محافظ الجوف : أدعو الوزراء أن يسجلوا في برامج أعمالهم زيارة الجوف
متابعات
متابعات
* السياسية

- حاوره: فايز المخرفي

دعا محافظ الجوف، حسين علي حازب، الحكومة والوزراء فيها إلى القيام بزيارة تفقدية إلى المحافظة للاطلاع على الأوضاع فيها، وقال: إن المشاريع الخدمية بالمحافظة متعثرة منذ عدة سنوات، وعلى الوزارات المعنية تنفيذ ما وعدت به وأدرج ضمن خططها وموازناتها في السنوات الماضية، مبديا أسفه من أن البعض في الوزارات يتعامل مع محافظة الجوف "من باب إسقاط الواجب". وفيما أكد المحافظ حازب على أن المشكلة الكبرى في الجوف إدارية وليست أمنية، وما يحدث في الجوف من ظواهر تحدث في غيرها، أوضح أن اللجنة التي شُكلت بعد اجتماع الرئيس مع مشايخ الجوف باشرت عملها. ووصفا أبناء الجوف بأنهم ايجابيون وينشدون الأمن والاستقرار. فإلى نص الحوار:

 محافظة واعدة بالخير لكنها مهملة

* عُينت محافظا لمحافظة الجوف قبل ثلاثة أشهر، كيف رأيت المحافظة؟

- بعد ثلاثة أشهر من تعييني محافظا وجدت المحافظة واعدة وفيها الخير لأهلها ولليمن عموما، وهي أحد أضلاع المثلث الذي أطلق عليها الرئيس "مثلث الخير". وجذور تاريخ الجوف ضارب في أعماق التاريخ.. ومساحتها واسعة وأراضيها زراعية، وغنية بمعادنها وثرواتها الحيوانية، والاستثمار فيها سيكون أفضل من الاستثمار في المجال النفطي. ولكن في الحقيقة تعرضت المحافظة للإهمال والتقصير، ويتحمل أهل المحافظة جزءا من المسؤولية، والجزء الآخر يتحمله القائمون عليها.

لا فنادق ولا عمارات سكنية إلا المجمع الحكومي

* ما أبرز جوانب التقصير الموجودة في الجوف برأيك؟

- عند ما تذهب إلى الجوف ترى وجهها بعد 44 عاما من قيام الثورة عبارة عن مبنى في الحزم يضم المكتب التنفيذي، وأنا أستغرب على الحكومات والقيادات المتعاقبة في المحافظة، لماذا لم يوجدوا بُنية سكنية للعاملين فيها. فالمحافظة لا تستطيع أن تستضيف مديرا عاما واحدا لمدة يوم. وللأسف، أن المكتب التنفيذي يعيش داخل المجمع. سكن وإقامة وأكل وشرب، ولك أن تتخيل نتائج العمل في ظروف كهذه، وهذا أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تأخر التنمية، وأدت إلى خلق شعور لدى المواطن في الجوف بأن مهمة هؤلاء الموظفين أو هذه القيادات الإدارية الموجودة في المحافظة "صرف المرتبات والمستحقات نهاية كل شهر"..

* من يتحمل مسؤولية الوضع القائم في الجوف برأيك؟

- أحمل ثلاث جهات المسؤولية في الوضع الحاصل في الجوف: أهل المحافظة بمشاكلهم وبقضاياهم ووضعهم الاجتماعي، والقيادات المتعاقبة على المحافظة -وقد أكون جزءا منهم- والوزارات والهيئات الحكومية تتحمل الباقي. لقد أنشئت محافظات منذ ثماني سنوات وتحوّلت أوضاعها بشكل كبير ولا نحسدها؛ لكننا نستغرب لماذا لا يعطى لمحافظة الجوف الاهتمام نفسه؟ البعض في الوزارات يتعامل مع محافظة الجوف من باب إسقاط الواجب، ومن يقصر، ومن قصر من قبل فإن الشماعة جاهزة هذه هي "الجوف"، وهذه هي ظروفها، وقد غسلوا أيديهم منها. وهذا الكلام أكبر خطاء ارتكب في حق الجوف. وإذا كانت الجوف بهذا الشكل والناس تعتبرها محافظة طاردة للتنمية فإنه من المفروض أن نقرب إليها أكثر؛ كي نؤهلها. والغالبية من أهلها خيرون وطيبون، يريدون التنمية والهدوء والاستقرار. والظواهر الشواذ التي تحصل فيها توجد في غيرها؛ إلا أنها تبدو وعاء، وأن بعض أهلها قصروا عندما سمحوا لبعض الشواذ من محافظات أخرى أن يستخدموها كوعاء.

