ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
من المعلوم والبديهي .. أن أي نظام حكم في العالم - لديه ولو قدراً بسيطاً من الوعي والإدراك لأبجديات السياسة - يملك حتماً من الأوراق السياسية المختلفة ما تكفيه للمناورة واللعب بها ، في خوض أي معركة سياسية محتملة مع خصومه من الداخل ، أو حتى عسكرية مع أي عدو محتمل من الخارج .
ومن أهم تلك الأوراق هي الورقة الإعلامية ، أو ما يسمى بـ "السلاح الناعم " ، والتي تُعد – برأيي - أهم ورقة على الإطلاق ، بل لا أبالغ إن قلت بأنها السلاح الأقوى في عالم اليوم للانتصار على الخصم ، ومن يجيد اللعب بها بمهارة فائقة سيكون هو الرابح في النهاية حتماً ، هذا إذا ما افترضنا أن كلا الطرفين يدعي امتلاك الحقائق على الأرض والواقع ، كما يدعي امتلاك المعلومات التي تثبت وتؤكد صحة ما يدعيه .
والنظام اليمني – كغيره من النُظم العربية القمعية – يمتلك أوراقاً للمناورة ، لكنها أوراق قديمة وعتيقة عفى عليها الزمن وتجاوزها ، فقد ظلت حبيسة في عقل الحاكم ومن يديرون نظامه لأكثر من ثلاثة عقود حتى انتهت فترة صلاحيتها ، ولذلك فاحت رائحة النتن منها عند أول محاولة لاستخدامها ، ولم يُطقها أحد من أفراد الشعب ، الذين تجاوزوا بوعيهم وبإدراكهم عقلية الحاكم وعقلية من يديرون نظامه المهترئ ، وباتوا اكثر ذكاءَ منه في المناورة ، وأكثر وعياً في قراءة المشهد السياسي وتحولاته في اليمن اليوم .
إن أكبر خطأ قاتل ارتكبه نظام صالح المتهاوي ولا يزال يرتكبه إلى اليوم ، بل لربما كانت "خطيئته" الكبرى في حق نفسه ، وهي اختياره لتلك الأصوات ، التي يُقال لنا أنها إعلامية ، والتي يقدمها للعالم على أنها متحدثة وناطقة رسمية باسمه في كافة المنابر الإعلامية ، وبالأخص منها ذاك " المهبِّش" المسمى " عبده الجندي " الذي لا أعلم حتى الآن ماهي المؤهلات التي جعلته يستحق ذاك المنصب الذي يشغله ، وما هي تلك الكفاءة الخارقة التي يتمتع بها ليكون ناطقاً رسمياً باسم نظام يُفترض أنه نظام دولة لها قيمتها ووزنها .
كم أشفقت على السيد " عبده الجَندي" وعلى رئيسه الذي لا زال مستميتاً في الدفاع عنه ، وكم شعرت كـ"يمني" بالخزي والحرج وأنا أتابع ذاك المشهد الفكاهي والهزلي من طرف السيد " الجَنَدي" في مداخلته الهاتفية مع قناة الجزيرة في حصاد الخميس أو الجمعة الفائت على ما اتذكر ، حين طلبت المذيعة منه أن يعلق على المبادرة الخليجية التي قضت بتنحي صالح مقابل ضمانات يحصل عليها بعدم ملاحقته قضائياً ، فاشتاط غيضاً من سؤالها وبدأ بمهاجمة الجزيرة ومراسليها ثم مهاجمة قطر ، ولم يتح حتى الفرصة للمذيعة كي تذكره بأن وزارته قد أغلقت المكتب وأوقفت المراسلين ، وخرج عن الموضوع بأكمله ، بل الأدهى من ذلك مهاجمته للمذيعة نفسها ، بطريقة سخيفة وفجَّة عكست رداءة وسطحية وعيه ، وكان حديثه لها بلكنة يمنية متنصلاً من كل مسئولياته ، وكأنه " يُشارع " أحد الأشخاص في سوق القات ، أو في أحد الدواوين اليمنية ساعة المقيل ، ونسي الرجل أنه على الهواء في قناة يشاهدها الملايين من البشر ، وأن القناة تُعَرفه في شريطها على الشاشة على أنه نائب وزير للإعلام " سع يوم الله " يفترض أن يكون لديه أدنى مستوى من اللباقة ومن الدبلوماسية في الحديث ، وباختصار كان كما قال المثل البلدي " ثور ينطح كُدُّومَه ".
وزاد الطين بلة المسمى " أحمد الصوفي" وهو المتحدث الصحفي باسم رئيس الجمهورية ، حين ظهر على الجزيرة من خلال ندوة خُصِّصت لليمن نهاية الأسبوع الفائت ، ليكيل الاتهامات يمنة ويسرة ، واصفاً المبادرة الخليجية بأنها تتحدث بلغة فوقية واستعلائية ، وأنها بذلك قد أهانت اليمنيين ، لأنها طالبت صراحة في أحد بنودها بتنحي الرئيس صالح ، وأنا أتساءل ؟! طالما وأن " أحمد الصوفي" يستطيع قراءة النوايا إلى هذه الدرجة ويستنتج كل هذه الاستنتاجات ، فلماذا لا يعتبر أن الذي يواجه شعبه بالرصاص الحي في سبيل بقائه في الكرسي مدى الحياة ، فقط لأن شعبه خرج يطالب بحقوقه المشروعة ، لماذا لا يعتبر ذلك هو التعالي بعينه ، على الشعب الذي يقول – زيفاً - بأنه يكن له كل الاحترام .
واكتمل المشهد الدراماتيكي بظهور صاحب الفخامة - الذي عودنا على الارتجال في خطاباته ، والتي لطالما أوقعته في أخطاء تجبره على الاعتذار في نهاية المطاف – ظهر على الملأ ليُخرج كل ما في جعبته تجاه قطر ، التي يبدو أنها لم تستجب لمطالبه في إسكات الصوت الذي أزعجه والمنبعث من محطة الجزيرة ، ولم يكن حصيفاً - بتقديري - حين اختزل المبادرة الخليجية وصورها وكأنها مبادرة قطرية فقط ، ثم وصفه لموقف قطر " بالتدخل السافر " وكذلك سحب السفير اليمني من قطر ، كل ذلك حتماً سينعكس سلباً عليه بالدرجة الأساس ، وسيغدو : كناطح صخرة يوماً ليوهنها * * فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
الشقيقة قطر .. هي - بكل تأكيد - أكبر بكثير من أن تتأثر بمثل تلك الإساءات على فداحتها ، لأنها تعلم أن فترة الصلاحية لمرتكبيها وقائليها قد انتهت ، وانها لا تعبر إلا عن ذوات قائليها وحسب ، اما المشاعر الحقيقية لليمنيين تجاه قطر وقناة الجزيرة ، فهي ما يشاهده الشعب القطري في كل يوم على ساحات وميادين التغيير في اليمن عبر الشاشات ، حيث يرتفع إلى جانب العلم اليمني العلم القطري وكذا شعار قناة الجزيرة .
ونحن نكرر اعتذارنا بالقول : " عذراَ قطر .. عذراً قناة الجزيرة " .