المشهد اليمني
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 12 يوماً
الأحد 26 يوليو-تموز 2015 03:20 م

ادلى كثير من الكتاب والمحللين السياسيين والعسكريين بتحليلاتهم السياسية والميدانية في الحوارات السياسية والجبهات القتاليه ؛ وكل ادلى بدلوه من منظوره او قناعاته ؛ وقد كلفني احد الاخوة الاعزاء ان اسبر غور هذا الميدان واستقرء الواقع ، وللقارئ ان يحكم من خلال متابعاته

في مقال سابق قلنا ان هناك ثلاث جبهات رئيسية وجبهات ثانوية ولايعني انها غير مهمه لكنها ليست مفصلية في الصراع القائم ؛

قبل ان استرسل في الجبهات ننظر الى الخارطة الجغرافية ؛ ستجد ان الانقلاب يسيطر على اقليمين هما ازال وتهامه مع وجود مقاومة لهذا التواجد ؛

فلو اعتبرنا ان امانة العاصمة تمثل في الجسم اليمني العقل والقلب ؛ يعني انهم اخذوا جزءًا مهما من الجسم اليمني ؛ لكن بالمقابل يحتاج العقل الى اعضاء تنفذ التوجيهات القادمه من العقل او رغبات القلب ؛ بينما تمثل الثلاث الجبهات الأخرى الأعضاء فاذا كان العقل والقلب لا يتحكمان في الأعضاء الاخرى فلا قيمة لها ماديا

يبقى الحالات الاستثنائية لا حكم لها ؛ تخيل انسان لديه قلب ينبض وعقل وبقية أعضاؤه مشلولة بماذا ستحكم عليه ؛ اكيد ستقول حي كميت ؛ وهذا الحاصل للانقلاب ؛ ناهيك من انه لو بدأ الراس يصاب بين حين واخر بصداع وآلام وهذا تمثله المقاومة فلا شك بان اهله سيضيقون به ؛ وهذا ما هو حاصل للشعب اصبح يضيق بهم ذرعا ؛

نعود للجبهات :-

1- عدن :- هي العاصمة الاقتصادية فالشعب كله يحتاجها ؛ وستعتبر البديل للشريان الغذائي والنفطي ؛ ولهذا ستقضي على مايستخدمه الحوثيين من السيطرة على الغذاء والدواء والنفط ؛ وسيسقط العذر لإدخال المعونات الإنسانية ؛ وتنتهي عليهم السوق السوداء التي يدعون انها للمجهود الحربي التي اثري منها كثير من الحوثيين تجار الحروب

وكونها استعصت عليهم وسيطرت عليها الشرعيه فهذا هو المسمار الأخير في نعشهم ؛

اذا عدن تعتبر اليد التي يبطش بها وقد أفلتت منهم وستخنق الحديدة كونها ستكون البديل لميناء الحديدة وربما تخنق صنعاء لانها ربما البديل لمطار صنعاء ؛ فكل الاعذار ستسقط سواءا البحريه او الجوية ؛ ناهيك عن كونها ستكون ايضا العاصمة السياسية بدلا عن الامانة ..

2- تعز :- اتوقع انهم سيصبون جام غضبهم على تعز بعد يأسهم من عدن وسيهجمون عليها بقضهم وقضيضهم وسيجعلون تدميرها منهجا كما دمر الاسد الزبداني ؛ ومع ذلك فإنهم لن يحققوا مايريدون فتعز بابنائها عصية وبتضاريسها الصعبة ستكون مقبرتهم الثانية وعادة الفشل يولد الفشل ؛ وهذا لا يعني التراكن ولكن يجب الاستعداد وحماية المنافذ بقوة وصرامة سواءا الراجع من عدن او القادم من ازال مرورا بأب او الوصل من تهامة عن طريق الساحل ؛ فحماية الخطوط الامامية تخفف كثيرا من حجم الدمار المراد لها.

وتعز بمثابة الدورة الدموية لاي نظام اذا ساندته لاتتركه حتى توصله على كرسي الحكم ؛ وليس ذلك فقط بل صمام امان الاستقرار للبلد في كل حقب التاريخ ؛ بل لا ابالغ ان قلت لايمكن ان تكون دولة وحكومة الا اذا كانت تعز معه

ومن هذا المنطلق اراد الانقلابيون السيطرة على تعز ولكن انى لهم ذلك

وعليه فانتظروا السقوط الثاني المدوي الذي لن تقوم لهم بعده قائمة والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

3- مأرب :- مأرب وما خلفها مصادر الطاقة والمال وهي شريان حياة اليمن التي تمد الخزينة العامة بما يساوي 80 % من الميزانية

 لكن فيها قبائل مقاتلة لا تستسلم بسهوله ؛ وهي بوابة المحافظات خلفها وصمام امان لجيرانها ؛ لن يستطيع الوصول اليها بسهولة بل ثمنها غال جدا واتوقع انصرافه الى تعز أكثر من مغامرته في مارب ؛ قد يتساءل الكثيرون فلماذا هو مستميت هكذا ؛

استماتته في الفترة الماضية لا سباب ثلاثة

• انها مورد الخزينة والطاقة

• ان استقرارها يهدد صعده

• انها دعما لصنعاء وخطرا على العاصمة

وسيبقى في المرحلة القادمة محافظا على ما تحقق له فيما سبق ؛ ليتفرغ لتعز

بتحرر هذه الثلاث الجبهات الرئيسية ينتهي شيئ اسمه الانقلاب وستعود الحية الى كهفها في بيات شتوي طويل ؛ بينما المخلوع سيبقى مثل القملة في رأس اصلع ؛ لا يدري اين يذهب والى اي جزيرة سترمي به الامواج

وسينطبق عليه الحديث ارحموا عزيز قوم ذل ؛ وانا لله وانا اليه راجعون

انوه في آخر هذا التحليل ان هناك دول قد لا يروق لها هذا المشهد الدراماتيكي ؛ وستبدأ تجلب بخيلها ورجلها لإنقاذ مايمكن أنقاذه منهم في مبادرات سياسية لسحب الفتيل

وفي تصوري اذا حصل ذلك ان تستجيب الشرعية للحل السياسي ؛ وان يتفاعل الثوار مع شرعيتهم

ولكن بحذر شديد وكل يبقي اصبعه على زناد بندقيته حتى لايؤتى هذا النصر من هنا ؛

 لان تكلفة النصر سياسيا اقل من تكلفته عسكريا ؛

 وتنتهي الجيوب المقاومة بسرعة

 عكس النصر العسكري تماما والذي يطيل امد الجيوب ويحتاج الى فترة طويلة للسيطرة عليها ؛

وتبقى النفوس حاقدة والاعصاب متوترة ؛

وعلى اصحاب الحق ان لا يخشون الحلول السياسية لانها تصب في صالحهم

 كون بضاعتهم مقبولة لدى الخاص والعام فقط ينتبه للخديعه