نطالب الوزارات تنفيذ ما قد اعتمد في موازناتها

* هل قدمتم للحكومة خططا تنموية جديدة؟

- قدمت لرئيس الوزراء رسالة واضحة: بأننا في الجوف لا نريد منكم سوى تنفيذ ما وعدتم به وأدرج في خططكم. الطرقات من عشرات السنوات متعثرة، والمباني تبنى ولا يتم تشغيلها أو تجهيزها، وكذا الإدارة لا يتم تحسينها. وقبل أن أعيّن كانت هناك مصفوفة في رئاسة الوزراء من القيادة السابقة للمحافظة، وكانت الجوف حاضرة في مجلس الوزراء عام 2004، وكانت حاضرة في 2008، وضعت مصفوفة، وهنا لا نطلب من أي وزارة إلا أن تنفذ ما وعدت به، رغم أن هذا لا يكفي الجوف كي تلحق بركب المحافظات الأخرى.

مشاكل الجوف إدارية أكثر منها أمنية

* البعض يلخص مشاكل الجوف في المشاكل الأمنية..؟

- مشكلة الجوف ليست أمنية فقط، ولكنها إدارية. وهي أكثر المشاكل من غير مشاكل المتقطعين الذين يحترفون السرقة، ولكن هذه الظواهر مثل النقاط أو التقطع والاختطاف، أسبابها: قصور في العمل الإداري، وعدم الإيفاء بالوعود للناس، فيجد البعض منهم نفسه أمام التصرفات اللا قانونية، ونحن بحاجة إلى وجود قوة أمنية وعسكرية، وإمكانيات تُعين ما هو موجود، وتنمية تستمر، واهتمام استثنائي فيما يتعلق بالجهاز الإداري. نريد أن تبني الحكومة لنفسها لا تبني لأهل الجوف. يفترض أن في الجوف دار ضيافة وسكنا للعاملين فيها، لو أذهب لأي وزارة الآن واطلب جهازا إداريا متمكنا قد يعطونا إياه، ولكن أين أذهب به، وأنا استغرب أن أغلب الجهات الحكومية لم توجد لها كيانا، وكيف غاب عن أذهانها أن الجوف "قاع بور صفصف". لا يوجد مبنى لأي مكتب حكومي في المحافظة، عدا مكتب الصحة الذي بنته وكالة التنمية الأميركية، ومشروع الجوف الزراعي. ويبدو أن عُمره الماضي كان أحسن من عمره الحاضر، ومبانٍ عسكرية، والمجمع الحكومي الذي أنشأته وزارة الإدارة المحلية، وكيف سيكون العمل.

 10 أو 15 مليارا ليست كثيرة على الجوف

* برأيك لماذا تقدمت مدينة مارب وتأخرت الحزم؟

- على أبناء الجوف، وبالأخص أبناء الحزم، أن يعطوا الفرصة لمن يريد أن يستثمر في المجال السكني والتجاري، وأذكر أن مجمعي مارب والجوف أنشأ في وقت واحد، والمنفذ شركة واحدة، وكانت المنطقة في مارب المنطقة نفسها في الجوف، صحراء، ولكن أهل المنطقة بمارب أعطوا فرصة للاستثمار التجاري، وتشجع الناس أن يعملوا، وأذكر أني عندما عُينت للعمل في مارب وجدت ما يشجعني على أن اصطحب أولادي واستقر وأدرسهم هناك.

هذه مش موجودة في الجوف لماذا؟ هل كثير على الجوف أن تُعطى لها دفعة قوية 10 او15 مليارا لإصلاح وضعها بصورة عاجلة، وبعدها أضمن على الجوف أن تتطور كغيرها. واقصد الوزراء المعنيين ورؤساء الهيئات؛ لأن الدولة تشمل الرئيس والقيادة وحاشا أن يقصر الرئيس. أذكر أنه زار الجوف وأعطى أوامر استثنائية، ولو نفذت لكانت الجوف اليوم مزدهرة من قبل سنوات، ووعد حينها، وبات في الجوف ليله.

