رسمياً.. زعيم مليشيات الإرهاب يخترق المناهج الدراسية وهذيانه يصبح مقررا دراسياً سيّد الحوثيين يتراجع عن إعدام ترامب ويعترف بوجود علاقة دافئة مع الاخير:لماذا التهويل لدينا تجربة مع ترمب تقرير جديد يكشف تفاصيل مثيرة عن التنظيم السري للميليشيات وخفايا جهاز الأمن والمخابرات التابع لها - أسماء وأدوار 12 قياديا بالأرقام..الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعد الأكثر كلفة في التاريخ ... أرقام فلكية البنك الدولي يكشف عن وضع مؤلم وصل اليه الغالبية العظمى من اليمنيين بخصوص قوت يومهم سبع طرق لنسخ نص من موقع يمنع النسخ تعرف عليها في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين
أحمد منصوررغم التحذير الشديد اللهجة الذي جاء في تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية في 21 أغسطس الماضي وقالت فيه إن دلتا نهر النيل في مصر التي تنتج 60 % من غذاء المصريين ويقطن بها ثلثاهم سوف يبتلعها البحر خلال المائة عام القادمة، إلا أن المسئولين المصريين بدلا من البحث في المشكلة وتشكيل اللجان العلمية التي تبحث في هذه الكارثة وكيفية مواجهتها اكتفوا بالرد على هذا التقرير وتفنيده وعلى غيره كذلك من التقارير الأخرى التي تحذر من أن دلتا نهر النيل في مصر معرضة للغرق إذا لم تتحرك الحكومة بشكل جدي بعيدا عن التهريج الذي تمارسه وتسعي لإنقاذ الدلتا ومن ثم إنقاذ أكثر نصف المصريين الذين يعيشون فيها، وكان الدكتور مصطفي كمال طلبة رئيس مجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية قد حذر من أن مصر مهددة بفقدان 30% من إنتاجها الزراعي لاسيما من الحبوب بسبب زيادة الحرارة وزيادة نسبة الملوحة في التربة، وهذا في حد ذاته يعتبر كارثة في ظل أن مصر تستورد أكثر من نصف احتياجاتها من الحبوب الرئيسية القمح والفول والذرة وغيرها، وقد أخبرني عالم الفضاء البارز الدكتور فاروق الباز في حوار أجريته معه يوم الأربعاء 28 نوفمبر الماضي أنه قضي ثلاثة عشر عاما في محاولات لإقناع وزير الزراعة المصري الأسبق يوسف والي بحفر بئر استكشافية في منطقة شرق العوينات جنوب غرب مصر بعد أن اكتشف عبر صور التقطها عبر رادار يخترق طبقات الأرض من الفضاء أن تلك المنطقة كانت بها بحيرة كبيرة قديمة وعشرات الأنهار مما يعني أنها غنية إلى حد كبير بالمياه الجوفية التي يمكن أن تحول هذه المنطقة الصحراوية إلى منطقة زراعية تعوض احتياجات مصر من الحبوب التي تستوردها وتدفع فيها مليارات الدولارات سنويا، وبعد ثلاثة عشر عاما وافقوا على حفر بئر استكشافي سرعان ما أكد على أن أبحاث الدكتور الباز كانت سليمة لكن المسئولين المصريين لا يقدرون مصالح الشعب ولا مصالح الوطن بالشكل العلمي المطلوب ويكتفون بأن كل شيء تمام وأن ما يقومون به هو الصواب وما يدعيه غيرهم هو الخطأ، والآن منطقة شرق العوينات بها أكثر من مائة وخمسين ألف فدان مزروعة وبها ما يقرب من خمسمائة بئر ارتوازي والمياه الجوفية بها تكفي لعشرات السنين، وما تنتجه من قمح يسد حاجة الصعيد من الغداء.
إن التغير المناخي أصبح حقيقة واقعة ومن ثم فإن الإصرار على رفض العلم ومعطياته والتمسك بالمعطيات الانطباعية يمكن أن يجر ويلات كثيرة على الشعوب العربية خلال الفترة القادمة، فالهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة، تقول وفق التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي صدر في بيروت يوم الخميس 19 نوفمبر إن زيادة درجة حرارة الأرض خمس درجات خلال العقود الخمسة القادمة أصبح مؤكدا بنسبة 50 % مما يعني زيادة درجة حرارة الأرض 5 درجات وهذا أمر خطير أشارت إليه أبحاث العلماء الأمريكيين الذين توصلوا إلى نتائج مفادها أن 53 % من الصفيحة الجليدية في القارة القطبية الجنوبية قد انخفضت وهذا يعطي نتائج أسوأ مما يتوقع بالنسبة لارتفاع منسوب المياه في البحار حيث لا تبقي دلتا النيل وحدها هي المهددة في العالم العربي بالغرق ولكن أجزاء من الكويت والإمارات وقطر وتونس وموريتانيا كذلك، فذوبان الثلوج سوف يؤدي إلى ارتفاع البحار ومن ثم غرق مناطق كثيرة من المناطق المنخفضة في العالم، ولن يكون العالم العربي بعيدا عن ذلك ففي دراسة خاصة أجراها مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية للمنتدى العربي للبيئة والتنمية أشارت الدراسة إلى أن ارتفاع مياه البحار مترا واحدا فقط سوف يؤدي إلى أن يبتلع البحر 41 ألفا وخمسمائة كيلو متر مربع من أراضي الدول العربية وهذا رقم مرعب بكل المعايير يقتضي أن تتحرك الحكومات قبل فوات الأوان وأن يكف المسئولون العرب عن الرد باستهتار واستغباء على كل تقرير علمي أو تحذير تطلقه مراكز الدراسات الجادة وأن تقوم الجامعات العربية والعلماء بدورهم تماما كما تقوم الجامعات والمراكز البحثية في الغرب بدورها تجاه المجتمع.
إن الخطر قادم ولكن لن ينجو منه إلا الذي سيتحرك لمواجهته، أما إذا ظل الأمن وأمن الحاكم تحديدا هو الذي يدير الأنظمة العربية فسوف يغرق الجميع.
*الجزيرة نت