إيرانيات يقاومن الحظر بشراسة.. متنكرات بأزياء الرجال حبا في الرياضة.. شاهد

الثلاثاء 01 مايو 2018 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 4430

 

لا يتجاوز عدد سكان هذه القرية الصغيرة 209 نسمة، إلا أنها تتحدى سلطات طهران منذ 10 سنوات.

فبعد اندلاع الثورة الإيرانية سنة 1979، قررت الحكومة المحافظة، التي يسيطر عليها رجال الدين الشيعة، منع النساء من حضور مباريات الرجال في الملاعب، بدعوى حمايتهن من الأجواء المتوترة في مدرجات الملاعب التي يكون أغلب المشجعين فيها من الذكور.

أما في قرية شهيدجان، فالأمر مختلف تماماً. فالعمدة السابق للقرية، علي أمراني، الذي كان ينظم مباريات كرة القدم، قال أنه "في حال تابع الأشخاص الذين يرفضون دخول النساء إلى الملاعب، حضور المباريات في القرية، فسيغيرون مواقفهم حتماً".

المسؤولون لم يعارضوا حضور نساء القرية للمباريات

وفسر العمدة الموقف بالقول إن "النساء يعملن جنباً إلى جنب مع الرجال في الحقول. ومن هذا المنطلق، يجب عليهم أن يتابعوا مباريات كرة القدم معاً أيضاً".

ولا تتكتم القرية عن حقيقة متابعة نسائها لمباريات كرة القدم، حيث أكد عمدة شهيدجان السابق أن "مسؤولي محافظة بوشهر تابعوا في عدة مناسبات المباريات ولم يعارضوا تواجد النساء على المدرجات".

وبعد مباراة جرت الأسبوع الماضي في قرية شهيدجان بإقليم بوشهر الواقع على الخليج العربي، تم توزيع الجوائز على النساء، حسبما نقل موقع Middle East Online عن صحيفة "صبح نو" الإيرانية المحافظة.

تحدي قرار المنع بدأ منذ سنوات طويلة

من بين الدول المشاركة في كأس العالم روسيا لسنة 2018، تعد إيران الدولة الوحيدة التي تمنع نساءها من دخول ملاعب كرة القدم.

ما حدث لم يكن مفاجئاً للسلطات الإيرانية، فنساء قرية شهيدجان، يتابعن منذ عشر سنوات المباريات التي تدور في نطاق المسابقات الكروية المحلية على الملاعب الترابية، وهو ما يظهر تحديهن القديم لقرار الحظر.

 

ومحافظة بوشهر الواقعة في جنوب غرب البلاد يتواجد بها المفاعل النووي الشهير، وهي إحدى المحافظات الإيرانية التي يشكل العرب جزءاً من تركيبتها السكانية.

في مطلع شهر أبريل/نيسان 2018، تطرقت صحيفة "صبح نو" الإيرانية في أحد تقاريرها إلى القرية. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت هذه القرية مشهورة، نظراً لجرأة سكانها الذين لم يخشوا مواجهة قرار تفرضه السلطات الإيرانية منذ سنة 1981.

رئيسة النادي ممنوعة من متابعة مباريات فريقها

في المقابل، فإن رئيسة نادي بادران طهران، شوهره موسوي، التي تعتبر أول امرأة تترأس نادي كرة قدم في إيران، ممنوعة من دخول الملاعب، حسب تقرير لصحيفة عن صحيفة Spiegel الألمانية.

وعلى الرغم من أن ملعب "آزادي" في العاصمة طهران، فيه مكان مخصص لموسوي مفصول عن بقية المدرجات، وتحديداً في المكان الخاص بالشخصيات المهمة، إلا أن موسوي لا تستطيع حضور المباريات.

بل وصل الأمر إلى أنها تعرضت، في عدة المناسبات، للطرد من قبل قوات أمن الملعب، حسبما صرحت لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أرادت موسوي حضور مباراة ثمن نهائي كأس إيران، التي جمعت ناديها بنادي برسبوليس، لكنها لم تتمكن من تحقيق رغبتها.

زهراء مجنونة الكرة تتنكر لدخول المدرجاتالمفارقة أن النساء اللاتي يذهبن إلى الملاعب، في باقي أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة طهران، يتنكرن في هيئة الرجال بهدف تضليل الأمن.

اضطرت إحدى المشجعات وتدعى زهرة كوشنافاز، إلى التنكر أحيانا بلحية مزيفة، ولكن لم تتوان هذه الشابة عن نشر صورها في الملعب عبر حسابها على إنستغرام.

وخلال شهر يناير/كانون الثاني 2018، حضرت امرأة بلحية مزيفة مباراة لنادي استقلال طهران.

أما في مطلع شهر مارس/آذار 2018، فاعتقلت قوات الأمن الإيرانية العديد من النساء، اللاتي تابعن مباراة الديربي بين نادي برسبوليس واستقلال طهران، والتي حضرها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو.

وفي ذلك الوقت، لم ينتقد إنفانتينو عملية اعتقال المشجعات ولا قضية منع النساء الإيرانيات من دخول ملاعب كرة القدم.

السعودية سبقت إيران في السماح للمرأة بدخول الملاعب

وتعد إيران الدولة الوحيدة التي تمنع نساءها من دخول ملاعب كرة القدم، وهي من بين الدول المشاركة في كأس العالم القادمة، بعد أن رفعت السعودية الحظر عن دخول المرأة إلى الملاعب.

فقد أعطى رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ في أكتوبر/تشرين الأول 2017 إشارة البدء بإعداد ثلاثة ملاعب لدخول العائلات، ما يفتح الطريق أمام السماح للنساء بدخول مدرجات الملاعب الرياضية.

وبناء على ذلك، أصبحت السعودية، التي كان ينظر إليها العديد من الإيرانيين بشكل سلبي بسبب حظر قيادة المرأة للسيارة وغلق دور السينما سابقاً، أكثر تقدماً من إيران على المستويين الاجتماعي والسياسي – حسب وصف الصحيفة الألمانية -.

وهناك بعض الرياضات المحرمة على المرأة

لا يرى الإيرانيون بصيص أمل يبشر بتغيّر الأوضاع في بلادهم، في الوقت الحالي، حسب الصحيفة.

فعلى الرغم من أن بعض الصحف الإيرانية دعت إلى رفع حظر دخول الملاعب على المرأة، إلا أن الوضع بقي على حاله.

ومنذ سنة 2012، تعتبر ممارسة الكرة الطائرة من المحرمات بالنسبة للنساء الإيرانيات.

وعلى خلفية ذلك، منع الاتحاد الدولي للكرة الطائرة سنة 2015، إيران من استضافة كأس العالم للكرة الطائرة تحت 15 سنة.