعيد الروابط فقط الحزبية والسياسية أم أنه لأنه دعمكم يعني مثلا بعنوان لا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية عام 1984 حضرتك كنت طبعا بقيادة التنظيم تقولون تحية الفاتح العظيم وبعد أن المؤامرة الحاقدة التي حاولت العناصر ذات الضمير الميت والأخلاق المعدومة أن تنفذها ضد من قيضه الله منقذا للأمة العربية وأمينا مخلصا لقوميتنا ومعلما للبشرية في كيفية الثورة يعني كلام فيه بعض المغالاة إلا إذا كنتم مقتنعين أنه هيك العقيد القذافي؟

عبد الملك مخلافي: والله طبعا أنا أقول لك يعني كما أشرت يعني تحدثت حول طبيعة العلاقات بأنها لم تكن علاقات تنظيمية وإنما كانت علاقات سياسية مع نظام قومي لا شك بأنه كانت رؤيتنا له بأنه نظام قومي ووقفنا معه ووقف معنا..

سامي كليب: بعدك عند رأيك؟

عبد الملك مخلافي: وحدثت تغيرات بالتأكيد..

سامي كليب: بعدك عند رأيك؟

عبد الملك مخلافي: أنا أعتقد بأن بالتأكيد حصلت متغيرات لكن في وضع نسبي مسألة نسبية بمعنى أنه لازال النظام الليبي في ليبيا قياسا بمحيط..

سامي كليب: أفضل من غيره..

عبد الملك مخلافي: أفضل من غيره..

سامي كليب: العلاقة بين الناصريين في اليمن والخارج بقيت محدودة رغم الدعم الليبي وتجربتهم بقيت في الداخل جيدة حيث أنهم ربما الحزب الوحيد الذي بقي يعقد مؤتمراته الحزبية رغم الصعوبات وفي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة وقفوا إلى جانب أحزاب المعارضة لدعم المرشح فيصل بن شملان غير أن المعركة حسمت مجددا لصالح الرئيس علي عبد الله صالح.

عبد الملك مخلافي: يعني الحقيقة أنا عندي وجهة نظر شخصية لا أحملها التنظيم ولا أحملها المعارضة أنه ربما يعني إذا حدث انتخابات أكثر نزاهة ربما كانت قد حصلت المعارضة على أصوات أكثر ربما لكن ليس إلى الحد الذي..

سامي كليب: تفوز به..

عبد الملك مخلافي: تقول أنها ستفوز لأننا نكون مغالين بهذا الجانب ونغفل بأنه في عوامل كثيرة في الانتخابات من ضمنها يعني غير موضوع النزاهة التي يمكن أثرت على النتيجة من ضمنها أنه بالنهاية الرئيس علي عبد الله صالح حكم اليمن لسنوات طويلة ولا شك بأنه وجه مقبول عند 70% قصدي معروف مألوف عند 70% من الناس يشاهدوه يوميا ليل نهار في..

سامي كليب: كأنك ندمت على كلمة مقبول؟

عبد الملك مخلافي: لا يعني أقصد أنه أنا لا أحكم على نتيجة الانتخابات أنا أحكم على العوامل الموضوعية أنا لا أحكم على خيارات الناس لأنه خيارات الناس قالوها بالتصويت وهم مسؤولين عنها ولكن أنا أتكلم على في عوامل موضوعية تجعل الرجل يعني مؤهل للفوز عوامل موضوعية خوف الناس من التغيير خوف الناس من المجهول وفاء بعض الناس للرئيس لما حققه وارتباط بعض الفئات بمصالح أيضا مع هذا النظام والرئيس علي عبد الله صالح في عوامل كثيرة ربما لا تحققها..

سامي كليب: شخصية بن شملان ربما..

عبد الملك مخلافي: لا أعتقد أن بن شملان كان شخصية مقبولة إلى حد كبير لكن أيضا في نفس الوقت يعني ربما المعارضة وهذه أيضا وجهة نظر أقولها الآن يعني أخطأت بأنها لم تقدم المرشح من وقت مبكر..

