ضربات الحزم .. لا تكفي .. للحسم
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 31 مارس - آذار 2015 11:56 ص

لا شك إن التحالف المكون من الحركة الحوثية مع الرئيس المخلوع " صالح " قوة لا يستهان بها . تحالف حقق السيطرة رغم ما يعانيه من رفض شعبي وقصف عربي . وأحد أسرار نجاحهما يكمن في التكامل فيما بينهما . الحوثي يمتلك القوة الجماهيرية التي تدين بالطاعة والولاء التام للانتماء المذهبي الطائفي , ولجان ثورية شعبية مدربة بشكل لائق على حرب الشوارع وإثارة الفوضى بشكل منظم وبتوجيه قيادي منتظم . والمخلوع وأسرته يملكون قوة عسكرية وجماعة سياسية تتحرك بالولاء للعائلة المالكة . لقد كون صالح خلال حكمه منظمة عنكبوتية استطاعت الإيقاع بكثير من القوى العسكرية والكوادر السياسية والهامات الوطنية في شباكها ليصبحوا أدوات تنفيذ لأهدافهم . ومع انطلاق الثورة في اليمن وما آلت إليه من مبادرات وحوار لا يخدم في مخرجاته الحركة الحوثية ولا المنظمة الأسرية , تشكل هذا التحالف الذي أخذ كل طرف فيه ينفذ المطلوب منه تماما .

ومؤخرا كان نصرهم مؤكدا بدخول عدن والقضاء على شرعية الرئيس هادي , لولا حفظ الله ثم إدراك دول الجوار لحجم الخطر القادم على المنطقة إن تمت لهم السيطرة على اليمن . ولذا تحركت المملكة دون انتظار البرتوكولات المتبعة وقامت بضربتها التي حيدت سلاح الجو وأوقفت تقدمهم نحو عدن . واليوم وفي الجبهات الجنوبية ومأرب والبيضاء وغيرها تدور معارك شرسة ومواجهات دامية , وما زال صالح يضرب ويتقدم ويسعى لتهريب أسلحته وتوزيع قواته على خطوط تماس المحافظات مسيطرا على مواقع جغرافية حساسة ليتمكن من خلالها بالتلويح بخيار حرب التدمير الشامل الطويل مقابل الحوار حفاظا على منظمته .

وفي الحوار ستكون هذه المواقع وما فيها من سلاح مدمر أوراق ضغط يحقق بها شيئا من التواجد والبقاء والحركة . إن كل هذه الأحداث تبين أن الضربات الجوية لا تكفي في القضاء التام على منظمة تكونت عبر عقود من السنين , ولكن لابد من تقدم أرضي للقوات اليمنية المتنوعة والمناصرة للشرعية . ومع افلاس القوى العسكرية والأمنية النظامية من عوامل القوة والوطنية فإن اللجان الشعبية والقبائل تقوم بهذا الدور الهام . ولكنها تفتقد تماما للاحترافية العسكرية والضوابط التنظيمية في تحركها وهجومها , ولا تمتلك التدريبات العسكرية والخطط القتالية ولا المعدات المتطورة ولا المعلومات اللازمة للتحرك المأمون . ويكون قتالهم نابعا من منطلق الشجاعة والرجولة وثبات المبدأ . وتلك صفات قد لا تمنع عنهم الهزيمة أمام عدو منظم يملك الخبرة القتالية مدعوما بأرقى الأجهزة في مجال الاستطلاع عبر ما يمتلكه من أقمار توفر له المعلومات والصور التي تحدد أماكن القوات والتجمعات ليقوم بضربها أو الالتفاف عليها . وبهذا يحقق تقدما فعليا على الأرض يعوضه خسارة السماء .

ولذا يجب على قوة سلطة الشرعية اليمنية وقوة تحالف " عاصفة الحزم " :

ـ سرعة عودة الرئيس " هادي " إلى عدن أو أي محافظة أخرى لأهمية وجوده كرمز شرعي لأبناء الوطن .

ـ سرعة تعيين وزير دفاع جديد أو من يقوم بمهام الوزير " الصبيحي " لأهمية ما يمثله ذلك من قوة ومتابعة وتحرك .

ـ تشكيل غرف عمليات حرب موحدة من قيادات عسكرية وسياسية وطنية مخلصة في كل المحافظات , ومدها بكل حاجتها من الوسائل لتقوم بقيادة فاعلة وإدارة ناجحة للمعارك الأرضية وفق ما بين يديها من معلومات استطلاعية مؤكدة .

ـ سرعة تكوين وتأهيل قوات ميدانية مقاتلة من اللجان الشعبية والقبائل والعسكر المتقاعدين وفق هيكلة نظامية معروفة .

ـ سرعة القضاء على هذا التمرد بشكل تام حاسم , وملاحقة قياداته العسكرية والسياسية والإعلامية والمذهبية . وبسط نفوذ السلطة على مناطق النزاع . فكل يوم يمر دون ذلك يزيدهم قوة وأملا وتراصا وترتيبا وتواصلا داخليا وخارجيا .

ـ سرعة تدمير مصفوفة صالح المعلوماتية ومنظومته الاستطلاعية العسكرية ومصادر وأجهزة تفوق تحركه الميداني .

ـ سرعة قيام السلطة الشرعية بإقالة رموز الخيانة في المؤسستين العسكرية والأمنية والسياسية من مناصبهم , والتي ثبت ولاءها وتواصلها مع المخلوع وقواته .

ـ رفع معنويات المقاتلين والمواطنين عبر تغطية اعلامية شاملة للانتصارات والبطولات وعبر توعية دعوية لفضل الدفاع عن الدين والوطن وفضل الصبر والدعاء , وبيان أهمية ترك التنابز المناطقي والمماحكة السياسية بين المكونات اليوم .

ـ أثق أن هذا سيكون من عوامل الحسم والنصر . وهو أمر نتمناه سريعا , إلا إن كان لدى البعض نية خفية لإطالة أمد هذه الحرب فذلك شأن أخر . ولا نملك إمامه إلا اللجوء والتضرع للملك القهار الجبار أن ينتقم لنا من كل خوان كفار .