آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

الصمت جريمة وعار..!
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 21 يوماً
الأحد 10 يونيو-حزيران 2012 03:30 م

يقولون إن الصمت من ذهب، لكنهم بالتأكيد لا يقصدون بأن الكلام دائماً غير مفيد، وذلك لوجود حالات كثيرة يكون السكوت فيها عاراً وجريمة..!

نعم.. يكون الصمت عاراً عندما نسكت ولا نطالب بحقوقنا.. عندما نرى الظلم ونغض الطرف عنه.. عندما نتعامل مع الانحرافات والكوارث الأخلاقية التي تحدث في مجتمعاتنا بمبدأ «أح ولا داخل».. يكون الصمت عاراً وجريمة عندما نرى خطأ يرتكبه البعض منّا في حق هذا المجتمع ونتعامل مع ما حدث وكأنه لا يعنينا..!

قبل أسابيع نشرت بعض المواقع الإخبارية خبر قيام بعض الوحوش البشرية باغتصاب طفلة بحي عصر بالعاصمة صنعاء، وأن بعض المتنفذين حرصوا على إسكات أهل الطفلة بالترهيب والتعويض، وهذا ما جعل والد الطفلة يخضع للأمر الواقع ويصمت خجلاً من الفضيحة بين الناس وخوفاً من بطش أفراد العصابة..

بعد أيام من نشر بعض المواقع الإلكترونية تفاصيل الجريمة، نفت النيابة العامة وجود جريمة لعدم وجود أدلة تُثبت حدوثها، كما قامت بعض الشخصيات برفع دعوى قضائية ضد هذه المواقع التي نشرت الخبر واتهمتها بالتشهير. لكن الأخبار ظلت تتوارد حول القضية إلى أن نشر ناشطون حقوقيون بعض الوثائق المذيلة بتواقيع عقّال ثلاث حارات حيث ناشدوا فيها رئيس الجمهورية والنائب العام ورئيس الوزراء ووزير الداخلية القبض على المجرمين الذين اغتصبوا هذه الطفلة مؤكدين حدوث هذه الجريمة البشعة..!

ظل الكثير صامتاً خلال الفترة السابقة، ذلك لأن والد الطفلة لم يتهم أحداً وأنكر اختطاف الطفلة بالأصل بالرغم من وجود شهود عيان شاهدوا عصابة مكونة من سبعة أشخاص يجرون الطفلة قسرا بعد ضربها..

تشير بعض المعلومات إلى أن مثل هذه الجريمة حصلت لأكثر من مرة مؤخراً في صنعاء وبعض المحافظات، لكن أولياء الأمور في الغالب يلتزمون الصمت ويدفنون القضية خشية من العار.. وهذا لأن المجتمع يعاملهم بشكل سيء ويحملهم المسؤولية، بينما لو تعامل المجتمع مع أهل الفتاة المغتصبة على أنهم ضحايا وأنهم في حال لاحقوا الفاعلين قانونيا وطالبوا بتطبيق العقوبات عليهم؛ سيكونون في نظر من حولهم أبطالا يقومون بخدمة إنسانية ووطنية للمجتمع. أما في حال فضلوا الصمت، فإن اللعنات ستلاحقهم والعار سيرافقهم، بل وسيكونون بصمتهم شركاء لهؤلاء المجرمين إذا ما ارتكبوا جرائم أخرى في المستقبل..!

بهذا فقط سيغير أهالي الضحايا تعاملهم مع مثل هذه القضايا الحساسة. لهذا أقول إن المشكلة ليست في أهالي الضحايا بدرجة أساسية، ولكن في المجتمع الذي علّمهم أن المطالبة بالحق عار وأن الصمت ستر..!

هذه النظرة المجتمعية السلبية لمثل هذه القضايا يجب أن تتغير.. يجب أن يتعامل الجميع مع الأب المطالب بمعاقبة أمثال هؤلاء المجرمين على أنه بطل وليس صاحب عار، لأنه يريد أن يطهّر هذا المجتمع من رجس المغتصبين..

أخيراً.. الجريمة أياً كان شكلها تنتشر وتتوسع في ظل الصمت والخوف وعدم الرفض والاستنكار.. ولذا يكون الصمت هنا جريمة وعاراً..!