سامي كليب: حضرتك صوّتت لبن شملان ولا لعلي عبد الله صالح؟

عبد الملك مخلافي: التصويت واحدة من قضاياي السرية لكن أنا صوّتت مع قناعتي بالتأكيد صوّتت مع قناعتي النقطة اللي أريد أن أشير لها ما أتحدث ما هي العوامل اللي هي غير موضوعية اللي يمكن تكون أثرت بالنتيجة وهي تدخل الدولة أن كل جهاز الدولة من المحافظين إلى مدراء الأمن إلى كل مسؤولي الدولة هم يعملون لصالح الحزب الحاكم ليسوا محايدين ويتدخلوا في للضغط على الناس لإمكانات الدولة، المال العام على الرغم من أنه في هذه الانتخابات ويجب علينا أن نشهد وهذا أيضا يمكن أن يحسب للرئيس علي عبد الله صالح أنه كان في الإعلام بالذات كان هناك مساحة غير مسبوقة..

سامي كليب: مساحة جيدة..

عبد الملك مخلافي: عربيا كان هناك حرية بأن كل الأطراف قالت ما لديها ونقلت وأنا أعرف شخصيا وهذا ربما إذا اعتبرت أنها يعني من عوامل التواصل والصداقة أنه الرئيس علي عبد الله صالح هو الذي حسم هذا الموضوع بمعنى أنه في أول مهرجان لمرشح المعارضة بن شملان كان هنا في صنعاء التليفزيون نقل أجزاء وبدون صورة من هذا المهرجان والرئيس علي عبد الله صالح أصدر بيان في وقت متأخر من الليل يطالب فيه يحمل التليفزيون وسائل الإعلام ويحمل اللجنة العليا للانتخابات مسؤولية هذا الخلل.

سامي كليب: ليس لافتا اعتراف الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري بسعي الرئيس علي عبد الله صالح لتوسيع قاعدة الحريات الإعلامية للمعارضة فهنا في يمن اليوم أتقن الرئيس اليمني لعبة العلاقة مع المعارضة يعرف متى يتشدد ومتى يضع المعارضة في طائرته لترافقه برحلته إلى الولايات المتحدة الأميركية ومن يغوص قليلا في التركيبة السياسية والقبلية والأمنية والاقتصادية لليمن قد يدرك جزء من سر ذلك وليس كل السر هذا الغموض دفعني لسؤال عبد الملك مخلافي عما إذا كان فعلا معارضا اليوم للرئيس اليمني أم أنه صديق له.

عبد الملك مخلافي: أعتقد أنه يعني أنا في تنظيم معارض ولكن نحن أيضا في نظام ديمقراطي بمعنى أن المعارضة ليست العداوة وليست الخصومة لا يعني نحن بقدر لا نقبل بأن النظام أن يقصينا لا يمكن أن نفكر بطريقة شمولية ونقول بأن نحن البديل الكلي والحل هو أن نقصي النظام وأن نكون في حالة عداوة معه، مفهوم المعارضة في تجربة ديمقراطية وفي نظام ديمقراطي غير مفهومها في الشمولية لا شك بأنه في المرحلة الشمولية كان تفكير كل طرف بأن يقصي الآخر وهو البديل..

سامي كليب: يعني أنا أطرح عليك سؤال سيد عبد الملك مخلافي لأنه في بعض المرات كنت تعارضه وكنا نراك في الطائرة معه ذاهبا إلى أميركا مثلا أنه كيف توفق بين أن تكون معارضا وأن تكون قريبا إلى هذه الدرجة من رئيس الجمهورية؟

عبد الملك مخلافي: أود أن أشير إلى أن هناك عامل كما قلت العامل الديمقراطي لأن النظام السياسي يقوم على أساس سلطة ومعارضة مع أننا نحن نمتلك نفس الشرعية التي تمتلكها السلطة، نحن نستمد شرعيتنا من الدستور ومن ثمة فنحن طرفين في نظام واحد هو سلطة الديمقراطية فبالتالي ليس هناك قطيعة ونحن موجودين في مؤسسات الدولة في مجلس النواب في مجلس الشورى ولسنا خارج إطار السلطة بشكل عام ومن هذا المنطلق ليس فقط أنا أو نحن الناصريين نتعامل ولكن تتعامل كل القوى ومن هذا المنطلق أيضا في تلك الطائرة وفي غيرها كانت كل الأحزاب السياسية وليس أنا فقط موجودين في تلك الطائرة..

سامي كليب: بما في ذلك الحزب الاشتراكي؟

عبد الملك مخلافي: نعم أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الذي مثله في ذلك..

