ليتكم من المملكة تتعلمون
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض
في ظل أزمة سياسية و مواجهات عسكرية , لم تتخل المملكة السعودية عن واجبها الوطني والإنساني نحو أمتها وأبناء شعبها .
 لم تنس المملكة أبطال جيشها وأمنها وتضحياتهم فداء للعقيدة والوطن . ولا ثقة شعبها في حكمة قيادتهم وسمو أهدافهم . شاهدت في نهائي بطولة كأس ولي العهد السعودي محمد بن نايف ( حفظه الله ) لكرة القدم , كيف تجلت أمامنا صورة إنسانية راقية سطع من خلالها ما تتحلى به حكومة المملكة من حكمة السياسة ورحمة القيادة , وما تحمله من مشاعر الحب والوفاء تجاه شعب منحهم الثقة والتأييد . 
تمثل ذلك حين دعت القيادة أبناء شهداء الواجب لحضور هذا الحدث الرياضي , وبذلت كل ما يلزم من تحمل كافة نفقات نقلهم من مناطق المملكة وسكنهم ومعيشتهم فضلا عن إكرامهم بما يحقق لهم مشاعر الفخر والعزة والأمان . 
في تلك الليلة تجلت فرحة عارمة وسعادة غامرة سطع نورها على وجه الوطن بمن فيه . بكل مصداقية أقول إنها لفتة كريمة تدل على دولة تتحمل مسئوليتها الوطنية , وعلى رجال حكم يتحلون بروح الإنسانية . قدموا واجبهم تجاه من بذلوا أرواحهم فداء لقضية عادلة , وتجاه شعب يبادلهم الحب والوفاء .
 إنه لدرس عظيم لكل من لم يقدم أدنى لمسة وفاء لشعب على القهر صبر , ولمن لم يبذل أقل جهد لبناء وطن من الحماقة تمزق وتدمر . وأنا أشاهد بغبطة هذه المشاعر الفياضة . كم يؤلمني ما أراه في وطني من إهمال وتجاهل لرجال بذلوا الروح فداء لقضيتهم , ولجرحى سالت دمائهم وتقطعت أعضاءهم فوق تربة الوطن الغالية .
أين تكريم بطولاتهم ؟ , أين مواساة أهلهم وأبناءهم وتفقد حالهم ومعيشتهم ؟. أين حق الجرحى من التقدير لما قدموه من أجسادهم وعافيتهم ؟ . أين أبسط حقوقهم , المتمثل في مخصصات علاجهم وتأهيلهم ؟ . هل يكفيهم أم لا ؟ وهل يصلهم أم لا ؟ وإن وصلهم ! هل هو كاملا أم ناقصا ؟ , مستمرا أم متقطعا ؟ . 
أين ما تقوم به الحكومة من تقدير لشعب قاوم الخوف والجوع . ماذا قدمتم له ليطمئن أن الغد أجمل ؟ .
 وأن معاناته ولت وأحزانه ذهبت وأسباب شقاءه اندثرت . حتى الساعة لا يرى مواطن صدق توجهكم نحو السلام والإخاء , ولا يلمس جدية مسيركم نحو التنمية والبناء . مازال شعبنا يرى بذل جهدكم بقوة نحو البسط والمنافع الشخصية , ويشعر بحدة التنافس على الموقع والمركز . ويلمس بذل الطاقة للإقصاء والدمار . 
ما زال الشعب لا يلمح بارقة غيث يبشر بأمل يحقق التنمية والأمن والعدل والسلام . 
كم يؤلمني أن أسمع تسجيلا بصوت امرأة عدنية تستجدي أبناء عدن أن يتجمعوا ليمنعوا المستثمرين من البسط على متنفس الناس في ( المملاح ) , تدعوهم ليقوموا بواجب الدولة والمقاومة التي يئسوا من فعاليتها ومصداقيتها . كم يؤلمني أن أرى شباب الوطن ورجاله من مختلف المكونات مازالوا يتعاملون فيما بينهم بنفس الروح العدائية القديمة وبالعصبية القبلية والمناطقية , وتشويه بعضهم بالتخوين والإقصاء دون أدنى تعقل لغرس بذرة ثقة وتعاون فيما بينهم أمام هذا الخطر الماحق . كيف لا يجمعهم ما ذاقوه من قهر الطغيان ؟. كيف لا يتحملون مسئوليتهم تجاه محافظاتهم ؟ .
 في وقت فشلت وتهاونت جهات قد أوكل لها حفظ الأمن وحماية الأرواح . جهات مسئولة منهم من تكبر وفجر ومنهم من خان وغدر . 
ليت من هم في المملكة من حكومتنا وحكامنا أن يستغلوا تواجدهم هناك في تعلم فن إدارة الوطن بأمانة وإحسان . بدلا من إدارة الأعمال وجمع الأموال .
 تعلموا رحمة الراعي وحسن القيادة وحب الإنسان , وقبل ذلك , الخوف من الديان .


في الأحد 21 فبراير-شباط 2016 02:57:43 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=42086