* دائما أبناء الجوف يلومون المسؤولين في الدولة؛ لأنهم لا ينزلون إلى المحافظة؟

- لا ألوم المسؤولين وحدهم، ولكني ألوم أهل الجوف القادرين على الاستثمار، ويذهبون بأموالهم إلى محافظات أخرى، بإمكانهم الاستثمار في عدة مجالات بمحافظتهم، ويحولون خبت الحزم إلى مدينة يرتادها الجميع.

الرئيس يتابعنا أكثر من الوزراء

* هل يتابعكم الوزراء، بمعنى يتابعون تنفيذ المشاريع الخدمية؟ 

- منذ أن نزلت الجوف حتى الآن لم يتابعني أي من الوزراء، ولا يتابع فرع وزارته عدا عُمر الكرشمي وزير الأشغال، ولا أدري هل العلاقة بينهم وبين المكاتب مباشرة، وأنه لا يجب أن يفهم المحافظ شيئا، وأنا ادعوا الأخ رئيس الحكومة إلى زيارة الجوف مع وزراء الخدمات والهيئات؛ لأن ما ستراه العين سيكون أبلغ في إيصال الرسالة مما نكتبه في التقارير. وزيارات الرئيس تحل مشاكل كثيرة ويفترض أن تكون عظة وعبرة للجميع، والرئيس يفهم عن كل محافظة ومنطقة أكثر مما يفهم عنها الوزراء، والتقصير ليس من الرئيس، وتوجيهاته بأن تعامل الجوف مثل غيرها، ومتابعته لنا منذ أن تعينت أكثر من متابعة الوزراء المعنيين.

* ما مردود زيارة الرئيس الأخيرة؟

- كانت ايجابية، وخاصة أنه التقى بأبناء المحافظات الثلاث: الجوف ومارب وشبوة، والتي سماها "مثلث الخير"، وأرسل رسائل واضحة لأبناء المحافظات وغيرهم، وتفاعلنا مع ما طرحه، وهو الذي يتحسس للقضايا، ويستمع من الجميع. وقد أفرد من وقته جزءا لمحافظة الجوف.

* بالنسبة للجان التي شُكلت لحل المشاكل في الجوف، ماذا عنها؟

- شُكلت لجنة بعد اللقاء الذي جمع الرئيس بالمشايخ ونزلت يوم الأحد، والشيء المهم هو تفاعل أبناء الجوف مع اللجنة.

* سمعنا أن هناك اعتراضا من قبل البعض على اللجنة التي شُكلت..؟

- إذا صلحت النوايا سيصلح العمل، والناس لا تتفق في كل حين على الأشخاص، ولكن يوجد الخلاف إذا رغب البعض فيه.

* هل يتفاعل وجهاء الجوف معكم؟

- لم أجد منهم إلا الاستعداد للتعاون والقبول بالمشورة والرأي وتلبية الدعوة إذا دعوا، ولم أجد منهم إلا ما يشجع على العمل. يقولون هذا واقعنا، ومستعدون للتعاون. بعض الأشخاص كان لا يأتي المحافظة من سنوات، وتجاوب معنا، وأتى واعتقد أن النظر لكل أبناء الجوف بعين واحدة، والصدق والوضوح ستصلح الأمور كلها.

* تحسنت علاقات بعض الوجهاء مع القيادات في صنعاء، هل أسهمتم في هذا؟

- الفترة قصيرة، وحتى الآن إسهاماتنا متواضعة، ولكن نحن نواصل. ولم أجد في الجوف خارجا عن الدولة أو متمردا عليها.

* أطراف قبلية ذات ثقل تشكي بأنها غير ممثلة في المناصب القيادية، وأن الوكلاء والمسؤولين التنفيذيين هم من طرف، هل يؤثر هذا على التنمية في المحافظة؟

- منذ أتيت لم يُعين أي وكيل، والكل أبناء المحافظة، ومن يستحق المنصب المفروض أن يحصل عليه، ولست مع قسمة الأشياء. صحيح أن هناك ناسا تكلموا مباشرة أمام الرئيس بهذه القضية، إلا أنني حتى الآن لا ألاحظ على الوكلاء أو المدراء أي انحياز لقبائلهم ومناطقهم، ويتعاملون كمسؤولي دولة.

