آخر الاخبار

عاجل الكشف عن مصير جثمان حسن نصر الله.. تم دفنه بطريقة سرية كوديعة.. وأدى الصلاة عليه 5 أشخاص .. تفاصيل بعد موافقة واشنطن:الرئيس الايراني يكشف عن  الإفراج عن 6 مليارات دولار  من أموال إيران المجمدة وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا مفاجآت أخرى تنتظر حزب الله وتم القضاء على المستوى الثاني والثالث من قيادة الحزب خامنئي يدعو لربط الأحزمة من افغانستان الى اليمن ومن إيران الى غزة ولبنان مسئول ايراني كبير يتحدى إسرائيل ويصل بيروت لدعم حزب الله فيفا تدرس طلباً فلسطينياً بمنع إسرائيل من المشاركة في بطولات كرة القدم العالمية محافظات يتوقع أن تشهد هطول أمطار متفاوتة الشدة خلال الـ24 ساعة القادمة حقوقيون يتحدثون عن احكام الإعدام خارج القانون التي يصدرها الحوثيون هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة

ماذا يجري في اليمن؟
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 8 سنوات و 4 أشهر و 20 يوماً
السبت 14 مايو 2016 09:32 ص
تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي التي يدير معظمها شباب مرتبطون بأحزاب أو شخصيات معنوية بكم مهول من الكذب والتدليس وترسيخ مفردات الحقد والكراهية ويغلب الزيف وسطحية التحليل والانطلاق من الهوى على أغلبهم ومن المخجل زعمهم لاستقلاليتهم الفكرية، وحصيلة هذا الشتات هو انتشار الأخبار المفبركة والتحليلات دون معلومات موثقة.
منذ أسبوعين بدأت في عدن حملة طرد لمواطنين يمنيين كاملي الأهلية ولا يمكن توصيفها بأقل من البشعة وحملت في عمقها إقرارا عمليا بما ينتظر اليمن في المرحلة التي ستلي الوقف النهائي للعمليات العسكرية. ومن المؤسف أن ضمير المجتمعين في الكويت لم يتحرك ولم يفكروا للحظة في الانحطاط الاخلاقي والوطني الذي وصلت إليه العلاقات الإنسانية داخل اليمن بعد عقود طويلة انصهرت فيها المجتمعات الجغرافية المختلفة وتعايشت، ولم يدر في خاطر ضيوف الكويت أن عليهم مسؤولية تتجاوز الدفاع عن حقوقهم الخاصة بعد أن تخلوا عن حقوق المواطن البائس والارتفاع إلى مستوى جديد لم يألفوه من الابتعاد عن التحاذق وادعاء امتلاك صكوك الوطنية وإطلاق التصريحات التي تعلموها في مدارسهم الحزبية.
إن ما جرى وما زال في عدن من انتهاك لحقوق المواطنة هو وصمة عار في حق المسؤولين وتثبيت لتخليهم عن دورهم الأخلاقي والوطني وينم عن عدم الاكتراث بما يدور هناك بينما هم منشغلون في ترتيب أوضاعهم الخاصة والاكتفاء بالمناشدات والتوسلات.
في تعز اندلعت حرب بين أبنائها بشراسة غير مسبوقة وكانوا يتمترسون في خندقين متقابلين، استنزفت فيها دماء أعز شبابها الذين خسروا مستقبلا كانت تعز واليمن تنتظرانه منهم، وصارت المشاهد التي تبثها الشاشات نذيرا للأحقاد والكراهية التي ستحصدها أجيال قادمة، ورغم سيل الاتهامات التي يطلقها كل طرف متخليا عن مسؤوليته فإن الجميع سيكون له نصيب منها وإن تفاوتت درجته وتلك مهمة المؤرخين.
لقد عاشت تعز وعدن قرونا في حالة تفرد بالمدنية والتمسك بالقيم الأخلاقية والوطنية وتعرضتا تاريخيا لعملية تهميش سياسي لدور أبنائها وكانتا دوما ملجأ لكل يمني يبحث عن رقعة جغرافية داخل الوطن تمنحه الهدوء النفسي والقيمة الإنسانية، وفي أقل من عام واحد صارت المدينتان نقطتي جذب للصراع المناطقي والمذهبي والحزبي وها نحن نراهما مستمرتين في تدمير الدعائم التي شكلت أسس تاريخهما.
إنني لا أبالغ إذ أقول إن ما جرى في عدن وتعز سيكون علامة فارقة في تاريخ اليمن الأخلاقي والسياسي والاجتماعي وسيكون لزاما على الأجيال القادمة القيام بجهود مستمرة لمحاولة تجاوز ما حدث، وإعادة الدور المناط بالمدن اليمنية الأخرى مثل صنعاء وحضرموت.
اليمن تنتظره أزمنة قاسية ليس بإمكان اليمنيين القابعين في «قصر بيان» إيقاف عجلة دورانها الخلفي دونما معالجة جذرية لأسس تفكيرهم المتحجر وبذل جهد أخلاقي يسمو فوق الرغبات الشخصية التي لا يلحظ المتابعون أي تنازل عنها، وسيكون لزاما على مجلس التعاون المساهمة مع المجتمع الدولي لفرض رغبة اليمنيين في السلام بعد ١٤ شهرا من الحرب.