آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

اليمن: الصرخة في زمن الكوليرا  
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 6 سنوات و 9 أشهر و 10 أيام
السبت 22 يوليو-تموز 2017 08:43 ص
 

كتبت قبل شهر منشورا في صفحتي على الفيسبوك بعنوان (لصوص في زمن الكوليرا) تناولت فيه تقاعس وضعف الحكومة (الشرعية) تجاه الظروف الإنسانية التي يقاسي منها أغلب المواطنين في حين يتمتع فيه منتسبوها مع أسرهم بحياة آمنة مريحة خارج البلاد، منهمكين في ترتيب أوضاعهم الخاصة وتجاهلوا معاناة الناس في الداخل والخارج ما أفقدها الثقة بالقدرة (وربما الرغبة) على القيام بواجباتها الأخلاقية والوطنية.

 

الأسبوع الماضي أقامت جامعة صنعاء (نعم الجامعة) التي يتحكم في إدارتها مناصرو (جماعة) أنصار الله ــ الحوثيين ما أطلقت عليه (الذكرى السنوية لأسبوع الصرخة) تحت شعار (الصرخة وتأثيرها على واقع ومستقبل الأمة)، وقدم المشاركون أوراق عمل حول (أهمية الشعار ودوره كسلاح مهم في مواجهة الحرب النفسية وفضح عملاء أمريكا ومرتزقتها)، وكان مؤلما انتهاك هذا الصرح العلمي للترويج لأغراض سياسية لا تلزم إلا المقتنعين بها ولا علاقة لها بالواقع البائس الذي يعيشه أكثر من 90٪‏ من المواطنين بسبب الانقلاب على الدولة من طرف وتقاعس الطرف الآخر عن أداء مهامه الأخلاقية والوطنية.

 

كانت الصور التي نشرت مخزية ومؤسفة؛ إذ أظهرت حضورا لأساتذة كنّا نفترض فيهم احترام المقام الذي ينتمون إليه وأنفقت الدولة عليهم أموالا طائلة ليدرسوا في أرقى الجامعات كي يعودوا لتدريس أجيال جديدة علوما مفيدة لمستقبل الوطن، لكنهم انتهوا بالجلوس منصتين ومشاركين في محاضرات حول (الصرخة) التي كانت شعار الخميني لحشد الجماهير في بداية حركته ضد الشاه، لكن الإيرانيين توقفوا عن استخدامها لسذاجة الشعار وعدم تحقيقه لشيء أكثر من تحريك المشاعر وحقنها بجرعات تملأ جماجم أتباعها، لكن (جماعة) أنصار الله تواصل استخدامه بديلا عن شعارات حب الوطن والحرص على حقوق الناس واحترام حرياتهم، كما أنها صارت تعتبره شهادة العبور لمن يريد الاستفادة من سيطرتها على مؤسسات الدولة وسطوتها على مقدرات البلاد التي تتمكن منها.

 

بداية فأنا لست ضد الشعارات التي ترفعها أي جماعة سياسية مهما بلغت سذاجتها وابتعادها عن الواقع وتلبية احتياجات الناس النفسية، ولست معترضا على أي تجمعات تدعو لتبنيها في حدود ما هو متاح لغيرها، لكن ما ليس مقبولا ولا يجب السماح به هو استغلال السلطة لتحويل المسجد والجامعة ساحات للترويج المذهبي والسياسي، ونحن نتذكر الاعتراضات التي وجهت إلى حزب الإصلاح لاستغلاله غير القانوني للمساجد ليروج لأفكاره وللمذهب الذي كان منتسبوه يؤمنون به وكذا استغلالهم لسيطرتهم على ما كان يعرف بالمعاهد العلمية التي كانت أبعد ما يكون عن العلم المفيد للمجتمع، واليوم تمارس جماعة أنصار الله ما كانت تشكو منه وبدأت بمسيرة ممنهجة للسيطرة على مدخلات العملية التعليمية وإجراء تعديلات بالحذف والإضافة وفرض نصوص تدعو لتمجيد فئة اجتماعية بعينها.

 

ما لا تدركه (الجماعة) أن العملية السياسية بالوسائل القسرية تنجح في إخضاع المجتمعات لفترة قد تطول أو تقصر بحسب الوعي المجتمعي وقدرة احتمال المعارضة السياسية الجمعية للمضايقات والملاحقات والقهر، لكن الخطر الداهم المدمر هو في انتقال الصراع إلى الحالة المسلحة فقط؛ لأن السيطرة على مخرجاته تصبح غير ممكنة، إذ تنشأ جماعات متناثرة غير منضبطة وغير خاضعة لقيادة تعي المستحقات المستقبلية التي تنتج عن العبث المقرون بالبطش.

 

دافع يمنيون عن مبدأ تواجد جماعة أنصار الله في مسار العملية السياسية وكانوا يتصورون أن دخولهم إلى المعترك السياسي سيكون تدشينا لتخليهم عن استخدام السلاح لغة للتفاهم مع خصومهم، لكن الجلي هو أنهم تمرسوا عليه وصار وسيلتهم الوحيدة للتعبير عن مواقفهم والتعامل مع مخالفيهم، وهو مسار يفسح المجال أمام منائيهم لمقاومتهم بنفس الأدوات المتخلفة بعيدا عن الحوار ومتطلباته.

 

كثيرون وأنا منهم مازالوا يأملون أن تتوقف (الجماعة) قليلا لتراجع تصرفاتها وخطابها وعبث وفساد أتباعها، وأن يحاول قادتها التواضع قليلا وقراءة تاريخ اليمن الدامي وأحداثه المحزنة وأسبابها، وإن فعلوا فلربما تمكنت من استعادة رشدها السياسي، وتوقفت عن القسوة المفرطة تجاه أبناء وطن يعيشون فيه جميعا، قد يخضعون لفترة ولكنها لن تطول وستكون عواقبها أشد كارثية مما شاهدنا خلال الأعوام الثلاثة الماضية وستدرك أي منقلب سينقلبون وسيكون الثمن باهظا.

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
كاتب صحفي/ خالد سلمان
هناك من يرى في إبقاء الحوثي لاعباً سياسياً وقوياً ،
كاتب صحفي/ خالد سلمان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد  المياحي
هل سيحكم أتباع الزنداني اليمن مستقبلًا؟
محمد المياحي
كتابات
لالات النصر والهزيمة بين زيارة الشرعية وزيارة الإنقلاب.
د. عبده سعيد مغلس
مشاهدة المزيد