الوطن قبل المؤتمر والشعب قبل عفاش
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض

إن ما يعانيه المواطن من فقدان الخدمات الضرورية اللازمة لحياته سبب رئيس لتمرده . فعند عامة الناس الضغط والكبت يولدان انفجارا وتمردا ولا يهمهم آثارهما كثيرا . وفي خضم هذا الهم تهتز ثقتهم في النظام وتتهيأ أذانهم لإعلام مضاد يخبرهم أنهم كانوا مخدوعين في الثورة , فالفساد مازال مسيطرا والتخريب والتقطع والقتل مستمرا وأمام نظر كل مسئول وربما بمباركته . إن فقدان الخدمات بؤرة استغلال لكل متضرر فاسد , يقوم عبرها بتوجيه غضب الناس نحو الشر خدمة لأهدافه الخاصة , ليصل بهم إلى مرحلة عدم الاهتمام بحاكمهم وتاريخه ! وليحكم عفاش أو نهاش أو هباش مادام سيوفر الخدمات . وهذا هو ما تفنن فيه بقايا " المحصن " وقناته ( اليمن اليوم ) التي تبث سموم الولاء الأسري وتنشر مخدرات الحنين للماضي , ويدعمهم النصف الحاكم ( جناح الخناق ) في حكومة الوفاق الذي يملك طول باع في فن صنع الأزمات . وفي خطوة لاحتواء الأزمات جاءت تغييرات وزارية وانتشار امني لقمع أي تخريب وتمرد . وهذه وغيرها لن تؤتي ثمارها إلا بإجراءات مساندة لها :

1 ـ منح المسئول مساحة واسعة من تفعيل الذاتية المهنية في حل المشاكل بعيدا عن المركزية المقيدة لكل انطلاقة جادة , وعدم إحاطته بأي سوار سياسي يوجهه نحو مواقف تزيد التوتر والاحتقان لحاجة في نفوس القيادات .

 2 ـ هذه البداية الجادة لن تكون كافية لردع من قضوا نصف حياتهم محترفين في ملعب الجريمة والفساد مخططين ومنفذين لكل دسيسة وفتنة , بل لابد من ضربة شاملة قاصمة تجتث كل جذور الفساد وتطيح بكل شوكه وخمطه وأثله . فالي متى سنظل ننتظر المجتمع الدولي ليأخذ حقنا من كل مجرم يسعى لتدمير البلاد وقتل العباد .

3 ـ التوقف عن الدلال السياسي لجميع الأحزاب والمكونات والقبائل والشخصيات والذي أعطى انطباعا عن الضعف والوهن . والبدء في فرض هيبة الدولة العادلة وتطبيق سطوة القانون المنصف على الجميع بلا تردد أمام أي راية أو اسم . فيوم نصر الدولة المدنية هو يوم ينال كل مجرم عقابه العادل ولو كان من أعلى هرم القبيلة أو الحكم .

4 ـ إعادة النظر بقوة في بقاء المخلوع في البلاد والذي أراه أساس كل بلوى وشر . فقد أصبح رمزا قياديا لبطانته مواصلا فرعونيته القاهرة ومعالجا الأمور بنيرونيته المحرقة . وليعلم أن بقاءه مرهون بكبح شهواته السياسية وحب السيطرة والقيادة , وما لم يفقه ذلك فليتخذ بحقه إجراء حاسم بمغادرة البلاد أو الإقامة الجبرية . وفي حالة ثبوت مشاركته (ولو همسا) في أي عمل تحريضي أو تخريبي فلينل عقابه العادل . وهذا يشمل كل مسئول ومواطن مازال يمارس هوايته السابقة في اللعب بالبيضة والحجر واستغلال معانات الناس لصالحه .

5 ـ أتمنى أمام هذا الحجم من الإحراج الذي يتعرض له الرئيس المنتخب بفعل مخالفات بقايا المخلوع ومواليه أن يقدم استقالته من مؤتمر عفاش منحازا لمؤسسة الوطن وحزب الشعب . وعلى كل شرفاء المؤتمر ( وهم كثير ) تحمل مهامهم دون ولاء لأسرة أو حمية لتنظيم , وليرفعوا شعار ( الوطن قبل المؤتمر والشعب قبل عفاش ) . والأمر في هذا المقام عام يلتزم به كل مسئول وقيادي شريف ومخلص في أي حزب ومكون سياسي كان .

رئيسنا المنتخب :  الكل ينظر إليك ما أنت فاعله . فقم مستعينا بالله ثم بأهل الصلاح والإخلاص من الناس , وثبت بنيان الوطن بالأمن والأمان واعدل بين الرعية بسوية وإحسان واجعل قوة الحق ورقة الرحمة للحكم عنوان. 


في الأحد 15 يونيو-حزيران 2014 09:56:48 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=30014