* ما مدى التجاوب للصّلح الذي طُلب من قبائل الجوف؟

- عقد الصلح بين أكثر من طرف، وتنازل البعض عن قضايا قتل، إلا أن هناك مشكلة فيما بين "الشولان وهمدان"، كانوا قد وقعوا صلحا، ثم حصلت إشكالية، وحُلت. وأناشد مشايخ الطرفين أن يتعقلوا ويعطوا أنفسهم رخصة من المشاكل، وطلب الصلح ما زال قائما منا ومن فاعلي الخير ومن رئيس الجمهورية، ولمسنا حرص الطرفين على الصلح. وأسلاف أهل الجوف طيّبة، ومن أفضل الأسلاف في المخارجة من المشاكل، وأكبر المشكلات أمامنا الآن هي قضية "همدان والشولان"، والأخرى تتعامل مع اللجنة في وسط الجوف الآن.

الجوف مستقرة وأهلها ليسوا في يد أحد

* البعض يتحدث عن انفلات أمني في الجوف، ما ردك؟

- هذا الكلام غير صحيح، وأهل الجوف ليسوا في يد أحد، هناك مثلث بسيط وسط الجوف فيه اختلال أمني، وقد أدى إلى اقتتال، واستمراره يضر بالجميع. والقضية طابعها قبلي، واللجنة المكلفة ستعمل على حل الإشكال. وعموما المشاكل الأمنية عديدة منها: الحوثيون والقطاعات التي يقوم بها أشخاص من خارج المحافظة، والأجهزة الأمنية تنقصها الإمكانيات، وفي الجوف متقطعون وسَرَق. لا يوجد مثلا في محافظة الجوف سيارة إسعاف أو سيارة دفاع مدني، وأقول لو أن المشاكل الموجودة في الجوف في محافظة أخرى لخرجت عن التغطية؛ لأن قبائل الجوف مسلّحة، ومتعودة على القتال، وأرضهم مفتوحة، ورغم هذا هي في خير.. لا يلومون الجوف بل على المسؤولين أن يلوموا أنفسهم. ألوم أهل الجوف الذين يتفاخرون في القيام بالاخلالات الأمنية، وهناك من يقوم بإخلال أمني من أجل أن يُعلن عن قضية، وقد اتفقنا مع المجلس المحلي والأجهزة الأمنية التنفيذية بأن نفتح صدورنا لأي صاحب قضية، ونحن مستعدون للجلوس معه في أي وقت، ولن نقبل الابتزاز. وأما أعمال التقطع أنواع، وأنا اعتبر الذي يعرقل الطريق وهو مسؤول أو يأخذ استحقاق الناس أكبر متقطع..

* كيف هي نظرة المواطن في الجوف للدولة؟

- البعض من أبناء الجوف قال إنكم في المجمّع الحكومي متقطعون مثلكم مثل قُطّاع الطرق؛ لأن حاجاتنا لا تُقضى عندكم، ولاتهمكم أمورنا، وأنتم مجموعة في المجمّع مهمتكم الانتظار حتى ينتهي الشهر لتصرفوا رواتب، هكذا ينظرون إلى المسؤولين في الجوف. ولذلك لا بُد من ثورة إدارية في الجوف ترافقها حملات إعلامية وثقافية. فالموظف الذي يفكر أن الوظيفة حقه وحق أبيه، عليه أن يعرف أن الوظيفة حق الناس جميعا. وأعرف محافظات أخرى فيها صعوبات أكبر من التي موجودة في الجوف، ولكن أصدق مع صاحب الجوف وتعامل معه بوضوح ستجد أن كل شيء صعب سيسهل. المشاكل تأتي بسبب التعاملات الفردية مع بعض الأشخاص أو من عدم توحد القناة التي تتعامل بها الوزارات مع أبناء المحافظة. وهناك وزارات تتعامل مباشرة مع مدير مدرسة أو مركز صحي أو مشروع زراعي صغير أو مسؤولا، ولا يتم التعامل عن طريق المحافظ والمعنيين، وهذا يسبب مشكلة كبيرة. وأحيانا يعتقد البعض في الجوف أن مسؤولا ما في صنعاء يؤثر على جهاز ما، وفي الحقيقة لا شيء من هذا.

