أليس هذا احتلال فارسي؟!
بقلم/ عبد العزيز الجرموزي
نشر منذ: 9 سنوات و 8 أشهر و يومين
السبت 07 مارس - آذار 2015 01:01 م

لم يكن للحوثي عبر التاريخ سوى صرخة مكبوتة لم يتجاوز صداها جبال مران؛ليس ﻻنها ﻻ تملك الوسيلة واﻻسلوب بل ﻻنها صرخة شاذة متطرفة لم تلقى قبوﻻ شعبيا كونها تحمل فكرا زائف واعتقاد خاطئ جلبها تلميذ الخميني السيد حسين الحوثي من محراب"قم"

ولم نكن نتوقع أن ثمة خطرا حوثيا مستقبليا على البلاد ،او انه سيغدو يوما قويا يهد الدولة بجيشها وأركانها ويجتاح المدن ويستبيح حرماتها،ولعل الجميع يعرف حجمه وقوته واتباعه وأجندته اذ قبع في سنوات في كهوف مران يناور الدولة تارة ويعلنها هدنة تارة اخرى ما يدل على ضعفة ومحدوديته.

لكن كيف ومن اين امتلك الحوثي هذه القوة حتى يسقط الدولة ويحتل المدن ليفعل ما يروم له دون رقيب او حسيب؟كيف أصبح مصدر قلق وخوف الجميع؟من أين جلب تلك الاسلحة الضخمة والمناصرين الكثر ليستحكم بكل مفاصل الدولة بما فيها الجيش والسلاح؟كيف تحول هذا الرجل من متمرد إلى نمرود ومن ادعاء المظلومية الى ظلم اﻻخرين؟ يقتل من يشاء ويبقي من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء،

لقد فعل الحوثي ما لم تفعله أي حركة متمردة في العالم ﻻ حزب الله في لبنان وﻻ بوكو حرام في نيجيريا،إذن ما اﻷمر ياقوم؟

لم يعد خفيا للجميع مدى النفوذ اﻻيراني في اليمن وتدخلها السافر في شأن اليمن،والدور الذي تضطلع به في زعزعة امن واستقرار الوضع اليمني،ولم يكن هذا التدخل وليد اللحظة بل كانت منذو سنين طويل وتحاول بسط يدها في اليمن ليس لتحقيق مصالح سياسية ولوجستية فحسب بل كان لغرض انتقامي سببه موقف اليمن الداعم للعراق في حربها مع ايران عام1989م .

هذه النقطة شكلت المحور اﻻساسي للحقد الفارسي الدفين على اليمن وكلنا ندرك ذلك يقنا وقد قال حينها "الخميني"(انه سيلقن الدول الداعمة لصدام حسين درسا،ويسلقن اليمن درسا خاصا)

ومن ذلك الحين بدأت إيران تفكر مليا  ﻻيجاد موضع قدم لتنفذ مخططاتها في اليمن لتحقيق الغرض ذاته وقد وجدت فارس مسببات مكنتها من الولوج في الشأن الداخلي للبلاد والتأثير السلبي فيه ،كان من أبرزها وجود الطائفة الشيعية في اليمن وهى نسبة ضئيلة ﻻ تتجزأ 3·\· من السكان استغلت طهران هذه النسبة ومنحتها الدعم السخي(فكريا وماديا وعسكريا) وفتحت لها قنوات اتصال أكان ذلك عبر سفارتها في صنعاء او عبر المنح الدراسية والتدريب القتالي في لبنان على يد حزب الله حتى أنشئت منها حركة مسلحة سميت في مبدأ نشأتها "بالشباب المؤمن"قبل ان يطلق عليها انصار الله ولم يكن ذلك سريعا بل استمرت سنوات من التعبئة الفكرية والتجهز القتالي تحت اشراف نصر الله حتى امتلكت اﻻستعداد الكافي للمواجهة لتبدأ مغازلة الحكومة اليمنية السابقة حربيا عام 2004م مع أنها كانت تعلم ضلوع طهران في في كهذا امر.

وتستمر الحركة الحوثية ومن وراء ايران في مقارعة النظام السابق لعدة سنوات بين حرب وهدنة راح ضحيتها اﻻلاف من أبناء اليمن ناهيك عن الخسائر المادية ودون ان نعلم أسباب الحرب،

وفي مطلع عام2011م برزت ثورة الشباب السلمية التي أطاحت بنظام الرئيس صالح دخلت اليمن ظروف صعبة أنتجت نظام توافقي اضعف من سابقة وفعلا استغل الحوثي هذه الظروف ليجدها سبيلا لبسط نفوذه ولم يكن وحيدا هذه المرة بل كان بمعيته العدو اﻻول النظام السابق الذي دفعة لذلك اﻻنتقام من خصومة،كما ان طهران تمكنت من الوصول أكثر الى صعدة حاملة العدة والعتاد،

وبفعل هذا التحالف والدعم استطاع الحوثي العبور الى خارج صعدة ليجتاح المدن جل المدن الشمالية بصورة بربرية ووحشية ليكون اللاعب اﻻقوى واﻻبرز في الملعب السياسي ولم يعد ذلك غريبا على الجميع مما فعل الحوثي وحلفاؤه بحق والوطن والدين وبحق اﻻنسانية، ومازالو يرتكبون ابشع المجازر وعمليات القتل المنظمة بحق اليمنيين حتى المساجد ما سلمت من هذا العدوان الممنهج.

 هل يعقل ان يكون الحوثي هو وحده من أحكم السيطرة على البلاد وعدد مقاتليه من 5000الى 1000مقاتل معظمهم اطفال ﻻيجيدون مهارة القتال كما أفادت بعض اﻻحصائيات؟

ربما لسنا معنيين بهذا الصدد لفت النظر الى الخيانة الداخلية في الجيش وتواطؤ النظام ومساندة بعض القبائل وحزب المؤتمر للحوثي بقدر ما نحن معنيين بتورط إيران ودورها في هذه الحرب ومدى طموحها الجارف جاعلة من انصار الله اليد الطولا-ليس فقط -على اليمن بل المنطقة ككل .

ولم يقتصر دورها على الدعم اللوجستي والعسكري بل امتد الى ابعد ذلك فقد تم اسر اكثر من اربعمائة من مقاتليهم في البيضاء كان من بينهم العشرات ايرانيين ولبنانين ،وقبل ذلك بأشهر ارسلت العشرات لنشر المذهب الشيعي في المناطق النائية من اليمن،وصفقات الرحلات الجوية بين ايران والحوثي اﻻن يؤكد ويكشف تدخلها السافر ازاء اليمن وربما سنشهد مستقبلا مفاجئات اكثر قادمة من طهران،

لقد فعلت ايران كل ذلك لتشفي غليلها حقدها القديم من اليمن قبل ان يكون ذلك لخدمة مصالحة السياسية وهيمنتها على المنطقة.

 

والسؤال يبرز جليا:هل مازال لليمن من إمكانات لسد الباب في وجهة النفوذ اﻻيراني بما يمنع من تسريب ما تبقى من سمومها على اليمن؟ام اننا ﻻ نملك شئ وما علينا اﻻ التطبيع والخضوع بين يدي طهران!!