في أول رد من قبل المعارضة اليمنية على الوثائق التي تم نشرها عبر موقع ويكليكس قال رئيس اللقاء المشترك في محافظة مأرب الشيخ مبخوت بن عبود الشريف أنه في حال ثبوت صحة الوثائق التي تم تسريبها خاصة فيما يتعلق بقيام القوات الأمريكية بقصف مناطق في عمق الأراضي اليمنية ملحقة عشرات القتلى والجرحى وتبني اليمن لتلك الضربات يعد خيانة وطنية كبرى ويجب محاكمة كل من تستر على تلك الحقائق , وطالب القيادي في اللقاء المشترك من مجلس النواب اليمني بإعادة فتح التحقيق مجددا في الأقوال التي أدلى وزير الداخلية اليمنية في مسائلته السابقة عن تلك المجرزه .
وأضاف القيادي في اللقاء المشترك لمأرب برس " أن وثائق ويكليكس التي تم تسريبها خاصة ذات الشأن اليمني تعد كارثة في حق السياسية اليمنية على الصعيد الداخلي والخارجي , مؤكدا في سياق الوقت صحة نظرة المعارضة لسياسة الحكومة اليمنية التي تنتهجا تجاه هذا الوطن .
وطالب بن عبود في ذات الوقت في مراجعة السياسية الأمريكية الحالية وعمق تدخلاتها في الشأن اليمني يوما بعد يوم , مبديا مخاوفه أن تتحول اليمن إلى حديقة خاصة للأمريكان لينفذوا عليها كل ما يحلو لهم تحت مظلة محاربة الإرهاب أو غيرها من المسميات .
كما طلب من كل من وردت أسمائهم في ذلك التقرير في حال ثبوت صحته بتقديم اعتذار رسمي للشعب اليمني وتقديم استقالاتهم من مناصبهم في أسرع وقت حفاظا على كرامة الشعب اليمني .
من جانبها سارعت وزارة الخارجية اليمينة لنفى ما جاء فى الوثائق التى كشف عنها ويكليكس والتى تهدد بأزمة دبلوماسية بين اليمن وكل من قطر وليبيا واريتريا، وأكد مصدر مسئول فى وزارة الخارجية اليمنية أن ما جاء فى الوثائق حول ما دار بين المسئولين اليمنيين والجانب الأمريكى "لا يعتبر نقلا دقيقا وصحيحا لحقيقة ما دار بالفعل فى تلك اللقاءات".
وقال المصدر اليمنى فى تعليقه على موضوع الوثائق التى سربها ويكليكس وما تم نشره فى عدد من الصحف من تلك التسريبات حول اليمن، إن مواقف اليمن واضحة ومعلنة وغير مزدوجة، وتعامله مع أشقائه وأصدقائه ينطلق من ثوابته الوطنية والقومية.
وكانت الوثائق الأمريكية قد قالت إن الرئيس صالح رحب بمؤتمر لندن الدولى للمانحين حول اليمن، غير أنه طالب باستبعاد قطر من هذا المؤتمر لاعتقاده أن قطر تعمل ضد اليمن، ونقلت قول الرئيس صالح 'إن التعاون حول اليمن بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والسعودية والإمارات العربية المتحدة سيكون مفيدا، ومع ذلك ينبغى عدم مشاركة قطر، لأنهم يعملون مع إيران'.
وأكدت الوثائق المسربة أن الرئيس صالح قال إن قطر واحدة من تلك البلدان التى تعمل 'ضد اليمن' مع إيران وليبيا وإريتريا.
وأضاف المصدر فى تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، "إن اليمن يبنى علاقاته مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل فى شئونه الداخلية أو المساس بثوابته وسيادته وبالتالى فإن ما تضمنته تلك الوثائق ونشرها لا يهم اليمن بشىء".
وأشار المصدر إلى أن اليمن ظل يعانى من الافتراءات فى بعض وسائل الإعلام لتشويه مواقفه والنيل من سمعته.
كما كشفت تسريبات ويكليكس للوثائق الأمريكية قالت أن القوات الأمريكية هى من نفذ الهجمات الجوية على منطقة المعجلة فى محافظة أبين بجنوب اليمن نهاية العام الماضى والتى أسفرت عن مقتل 55 مدنياً، وأوضحت أن العمليات العسكرية الأمريكية تمت بتنسيق بين الإدارة الأمريكية والحكومة اليمنية، وأن اليمن قبل بتوفير غطاء لتلك الهجمات.
وكشفت الوثائق عن انعقاد اجتماع للجنرال الأمريكى بيترايوس مع الرئيس اليمنى حول المساعدات الأمنية والضربات ضد القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، مطلع العام الجارى، عقب العمليات الجوية ضد منطقة المعجلة بأسابيع قليلة.
كما زعمت بأن 'نائب رئيس الوزراء اليمنى رشاد العليمى اعترف خلال الاجتماع مع الجنرال بترايوس بكذبه على البرلمان اليمنى بنسب العمليات لليمن'.
وأشارت هذه الوثائق إلى أن الرئيس صالح قال للجنرال الأمريكى بيترايوس 'سنستمر فى القول اننا نحن من نلقى القذائف وليس أنتم'. وقالت إن الرئيس اليمنى طلب من الجنرال الأمريكى استبدال صواريخ كروز بقذائف عالية الدقة حتى لا تقع أخطاء كتلك التى حدثت فى أبين.
وأكدت أن الرئيس على عبدالله صالح رفض نشر قوات امريكية على الأراضى اليمنية التى تتواجد فيها عناصر القاعدة، وقال لمسئولين أمريكيين "عليكم ألا تدخلوا منطقة العمليات ويجب أن تبقوا فى مركز العمليات المشترك'.