* يقال إن محافظي الجوف يظلون محاصرين في المجمّع الحكومي، ماذا عنك؟

- المحافظ هو الذي يحاصر نفسه، وليسوا هم من يحاصره.. السؤال بالعكس هو: هل الحكومة تريد من المحافظ في الجوف أن يوقّع الشيكات نهاية الشهر فقط، ويظهر في شاشة التلفزيون في المناسبات؟ أنا الآن في الجوف مخيّر بين ثلاثة أشياء إما أن اجلس داخل مجمّع المحافظة، ومهمتي ستختصر في ثلاث حاجات: توقيع المذكرات التي سببت المشاكل الأمنية، وتوقيع الشيكات بصورة مخالفة للقانون، والظهور في المناسبات على شاشة التلفزيون، أو أخرج إلى أبناء الجوف وأعمل بما هو متاح من إمكانيات. أنا أريد الأخيرة، ومستعد لها وأطلب العون والإمكانية لذلك من الجميع.

 مساحة الجوف الثالثة بعد حضرموت والمهرة

* الناس تقول إن الدولة في الجوف ممثلة بلواء عسكري في الحزم ما تعليقك؟

- الدولة هيبة ورمز، وحيث يوجد عسكري الدولة هي الدولة، وحيث توجد المدرسة هي الدولة، وحيث يوجد مواطن الدولة هي الدولة. مساحة الجوف الثالثة بعد حضرموت والمهرة، وإذا كانت تُدار بلواء في الحزم؛ فهذا يعني أن المحافظة الممتدة مع حدود مارب وصعدة وصنعاء وعمران وحضرموت والسعودية آمنة، وفيها المواطنون فقط وكل شيء بخير، وهذه شهادة لأهل الجوف، وليست عليهم. مديرية "خب والشعف" مساحتها تكاد تعادل محافظتين، وتجدها من أهدأ المديريات. أبناء الجوف متعاونون، وحصلت مشكلتان في الجوف وأنا موجود، وكان المواطنون هم من تابع الجناة دون أن يطلب منهم ذلك.

* ما أوجه الفساد الأخرى التي عرفتم بها حتى الآن؟

- في الجوف فساد واختلالات كبيرة، المصروفات في المرتبات، وفي غيرها، تصرف بأسوأ طريقة في اليمن، وبصورة مخالفة، والكل يعرف هذا الكلام. ولكن لأن جهاز الرقابة غير موجود، لا رقابة مصاحبة ولا رقابة لاحقة تؤدي دورها، ولا إشرافا مركزيا ولا إشرافا قياديا، ومن يأتي ليراقب أو يفتش لا يستطيع، وإذا راقب معناه "تطلع أوراقك في زنبيل إلى صنعاء ولا فائدة"، وقد وجدت هذه الاختلالات ولن أمر عليها، ولا بُد من تقييمها والناس تجاوبت. كانوا يصرفون البند الثاني: النفقات التشغيلية، بجرة قلم، حتى قيادة المحافظة نفسها، يرص البيان كما في الموازنة، صيانة وزيوت ووقود وضيافة و....، وتصرف بهذه الطريقة، ولا تصرف لما خُصصت له، ويعتبرونها ملكية، حتى موازنة ديوان المحافظة مقسمة، وكل واحد يعتبرها حقه، بينما ما للموظف إلا مرتبه.

الخلل في التربية رأس المشاكل

* أثير قبل أيام قضية المنقطعين في التربية والمنقولين من الجوف، ما الحاصل؟

- التربية في الجوف مشكلة كبرى، ووجدت أن التربية في المصفوفة التي أعدها المحافظ السابق والمكتب التنفيذي على رأس المشكلة، وبدأنا التركيز على إصلاح الوضع الإداري في التربية والوضع الإداري في الصحة، ونحن عازمون، ولن نتراجع، وتكلمنا مع المشايخ، والأحزاب والمجلس المحلي بذلك. وبالنسبة للمنقطعين، المسؤول عنهم مدراء المديريات، ومدراء التربية في المديريات؛ لأنهم مخوّلين من 2001م بصرف مرتباتهم والإشراف عليهم، وإذا كان هناك منقطعون فهم من يتحملون مسؤوليتهم، في كل مديرية عشرون عضو مجلس محلي وهيئة إدارية. ما هو أكبر من الانقطاع أن هناك كثيرين في الكشوف موجودون في المديرية لكنهم لا يعملون.