سامي كليب: تخزن القات مع الرئيس؟

عبد الملك مخلافي: أنا وكل أمناء الأحزاب نخزن القات مع الرئيس هو يحرص بشكل كامل على علاقات ودية مع كل السياسيين في اليمن وأن يفصل بين الخصومة السياسية والعلاقات الشخصية بمعنى فيحرص على دعوة السياسيين على دعوتهم من الأحزاب في كل المناسبات على دعوتهم بدون مناسبة للقاء والتخزين معه طبعا هذا التخزين على الطريقة اليمنية في كثير من الأحيان يكون بدون موضوع بمعنى أن هو يأخذ الطابع الودي والأخوي وفي بعض الأحيان يكون ذو موضوع وخاصة عندما يرتبط..

سامي كليب: بحدث سياسي..

عبد الملك مخلافي: بحدث سياسي وبأوضاع.. وأعتقد أن الكثير من المشاكل السياسية حلت في هذه اللقاءات التي تتم في المقيل..

سامي كليب: في المقيل أي جلسات تخزين القات اليمني الشهير تلتقي المعارضة والسلطة في اليمن المقيل يهدأ الأعصاب ويهدأ المشاكل ويجمع ما لا يمكن جمعه في الخارج وقد نجح اليمن في خلال السنوات القليلة الماضية وربما بفضل هذه العلاقة الغريبة بين السلطة والمعارضة في تخطي أزمات كبيرة وفي إيجاد صيغة لعلاقة مع أميركا رغم أن معظم المعارضة يعارض تلك العلاقة وبين تلك المعارضة نجد طبعا التنظيم الوحدوي الناصري.

عبد الملك مخلافي: أنا أعتقد أن الأمر في اليمن وربما له شبيه في الوطن العربي في هذه المرحلة أن السفراء الأميركيين هم أقرب للمندوبين الساميين لأنظمة الانتداب والوصاية يعطوا لأنفسهم حقوق أكبر من حق السفير المعروف دبلوماسيا يقدمون النصائح تارة ويمارسون الضغوط تارة أخرى السفير الأميركي يجول ويصول في مختلف أنحاء اليمن أود أن أشير إلى أني لست أنا الوحيد الذي قلت هذا فقد اضطرت صحيفة الحزب الحاكم في مرة من المرات ردا على تصرف السفير الأميركي للقول بأنه يتصرف كمندوب سامي هذا بعد أن كانت قد هاجمتنا لأننا قلنا بأنه يتصرف كمندوب سامي..

سامي كليب: يعني حضرتك كنت الأول الذي قلت وصفته بالمندوب السامي؟

عبد الملك مخلافي: نعم وهوجمنا من قبل الحزب الحاكم ثم هما اضطروا إلى أن يقولوا هذا لأنه يتصرف باعتبار أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تملي ما يجب أن يتم ومن المؤسف أنها يعني تقدم شهادات وفقا لمصالحها فما أشرت له في حديثي مع الجزيرة السفارة الأميركية في بعض الأحيان هي تبدو بأنها تؤيد المعارضة من أجل الديمقراطية وعندما تريد أن تقدم رسالة للنظام بشكل معين وفي بعض الأحيان تنصح المعارضة بأن تكون واقعية وتشيد بالتجربة الديمقراطية عندما أيضا تريد أن توجه رسالة معاكسة.

سامي كليب: حضرتك في مهرجان على ما اعتقد لحركة حماس بـ2002 دعيت حتى لضرب المصالح الأميركية فعلا استخدمت هذا التعبير؟

عبد الملك مخلافي: أود أن أشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية كشعب هي دولة يمكن أن تكون دولة صديقة إذا ما أحسنت سياستها تجاه المنطقة لكن ما يحدث الآن أن الولايات المتحدة الأميركية قدمت نفسها للعرب كعدو هي محتل في العراق هي داعم للكيان الصهيوني هي مساهم بقتل عشرات الآلاف مئات الآلاف الآن أتحدث على مئات الآلاف من العرب هي لم تقدم نفسها كحمامة سلام ولا قدمت نفسها كطرف محايد ولا قدمت نفسها حتى كطرف يبحث عن مصالحه قدمت نفسها كطرف يحاول أن يقتلنا مش يحاول يعني يقتلنا بشكل يومي..