وبالنسبة للمنقولين، أصدر مجلس النواب يوم 16 /11/2008م توصية باستكمال إجراءات نقل المنقولين ماليا إلى محافظاتهم، وعندما نزلت الجوف، وجاءت لي كشوف متعددة، عدت إلى وزارة التربية، وتسلمت الكشف الذي وافق عليه مجلس النواب، وفيه 186 تربويا منقولا، ووجهنا بصرف مرتباتهم إلى محافظاتهم، وأعلنا أن أي واحد من غير الـ186 يدّعي أنه منقول فهو منقطع، وسنورد مرتباته، وإذا أراد أن ينقل فليعد ليمارس عمله ويطلب النقل في نهاية العام الدراسي، وسنتعامل معه بحسب القانون.

لا بد من مستشفى عام

* كيف يعالج أهل الجوف مرضاهم حاليا؟

- إذا هناك مرضى يُنقلون إلى صنعاء، ومحافظة الجوف حصلت على إمكانات ومعدات وأدوية في الجانب الصحي أكثر من أي محافظه أخرى. والمفروض أن تسأل الصحة والقائمين عليها: كيف صرفت ولمن؟ شخص يأتي وهو مدير مركز صحي في مديرية، بمذكرة من مدير مديرية أو وكيل أو محافظ إلى صنعاء ويستقبلونه، ولا يسأله المعنيون عن شيء. لا بُد من وجود أشياء رئيسية في الجوف مثل: المستشفى العام، ومحطات النفط والشوارع المسفلتة.. تصوّر أن مقاولا كُلف قبل خمس سنوات بسفلتة الشوارع، وحتى الآن لم يكمل عمله، وترك عمله، ولم يأتِ رغم أن وزير الأشغال مجتهد في هذا الجانب.

الدرجات الوظيفية في الجوف لن تباع

* دائما يشكو أهل الجوف من ضياع الدرجات الوظيفية لآخرين من خارج المحافظة؟

- اتخذنا قرار بأن التوظيف لن يتم إلا بإشراف المديريات، ومن خلال المفاضلة، والاحتياج، وسنعطي لأبناء المحافظة الأولوية في نفس التخصص والمجال، ونعد الجميع بأننا لن نوظّف أحدا من خارج المحافظة، وهناك من أبناء المحافظة في نفس التخصص، وسنكملهم جميعا، وعندما لا يوجد شخص في تخصص ما فلا بُد أن نوظف غيره، والوطن وطن الجميع. وأعد بألاّ نسمح بأي أخطاء إطلاقا، ونرجو من الأخوة في الصحة والمالية والخدمة المدنية والتربية أن يراعوا وضع المحافظة، ويضعوا لها الاعتماد الذي يحل المشكلة بالكامل.

* العلاقة مع الأحزاب في الجوف، كيف هي؟

- وجدتهم ايجابيين، وقلت لهم "إن حزبنا الجوف، ولن أتعامل كمحافظ على أساس حزبي. وقلنا لهم البيت مفتوح والمكتب مفتوح، وسنشترك مع بعض في حل المشاكل؛ لأن لهم مكانتهم في أوساط الجوف. ولن أستمع أحدا على أحد، لا على أساس حزبي أو قبلي.

* كلمة أخيرة؟

- أدعو الإعلام أن يقوم بدوره التنموي في الجوف، وألاّ تَُظلم الجوف منهم، وأرجوا من الحكومة أن تسجل في برنامجها في الفترة المقبلة زيارة للجوف..

 محافظة الجوف بحاجة إلى تأهيل، ولا يعني إدخال أهلها فصول دراسية، بل أن يكون مدير المديرية موجودا في عمله، وكذا مدير الصحة ومدير التربية. ويقدموا صورة جميلة للدولة، ويمثلوها صح، ولكن إذا كانوا موظفين لأنفسهم فإن أهل الجوف يتحسسون. فالأمر يقتضي إيجاد وجه للحكومة في الجوف، وهذا الوجه يتمثل في شيئين، هما: وجود جهاز إداري كفؤ في المحافظة، وبُنية تحتية سكنية وخدمية تخدم العمل والعاملين فيها. وإذا أردنا أن نصلح فعلينا أن نهيئ الظرف للناس، ورغم أني وجدت حتى الآن اختلالا كبيرا في الجهاز الإداري إلا أن من الظّلم أن نستبدل أحدا بأحد، والحال كما هو لم يتغير في الأمور الأخرى، وقبل أن يعطى إحدى الفرص لإصلاح نفسه.


في الأحد 01 مارس - آذار 2009 04:19:17 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=4962