سامي كليب: إذا مع ضرب مصالحها؟

عبد الملك مخلافي: ومن ثمة فأنها هي عدو..

سامي كليب: عبد الملك مخلافي الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري لعب أدوار وساطة كثيرة في الداخل تارة بين الحزب الاشتراكي والسلطة وتارة أخرى بين السلطة وجماعة حسين بدر الدين الحوثي التي لا تزال السلطة تطاردها في صعدا حتى اليوم وبعد استقالته من الأمانة العامة بقى عضو في قيادة الحزب وفي مجلس شورى الدولة وقيل أن استقالته جاءت على ضوء خلافات داخلية.

عبد الملك مخلافي: التنظيم الناصري لم يرتبط بشخص حتى أكثر الأشخاص الذين اتفق على أنه صاحب أعظم الأدوار في تأسيس التنظيم الناصري وهو الشهيد أيس محمد سيف لا يوجد في أدبياتنا من يطلق عليه المؤسس ولم يتولى موقع الأمانة العامة إلا لفترة قصيرة وبحركة أكتوبر يعني من المؤتمر الخامس في أبريل 1977 حتى استشهاده في نوفمبر 1978 وهو أكبر كان هناك دائما ربما بأكثر مما يجب تغيير في موقع الأمين العام فلم يكن لدينا أمين عام..

سامي كليب: يعني تغيير موقعك طبيعي؟

عبد الملك مخلافي: أولا لم يكن لدينا أمين عام للأبد لكن الحقيقة كان الديمقراطيين فيما قبل التوافقية أود أن أشير إلى أن تركي لموقع الأمين العام جاء عبر سلسلة أعتقد من التطور يفتخر بها التنظيم الناصري وأعتز بأنني كنت وراءها في التطور الديمقراطي نقلنا من الديمقراطية التوافقية إلى ديمقراطية عبر الانتخاب ونقلنا من الديمقراطية عبر الانتخاب أيضا إضافة البعد الآخر لها وهو عبر التنافس، كنت أول أمين عام في المرحلة الثانية الانتخابية للأمين العام لأني في فترة ثانية انتخبت فيها أمين عام الفترة التي تناولها من قبل عندما في عام 1982 ثم عدت أمينا عاما من جديد في فلدي تجربة في ترك الموقع يعني ليست أول مرة.

سامي كليب: هل لديك ثروة مالية بعد هذا العمل الطويل في التنظيم؟

عبد الملك مخلافي: لا أدري أن أقول بأنه أعتز بأنه لا أو أنه من المؤسف أنه لا.. لا أعرف ما هو الجواب الصحيح الذي يجب أن أقوله لكن بالتأكيد لا..

سامي كليب: كيف تعيش ماليا؟

عبد الملك مخلافي: كما قلت أنا عضو في مجلس الشورى..

سامي كليب: لديك راتب؟

عبد الملك مخلافي: وراتب عضو مجلس الشورى هو من أعلى المرتبات، نحن أعضاء مجلس الشورى وأعضاء مجلس النواب في اليمن يعاملونا معاملة الوزراء وحتى لا انتقص من شأن الموقع فلن أقول الرقم لأنه في اليمن.. في اليمن قليل قياسه خاصة أن الجزيرة مسموعة في كل الوطن العربي فسيروا بأنه كم هو قليل منصب الوزير أو عضو مجلس النواب أو عضو مجلس الشورى لكن بالتأكيد هو من أفضل الرواتب في اليمن هو من أفضل الرواتب ومنه أعيش وهذا ما يعني ساعدني على حياة كريمة.

سامي كليب: حين تتذكر الرئيس جمال عبد الناصر الذي لم تلتقيه تتذكر وجهه تجربته هو كرجل كإنسان ماذا تذكر عنه؟

عبد الملك مخلافي: حقيقة لدي تجاه الرئيس عبد الناصر شعورين يعني تجاه رمز المقاومة والكرامة واستمد دائما في كل لحظة من صورته وهو يتحدث ويواجه دافع للاستمرار في هذا الخط القومي المدافع عن الأمة وأرى فيه صورة الأب كإنسان لازالت أرى فيه صورة للطيبة ربما تتعارض أن تقول أنه صورة للطيبة والأب عندما تقول أنه أيضا هو صورة التحدي تلك الصور جميعا أراها في جمال عبد الناصر.